رفض رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الدعوات لقمة جديدة للاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة قائلا: إن الدول الأعضاء ينبغي أن تكف عن ترددها وأن تطبق اتفاقات أبرمت بالفعل في هذا الصدد. وتأتي تصريحات يونكر لصحيفتي لو فيجارو الفرنسية ودي فيلت الألمانية، عشية اجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في برلين لمناقشة الهجرة. وكرر يونكر انتقاده للحكومات الأوروبية لفشلها في استقبال اللاجئين من إيطاليا واليونان اللتين شهدتا تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين في زوارق هربا من الحرب والفقر في بلادهم. وكتب "لا نحتاج قمة جديدة. ينبغي على الدول الأعضاء تبني إجراءات أوروبية وتطبيقها على أراضيها". وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يضع قائمة موحدة بالدول "الآمنة" التي يمكن إعادة المهاجرين إليها. وانتقدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وحكومتها، أمس، الاحتجاجات العنيفة ضد طالبي اللجوء في بلدة هايدناو في شرق ألمانيا، هذا الأسبوع. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت في مؤتمر صحفي: "تندد المستشارة والحكومة بالكامل، بأقوى العبارات الممكنة بالعنف والأجواء العدوانية تجاه الأجانب هنا." وأضاف: "محاولة اليمينيين المتطرفين والنازيين الجدد لنشر رسالة الكراهية الحمقاء حول مركز لإيواء اللاجئين، مثيرة للاشمئزاز." وأصيب ما لا يقل عن 31 من رجال الشرطة الألمانية في اشتباكات مع نحو 600 محتج في الساعات الأولى من يوم السبت، ورشقهم كثيرون بالحجارة والزجاجات لغضبهم من دخول طالبي اللجوء البلاد. ويأتي لقاء ميركل وهولاند لمناقشة الأزمة في أوكرانيا بحضور نظيرهما الأوكراني بترو بوروشنكو، لكنها ستتطرق أيضا إلى أزمة اللاجئين إلى أوروبا التي تهم ألمانيا وفرنسا خاصة، حيث تطالبان الاتحاد الأوروبي بمبادرات لمواجهة ما أصبح يعتبر الآن أسوأ موجة نزوح لمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. وفي ألمانيا، تتوقع السلطات رقما قياسيا يناهز المليون طلب لجوء هذه السنة، فيما تتكرر في موازاة أعمال العنف، وخصوصا تلك التي تنسب إلى اليمين المتطرف. وقالت مصادر فرنسية: "ينبغي إعطاء دفع لتنفيذ القرارات التي اتخذها (الاتحاد الأوروبي في نهاية حزيران/يونيو حول المهاجرين) مع إمكان فتح آفاق جديدة". وأضافت، إن "الوضع لم تتم تسويته" وقرارات الاتحاد الأوروبي "غير كافية وليست سريعة بما يكفي وليست على المستوى المطلوب" لدى تطبيقها. وأعلن نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل أن التعامل مع التدفق القياسي للاجئين إلى ألمانيا هو "أكبر تحد لألمانيا منذ اعادة توحيد" الألمانيتين. ورأى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، أن تفاقم أزمة المهاجرين يهدد بتقويض "روحية" الاتحاد الأوروبي. وقال لصحيفة "ايل ميساجيرو": بشأن الهجرة، أوروبا مهددة بكشف أسوأ ما لديها: الأنانية واتخاذ القرارات العشوائية والخلافات بين الدول الأعضاء". وأضاف: "أشعر بقلق شديد. اليوم، وفي هذه القضية ستعيد أوروبا اكتشاف روحها أو ستخسرها إلى الأبد". وقد تمكن خفر السواحل الإيطاليون، أمس الأول، من إنقاذ 300 مهاجر في البحر المتوسط بعدما نسقوا، بمساعدة سفن أوروبية، لإنقاذ نحو 4400 مهاجر، يوم السبت، فيما يعتبر أكبر عدد من عمليات الإنقاذ بلا ضحايا خلال يومين. وقال ماوريتسيو غاسباري عضو مجلس الشيوخ عن حزب فورتسا إيطاليا بقيادة سيلفيو برلوسكوني: "إنها نكتة. نستخدم قواتنا من أجل إنجاز عمل المهربين ونضمن تعرضنا للغزو". ودعا حزب رابطة الشمال المعادي لاستقبال اللاجئين ماتيو سالفيني أيضا الحكومة إلى نقل المهاجرين إلى منصات النفط الإيطالية الخالية قبالة سواحل ليبيا. وقال على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: "أنقذوهم وساعدوهم واهتموا بهم، لكن لا تسمحوا لهم بالنزول هنا". كما عبر، يوم الأحد، آلاف المهاجرين غير الشرعيين، خصوصا من اللاجئين السوريين، مقدونيا وصربيا باتجاه أوروبا الغربية، بعدما احتجزوا لأيام على الحدود اليونانية المقدونية في واحدة من أسوأ الأزمات التي يشهدها الاتحاد الأوروبي. وأعادت مقدونيا، السبت، فتح حدودها مع اليونان بعد ثلاثة أيام على إغلاقها أمام المهاجرين ليعبر بذلك أكثر من ستة آلاف شخص، وفق الصليب الأحمر المحلي، ليصلوا يومي السبت والأحد، إلى جنوب صربيا. وكانت مقدونيا، أعلنت الخميس، حالة الطوارئ وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع اليونان لوقف تدفق المهاجرين. وفي قرية ميراتوفاتش الصربية القريبة من حدود مقدونيا، تهتم السلطات المحلية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة بأمور هؤلاء المهاجرين وبينهم العديد من النساء والأطفال. وفي مخيم صغير، وزعت عليهم المواد