وارت جموع غفيرة، فجر أمس، جثمان الشهيد الرقيب أول عوض المالكي الثرى، في مقبرة الشرائع في مكةالمكرمة، بعد أن استشهد أثناء تبادل إطلاق النار مع أحد المطلوبين للجهات الأمنية في منزل بحي الشرقية بمحافظة الطائف، وذلك أثناء قيام رجال الأمن بالتحري عن تواجد أحد المطلوبين، مما اقتضى التعامل مع الموقف وفق الأنظمة والرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف والقبض على ثلاثة من المشتبه بهم، وضبط أعلام لتنظيم داعش الإرهابي، وكواتم صوت وأجهزة حواسيب في المنزل الذي يقيمون فيه. وتمكنت الجهات الأمنية في أقل من 24 ساعة من الإطاحة بالمطلوب الأمني "يوسف الغامدي"، وذلك بعد تضييق الخناق عليه ومحاصرته عند منزله الكائن بحي الشرقية، ودخلت معه في تبادلٍ لإطلاق النار حتى أردته قتيلاً. وتقدم المصلين الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية، وعدد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين في وزارة الداخلية، بعد تواجدهم في ساعات مبكرة من فجر أمس الأحد في جامع الراجحي في مكةالمكرمة، والصلاة على الفقيد الرقيب أول عوض المالكي ودفنه في مقبرة الشرائع شرق مكة. وأكد ل «اليوم» اللواء عبدالعزيز الصولي مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة، أن شهيد الواجب عوض المالكي استشهد وهو يؤدي واجبه، وكان يمثل هذا الوطن الغالي، وعلى رأس عمله المشرف، وهو فداء -بلا شك- لوطنه وولاة أمره والشعب السعودي بصفة عامة، وهذا مثال حي لأحد أبناء هذا الوطن الذي يقدم روحه ونفسه في سبيل تأدية الواجب الوطني واستتباب الأمن واستقراره، وليس بغريب أن ابناء هذا الوطن يكونون في هذا المستوى وهذا الإقدام نفخر به جميعاً كوطن، ونتمنى لأبنائه الصلاح والهداية، وأن يكونوا مثل والدهم الشهيد، والذي له مشوار مشرف في حياته وتمثيل بلده. وفي تعليقه حيال تنفيذ قوات وزارة الداخلية في تتبع الجاني والقضاء عليه في أقل من 24 ساعة من تنفيذ عمليته الإرهابية، أوضح اللواء الصولي أن رجال الأمن اليوم في أحسن حال وأحسن صورة مشرفة لوطنهم، وهم يمثلون بلدهم أفضل تمثيل ولهم خدمة ويقدمون أغلى ما يملكون في سبيل حماية أمن هذا الوطن وراحة المواطن، وهم عيون ساهرة تسهر لراحة الآخرين وليس بغريب ان رجل أمن يقدم أغلى ما يملك، وهي روحه فداء لهذا الوطن، وذلك في سبيل القضاء على الجريمة والقضاء على أي فكر متطرف، منوهاً في الوقت نفسه الى أن الدولة -أعزها الله- حريصة كل الحرص على استتباب الامن وهي تقدم كل غال ونفيس وتدعم في كل الامور سواء المادية والمعنوية في سبيل استتباب الأمن، ولا بد أن نعي جميعاً أننا فداء الوطن والمواطن. من جهته، أكد ل «اليوم» عدد من مشايخ بني مالك أن أمن المملكة خط أحمر لكل من تسول له نفسه بالعبث في هذه البلاد، أو ما يمس أمنها واستقرارها، وأن شهيد الواجب عوض المالكي من ابنائنا ونفخر به جميعاً، ونحن مع القيادة الرشيدة في الوقوف صفا واحداً. وأوضح الشيخ رشيد بن مساعد شيخ قبيلة العواصم من بني مالك أن جميع أبناء قبيلة بني مالك فداء للوطن، وضد كل من يحاولون المساس بأمن الوطن والعابثين به، وإن المملكة بجميع أجهزتها الأمنية باتت ضليعة في التعامل مع كل المواقف الصعبة ومواجهة المجرمين والإرهاب. من جهته، بيّن الشيخ عبدالمجيد بن غليون شيخ قبيلة بالحليس من بنبي مالك أنه لشرف لهم أن يستشهد ابنهم دفاعا عن الدين والوطن، مؤكدا أنهم جميعا فداء لهذا الوطن وبالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه وأمانه، وسيكونون جنبا إلى جنب مع قيادتهم الرشيدة وبأمرها ورهن إشارتها؛ للدفاع عن الوطن، سائلاً الله أن يتغمد الشهيد المالكي بواسع رحمته ويحفظ أمن البلاد من كيد الحاسدين. وبيّن الشيخ ابن غليون أن كل الأعمال الإرهابية، أو محاولة زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد يزيد من تماسك المجتمع، ووقوفهم يدا بيد مع الأجهزة الأمنية لمواجهة العابثين والمفسدين، موكداً أن الجميع بات يحمل المسؤولية الأمنية، وأنهم جميعاً رجال أمن، وكل يعمل من حيث موقعه لهدف واحد، وهو حفظ أمن واستقرار هذه البلاد، داعيا الله أن يحفظ هذه البلاد ويوفق رجال أمنها الأبطال في كل مكان، ويرحم شهداءهم. من جانب آخر، قال محمد عتيق المالكي أحد أعيان قبيلة بني مالك: إننا جميعنا الآن في خندق واحد، ونعمل لهدف واحد، وهو الوقوف في وجه الإرهاب والإرهابيين، مؤكدًا أن ما يقوم به بعض المغرر بهم سيزيد من صمود شعب المملكة وقوتهم. وأكد المالكي أن الوطن العزيز يعيش في حالة استقرار وأمن وأمان بفضل الله ثم بفضل ولاة أمر هذه البلاد. الحزن يسيطر على الجميع خلال تشييع الشهيد المالكي