- فيما أدت جموع غفيرة في أول أيام العيد صلاة الميت أمس (الجمعة) على الشهيد العقيد راشد الصفيان، من منسوبي وزارة الداخلية السعودية، في جامع عتيقة جنوبالرياض، ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة المنصورية، أعلن تنظيم «داعش» تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت نقطة تفتيش في الرياض أول من أمس. ونقلت صحيفة الحياة عن مصدر مقرب من عائلة الرشيد ، أن الانتحاري الرشيد «عاش حياة متقلبة خصوصاً في العامين الأخيرين، إذ ظل متذبذباً ويعيش صراعاً نفسياً». وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «إن الجاني الرشيد لم يكن متزناً»، مضيفاً: «ففي كل مرة يطلق لحيته، وتبدو عليه ملامح التدين، ثم يعود مجدداً إلى سابق عهده، وما يلبث طويلاً حتى يعود مجدداً إلى الالتزام الديني، إلا أن كل ذلك لم يجعل أسرته تخشى عليه. بيد أنها لم تكن سوى حال مزاجية تذهب وتعود». وأشار إلى أنه على رغم معرفة الأسرة بالحال المزاجية للرشيد، إلا أنهم لم يتوقعوا أن يقدم على مثل هذه الحادثة الإجرامية، مبيناً أنه كان يتسم ب«الطيبة» والخجل وعدم المبالاة. وأضاف: « تخرج من مرحلة الثانوية أخيراً، لكنه لم يكمل تعليمه الجامعي، بيد أن خاله العقيد الشهيد حاول إدخاله في معاهد تدريب لتعلم الكمبيوتر واللغة الإنكليزية ولكنه لم يلتزم بذلك». وكشف عن أن عبدالله الرشيد يعيش منذ صغره في رعاية خاله، خصوصاً بعد طلاق والدته، وهو ما زاد من هول الصدمة، إذ لم يكن متوقعاً أن يقدم على قتل خاله الذي لطالما أغدق عليه بالمال، والحياة الكريمة. ويظهر التناقض في شخصية الرشيد من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يظهر في موقع «تويتر» بصورة المدافع عن السعودية من تهديدات تنظيم «داعش»، وسخر كثيراً من التنظيم، ولاسيما من بعض المطلوبين الأمنيين، إذ تمنى أن يحصل على مليون ريال في مقابل تقديم بلاغ عن مكان وجود المطلوب الأمني السابق فواز العنزي (برجس)، قبل أن تعلن وزارة الداخلية السعودية القبض عليه، بيد أنه تحسر على ذلك. وعلى النقيض، فقد ظهر الانتحاري الرشيد من خلال موقع «انستغرام» «واعظاً دينياً»، وحفل حسابه بعدد من المقاطع التي يتحدث من خلالها عن فضل الاستغفار، فيما كان يحذر النساء من لبس بعض العباءات التي يراها بأنها «وقود للنار»، إضافة إلى بعض المقاطع المصورة التي التقطها أثناء نزهة برية برفقة بعض أصدقائه. إلى ذلك، شهدت جموع غفيرة صلاة الميت على الشهيد العقيد راشد الصفيان بعد صلاة عصر أمس في جامع عتيقة جنوبالرياض، ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة المنصورية، وسط حضور مهيب من أسرته ومسؤولين أمنيين، وبدت ملامح الأسى واضحة على محيا أسرته التي فجعت بمقتله في ليلة عيد الفطر المبارك. والشهيد الصفيان يعمل في وزارة الداخلية السعودية برتبة «عقيد» في الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه، وهو متزوج، ولديه ستة أبناء أكبرهم إبراهيم (17 عاماً)، وتوفي والده ووالدته منذ مدة طويلة، وظل لفترة طويلة عائلاً لشقيقته المطلقة، واثنين من أبنائها: محمد وعبدالله، الذي قتله وفجّر نفسه.