الغذائية، وبدا التعب على العديد منهم وطلب البعض الأدوية. ونقل المهاجرون بعد ذلك في حافلات إلى مدينة بريزيفو المجاورة، حيث سيمنحون الوثائق الضرورية التي تسمح لهم بمواصلة رحلتهم إلى شمال صربيا، وهي الأخيرة قبل المجر العضو في الاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول في الصليب الأحمر في بريزيفو اميت اليمي لوكالة فرانس برس: "عملنا طوال الليل لاستضافتهم، ولا يزالون يتدفقون" من جيفجيليجا في جنوبمقدونيا. وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء الأشخاص المرهقين الذين سيتابعون طريقهم. وجاء في بيان: "البعض منهم مرضى وهم بحاجة ملحة لمساعدة إنسانية". بدورها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى "مستوى أعلى من التعاون والجهود المشتركة" لتلبية حاجات المهاجرين، مشيرة إلى "ارتفاع هائل" في عدد الأشخاص الذين تدفقوا خلال الأيام الماضية، من الجزر اليونانية. وصباح الأحد، قالت الشرطة اليونانية، إن حوالى 500 شخص عبروا الحدود اليونانية المقدونية لركوب القطارات التي تنقلهم إلى صربيا. وينتظر 400 آخرون الحصول على إذن الشرطة المقدونية للمرور. ومن بين هؤلاء محمد رسطم، سوري عبر من العراق وتركيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة. ويقول، إنه دفع أربعة آلاف يورو للمهربين لنقل عائلته في مركب إلى اليونان، مشيرا إلى أن "ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في الطريق إلى اليونان، أما أنا فأريد الذهاب إلى ألمانيا للعمل، أريد الأمن وأن أعيش كأي إنسان، لذلك اخترت أوروبا". وقبل عبور مقدونيا، يومي السبت والأحد، سجلت السلطات دخول 42 ألف مهاجر إلى البلاد منذ 19 حزيران/يونيو بينهم سبعة آلاف طفل. وعلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، تمكن حرس خفر السواحل والقوات البحرية التونسية، من إنقاذ 128 مهاجراً أفريقيا، أوشك مركبهم على الغرق قبالة سواحل "بن قردان" بجنوب شرق البلاد. وأوضحت وزارة الداخلية التونسية، في بيان، أن حرس السواحل رصدوا، صباح الأحد، زورقاً يحمل على متنه 128 شخصاً، وأنه تم إنقاذهم من قبل قوات الحرس والجيش قبل الغرق. وتم نقل المهاجرين الذين انطلقوا من شواطئ "زوارة" غرب ليبيا في رحلة غير شرعية إلى ميناء "الكتف" بالجنوب الشرقي التونسي ، حيث أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة. وفي الساعات الأولى من صباح أمس، انقلب قارب على متنه 15 لاجئا قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية. وتمكن خفر السواحل اليوناني من إنقاذ ثمانية أفراد من الغرق. وبعد ذلك تم العثور على جثة أحد اللاجئين. وذكرت الإذاعة الرسمية استنادا إلى بيانات خفر السواحل أنه لا يزال هناك ستة لاجئين مفقودين. ووصلت، أمس، إلى مدينة بيرايوس اليونانية عبارة على متنها أكثر من 2500 لاجئ، تم جلبهم، الأحد، من ميناء ميتيليني المكتظ باللاجئين في جزيرة ليسبوس. ويتوافد إلى كافة جزر بحر أيجة الشرقية منذ أسابيع مهاجرين غير شرعيين من السواحل التركية التي تبعد عن تلك الجزر أميالا بحرية قليلة. وتكتظ تلك الجزر حاليا بمهاجرين يائسين ينحدر أغلبهم من سورية والعراق وأفغانستان. ويسعى هؤلاء اللاجئون إلى السفر إلى غرب أوروبا. وتشهد الجزر اليونانية اشتباكات متعددة بين المهاجرين الذين يحاولون إيجاد مكان لهم على متن عبارات لنقلهم إلى البر الرئيسي لليونان. ويتدفق المهاجرون عقب وصولهم إلى مدينة بيرايوس إلى الحدود اليونانية-المقدونية، للانتقال إلى صربيا عبر أحد القطارات في مقدونيا. وطالبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدةمقدونيا واليونان ببذل مزيد من الجهود للسيطرة على أزمة اللاجئين على حدودهما. ووصل أكثر من 170 ألف مهاجر غير شرعي من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى إيطاليا في 2014 بعدما تم إنقاذهم في البحر المتوسط. أما مجموع الذين وصلوا في عام 2015، فقد وصل حاليا إلى 108 آلاف. وحط أكثر من 135 ألفا آخرين في اليونان منذ كانون الثاني/يناير، بينما لقي أكثر من 2300 شخص مصرعهم خلال عبورهم البحر للوصول إلى أوروبا بمساعدة مهربين. وذكرت شرطة باليرمو في صقلية، السبت، أنها اعتقلت ستة مصريين للاشتباه بتورطهم في عمليات تهريب مهاجرين بعد إنقاذ زورق منكوب في 19 آب/أغسطس الماضي. وأفادت شهادات 432 مهاجرا أن مركبهم كان يضم عدداً من الأشخاص أكبر بعشر مرات من قدرته، وهناك عدد من الركاب بينهم نساء وأطفال محتجزين في قعره. وقد دفع كل من هؤلاء ألفي يورو (2200 دولار) للانتقال من مصر إلى إيطاليا حسبما ورد في افادتهم للشرطة الإيطالية. وتقول منظمات العمل الإنساني، إن تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي يعكس نتيجة النزاعات أو القمع في الشرق الأوسط وأفريقيا. ويعقد الأوروبيون منتصف تشرين الأول/أكتوبر اجتماعا للبحث في الأزمة.