صعَّدت أثينا أمس من لهجتها ضد فيينا وسط خلافاتٍ حول أزمة طالبي اللجوء، في وقتٍ حذَّر المفوض الأوروبي للهجرة من «كارثة» إذا غاب التوافق. ورفضت اليونان استقبال وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل- لايتنر، التي أرادت زيارة أثينا «لتوضيح موقف بلادي بالتفصيل ومباشرةً». وكانت أثينا سحبت أمس الأول سفيرها من فيينا للتشاور بعد قرار نمساوي بعدم دعوة اليونان إلى اجتماعٍ لدول البلقان بشأن أزمة الهجرة. وأدى التوتر بين الدولتين إلى تسميم أجواء اجتماعٍ عقدته دول الاتحاد الأوروبي الخميس في بروكسل لمواجهة تدفق اللاجئين. واعتبر وزير سياسة الهجرة اليوناني، يانيس موزالاس، أمام نظرائه الأوروبيين أن «النمسا تتعامل معنا وكأننا أعداء». وتتهم بلاده النمسا بتشجيع دول البلقان «صربيا وسلوفينياومقدونياوكرواتيا» في منتصف فبراير الماضي على فرض قيودٍ بشكل منفرد على حدود كل دولة وإعاقة مرور آلاف المهاجرين العالقين في أراضي اليونان. وخلال الأيام الأخيرة؛ أدَّت القيود إلى اكتظاظٍ على الحدود اليونانية- المقدونية دفع بسلطات أثينا إلى نقل جزءٍ من المهاجرين إلى مخيمي استقبال في ديافاتا شمالاً وشيستو قرب العاصمة. وكان 4 آلاف مهاجر ينتظرون أمس على الحدود فيما أجيز ل 100 فحسب دخول مقدونيا ظهراً بعد إدخال 250 يوم الأربعاء. وعقَّب الوزير موزالاس بالقول «حتى العثور على حل على الحدود؛ يجري العمل للعثور على مساكن للمهاجرين واللاجئين على جزر بحر إيجه». ويشكِّل إيجه أحد المداخل الرئيسة إلى القارة من السواحل التركية المحاذية. و«قد يجاز لبعضهم (العالقين) الإقامة مؤقتاً على عبَّارات راسية في الجزر»، بحسب موزالاس. وأفاد بيانٌ وزاري صدر عن بلاده «نحاول إبطاء دفق المهاجرين إلى الحدود». والأربعاء؛ تعهد رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، برفض أي اتفاق أوروبي إذا لم يتمَّ تقاسم أعباء الأزمة «بصورة متناسبة» بين الدول الأعضاء في اتحاد القارة. ويبدو توافد طالبي اللجوء بعيداً جداً عن التباطؤ منذ مطلع 2016، حيث وصل أكثر من 100 ألف إلى القارة انتقل أغلبهم من تركيا إلى الجزر اليونانية، بحسب المفوضية العليا للاجئين. وأغلبية هؤلاء من الأفغان والسوريين، كما تقول المفوضية. وإلى جانب المهاجرين الذين قضوا غرقاً في المتوسط؛ ما زال كثيرون في عداد المفقودين. وأقرَّت برلين أمس بعدم علمها بمكان وجود 13% من أصل مليون مهاجر تم تسجيلهم في ألمانيا العام الماضي «لأنهم لم يحضروا إلى مراكز الإيواء التي حددت لهم». وفي رد خطي على برلمانيين من حزب «دي لينكي» الألماني اليساري؛ ذكرت حكومة المستشارة، أنجيلا ميركل، أن «الأسباب المحتملة لتغيب هؤلاء المهاجرين قد تكون على سبيل المثال العودة إلى البلد الأصل أو مواصلة الرحلة إلى بلد آخر أو الانتقال إلى وضع غير شرعي». إلى ذلك؛ أعلنت سلوفينياوكرواتيا وصربيا الجمعة تحديد عدد المهاجرين الذين يمكنهم عبور أراضيها باتجاه شمال أوروبا ب 580 شخصاً يوميّاً؛ في إطار إجراءات لدول البلقان لإبطاء أزمة هجرة غير مسبوقة. وأفادت الناطقة باسم وزارة الداخلية السلوفينية، فيسنا درول، بأن «مسؤولي الشرطة في دول البلقان، الذين شاركوا في اجتماع 18 فبراير، تعهدوا احترام السقف المحدد بحوالى 580 مهاجراً يوميَّاً» لكل دولة من الدول الثلاث. وبُعيدَ ذلك؛ أعلنت كرواتيا تحديدها عدد المهاجرين الذين يمكنهم عبور أراضيها يوميّاً باتجاه شمال أوروبا ب 580 يوميّاً. وقالت المتحدثة باسم شرطة كرواتيا، يلينا بيكيتش، إن «سلوفينيا أبلغتنا مساء الخميس أنها تستطيع استقبال 580 مهاجراً يوميّاً وأبلغنا زملاءنا الصرب بذلك» و»سنعتمد نحن كذلك هذا العدد»، مشيرةً إلى «إجراءات جديدة ستُطبَّق على الفور». وأبدت صربيا اعتزامها تطبيق القرار وتحديد عدد الداخلين إلى أراضيها. وعلَّق مسؤولٌ في وزارة العمل الصربية بقوله «كما اعتدنا حتى الآن؛ سنطبق كلَّ ما تفعله النمساوسلوفينياوكرواتيا، وإن قررت هذه الدول إدخال 500 مهاجر فقط يومياً فلن نجيز لأكثر من 500 عبور بلادنا». وفي حال احترمت دول البلقان هذه الحصة اليومية؛ فمن المحتَّم تفاقم الاكتظاظ الجاري في اليونان مع وصول آلاف المهاجرين العالقين هناك منذ الأحد الماضي جرّاء تشديد شروط العبور صوب مقدونياوالنمسا. وحالياً؛ يصل حوالي 2000 مهاجر يوميّاً إلى الجزر اليونانية. وحذر المفوض الأوروبي للهجرة، ديمتريس أفراموبولوس، من أن القارة ستواجه «كارثة» إذا لم يتم التوصل إلى توافق خلال القمة الاستثنائية بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وتجري القمة في ال 7 من مارس في بروكسل. وأوضح أفراموبولوس في تصريحاتٍ من دلفي «وسط اليونان» «سنحكم على كل شيء في السابع من مارس» و«يجب أن يجري نقاش من أجل تقاسم المسؤولية بين الدول الأعضاء، وهو شرط للشروع في إيجاد حل للمشكلة»، داعياً إلى وقف «الأعمال الأحادية أو الثنائية».