قضى 12 مهاجرا السبت بعد غرق مركبهم قبالة السواحل التركية، بينما كانوا في طريقهم الى اليونان، فيما غرقت امرأة وثلاثة أطفال بعدما انقلب زورق مطاطي كان ينقلهم قبالة جزيرة يونانية، في وقت أغلقت المجر حدودها مع كرواتيا امام المهاجرين. وقالت وكالة انباء الاناضول إن خفر السواحل التركي نقل الجثث من على متن زورق خشبي غادر منتجع ايواليك شمال غرب تركيا متجها الى جزيرة ليسبوس اليونانية شمال شرق بحر ايجه. ونجح خفر السواحل في انقاذ 25 راكبا آخرين وجهوا نداءات استغاثة بهواتفهم النقالة، حسبما ذكرت وسائل الاعلام التركية. ولم توضح الوكالة جنسيات الضحايا. كما أعلن خفر السواحل اليوناني أن امرأة وثلاثة أطفال غرقوا وفقد طفل رابع بعدما انقلب زورق مطاطي كان ينقلهم قبالة جزيرة يونانية في وقت متأخر من مساء الجمعة. وقال خفر السواحل إنه تمكن من انقاذ 13 شخصا ويبحث عن الطفل المفقود بعد انقلاب الزورق قبالة جزيرة كاليمنوس في بحر ايجه. ويحاول آلاف اللاجئين - الذين يفر معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق التي تمزقها الحروب - الانطلاق يوميا من تركيا القريبة وعبور بحر ايجه في رحلة قصيرة لكن محفوفة بالمخاطر في الزوارق المطاطية. وذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص وصلوا إلى اليونان هذا العام. وغرق سبعة أشخاص يوم الخميس بينهم رضيع وثلاثة أطفال بعد انقلاب زورق خشبي كان ينقلهم وتحطم سفينة تابعة لخفر السواحل خلال عملية لانقاذ المهاجرين قبالة جزيرة ليسبوس. إغلاق المعابر من جهة أخرى، أغلقت المجر المعابر الرئيسية على حدودها مع كرواتيا طبقا لما اعلنته من قبل للحد من تدفق المهاجرين بينما وصفت تركيا خطة الاتحاد الاوروبي حول الهجرة انها مجرد «مشروع» ميزانيته «غير مقبولة». وطبق الاجراء على ثلاثة معابر على طول الحدود بين المجر وكرواتيا. وفي معبر زاكاني اغلقت آخر الفتحات في سياج الاسلاك الشائكة قبيل الساعة الواحدة (23,00 تغ) بعد مرور آخر دفعة من المهاجرين. ويبقى معبرا بيريميند وليتيني مفتوحين امام المهاجرين الذين يقدمون وثائق نظامية لكن المهاجرين الذين لا يحملون تأشيرات دخول لا يمكنهم عبورهما. وقال احد المتحدثين باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن «الحدود الخضراء اقفلت وبامكانكم عبور الحدود بطريقة قانونية وطلب اللجوء». وكانت بودابست اعلنت بعد ظهر الجمعة عزمها على اغلاق السياج في وجه المهاجرين بعد انتهائه، كما فعلت قبل شهر على حدودها مع صربيا. وعبر نحو 1500 رجل وامرأة وطفل وشخص في الوحول وبصمت مركز زاكاني الى المجر لينتقلوا منها الى اوروبا الغربية. وكان هؤلاء قد وصلوا قبل ساعة من اغلاق الحدود الى محطة للقطارات مجاورة للمعبر بعد رحلة طويلة بدأت بتركيا عبر البلقان. وقال معظمهم انهم لا يعرفون انهم آخر مجموعة ستدخل عن طريق هذا المعبر. الاتفاق مع أنقرة وكانت المفوضية الاوروبية عبرت عن «تفاؤلها» بعد قمة القادة الاوروبيين في بروكسل ليل الخميس الجمعة مع الاعلان عن اتفاق مع انقرة للحد من تدفق المهاجرين. لكن وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي اوغلو أخمد الحماس الاوروبي. وقال «هذا ليس نهائيا (...) إنه مشروع ما زلنا نعمل عليه». ووصف المساعدة المالية التي اقترحها الاتحاد الاوروبي «بغير المقبولة». وفي مواجهة مطالب الاوروبيين التي تتلخص باستقبال مزيد من اللاجئين وتعزيز مراقبة الحدود، تقضي خطة التحرك هذه باعادة اطلاق المفاوضات حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وتسهيل حصول المواطنين الاتراك على تأشيرات دخول وتقديم مساعدة مالية لانقرة. والنقطة الاخيرة هي التي تثير استياء انقرة التي تؤكد أنها بحاجة الى ثلاثة مليارات يورو على الاقل للسنة الاولى وحدها. وكان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي اكتفوا الخميس بالحديث عن «تمويلات جديدة كبيرة وملموسة» بدون ذكر اي ارقام. وفي الاسابيع الاخيرة، اقترحت السلطة التنفيذية الاوروبية على انقرة مبلغا قدره حوالى مليار يورو عبر تخصيص اموال منحت أصلا لتركيا في اطار شراكات اخرى، لمساعدة اللاجئين. لكن مصادر اوروبية تحدثت بعد ذلك عن ثلاثة مليارات على الاقل تطالب بها انقرة. ويبدو ان المفوضية مستعدة لتأمين جزء من هذا المبلغ من ميزانية الاتحاد الاوروبي. لكن رئيسها جان كلود يونكر ابلغ بشكل واضح الدول الاعضاء بانه سيكون عليها المساهمة. ويصر الاتحاد الاوروبي على التعاون مع تركيا لان الطريق البحرية بينها وبين الجزر اليونانية باتت الاكثر راواجا للمهاجرين من اجل الوصول الى دول الاتحاد. وبدت المستشارة الالمانية «انغيلا ميركل» الجمعة منفتحة على تقديم تنازلات الى تركيا التي تريد ان يعتبرها الاوروبيون «بلدا آمنا». ودخل اكثر من 170 الف مهاجر الى المجر عن طريق كرواتيا منذ 15 سبتمبر مع تعاون البلدين فعليا لتأمين المرور اليومي للاجئين. وبعد محادثات بين البلدين، أعلنت وزارة الداخلية الكرواتية أن زغرب ستوجه مجموعات اللاجئين الى سلوفينيا بعد اغلاق الحدود المجرية.