قال سلطان الصفيّان، وهو ابن عمّ الشهيد العقيد راشد الصفيّان (خال الانتحاري عبدالله الرشيد) ل «الحياة» إن العائلة تعيش أسوأ أحوالها النفسيّة، جراء ما وقع من جريمة أول من أمس. وأوضح أن علامات التعجب تدور حول من يعرفون الصفيان، كونه من قام بتربية ابن أخته منذ أن كان صغيراً، وتحديداً منذ انفصال والدة الانتحاري عن والده، وكان يعتبره أحد أبنائه، ويُدللَه ولا يرفض له طلباً. وذكر أن «الشهيد الصفيّان» قام بتوفير شقّة لابن أخته في الدور العلوي للمسكن الذي يقطن فيه في حي الشفاء بالرياض، برفقة والدته. وأشار إلى أن «الانتحاري» كان معتدلاً ولا يحمل فكراً متطرّفاً، حتى آخر عام من حياته، وتحديداً بعد نيله شهادة الثانوية العامة، ولكنه بقي عاطلاً لعام كامل، من دون عمل، كما لم يكمل دراسته. وأوضح أنه لم يكن يملك مركبة باسمه، بل قام بارتكاب جريمته بعد سلب مركبة خاله. ولفت إلى أن الخال الصفيان كان «طيباً، ومجتهداً في عمله، ومحباً للخير». وأشار إلى أن الجميع يذكره بحسن السيرة، وكان متفانياً في مجال عمله. ويلبي كل ما يطلبه ابن أخته من طلبات ويوفر له كل الحاجات». وذكر أن «أمراً استجد في حياة الرشيد، وكان ملاحظاً من أفراد عائلته، لكن لم يكن متوقعاً ما حدث بالتحديد». وأكد أن اختياره من دون غيره في آخر أيام رمضان جعله «شهيداً بإذن الله تعالى». وكشف عن سيناريو الواقعة، التي بدأت حينما كان الانتحاري الرشيد برفقة خاله الشهيد الصفيان (في مركبته) برفقة أطفاله، حتى وصلا إلى المنزل، إذ بادر «الرشيد» بطلب الحديث مع خاله في موضوعٍ ما، ولم يمانع الآخر، واتجها سوياً للحديث. وفاجأ الانتحاري خاله بإخراج سلاح مزود بكاتم صوت، يستعرض فيه أمام خاله، الذي نهاه عن الممازحة به، حتى وإن لم يحمل ذخيرة. ولفت إلى أن الانتحاري قام بتفريغ أربع رصاصات في رأس خاله، الذي وقع على الأرض، وأكمل الانتحاري جريمته وأجهز عليه «طعناً» بالسكين في أماكن متفرقة، موضحاً أنها قد تصل إلى عشر طعنات. وأوضح أن الانتحاري غادر المكان مباشرة، وأخذ مركبة خاله، باتجاه سجن الحاير. وأبدى عدم معرفته بسبب اختياره سجن الحاير تحديداً، موضحاً أن تخطيطه فشل في الإيقاع بأكبر عدد من رجال الأمن، إذ انفجر الحزام الناسف قبل وصوله إلى نقطة التفتيش. ولم يعش حي الشفاء، الواقع جنوب العاصمة الرياض أجواء عيد الفطر السعيد، إذ استقبل حلول العيد بحزن شديد، فالجميع لا ينفكّ عن الحديث حول سيناريو قتل الإرهابي عبدالله الرشيد، خاله العقيد راشد الصفيان في «ظروف غامضة» ثم قام بسلب مركبته، واتجه بها إلى سجن الحاير، لغرضٍ ما في نفسه، حتى فجّر نفسه قبل نقطة تفتيش، مستهدفاً رجال الأمن الذين أصيب اثنان منهم، وهم في حال «مستقرة». وكان على «الإرهابي الرشيد» التخطيط لمستقبله، لكن تداخلت الأفكار إلى مخيّلته بعد الانتهاء مباشرة من مرحلة الثانوية، وهي الشهادة التي يحلم بها كل شاب، ليكمل دراسته الجامعية. بيد أن رؤية الرشيد اختلفت، فقد كان همّه نيل «الشهادة» بتنفيذ عملية انتحارية، وإطفاء شمعة شبابه بها، على رغم اعتداله طوال حياته، وعيشه بشكل طبيعي جداً، بدليل «ترحّمه» على خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين وفاته قبل أشهر معدودة. وبدا واضحاً عليه تغيّر أفكاره، وميله إلى التشدد والتطرّف، وذلك من خلال ما يكتبه في حساباته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي، وتجلى تطرفه في هجومه المتكرر على عقائد المذاهب الإسلامية الأخرى. وكان هجومياً في ردوده على حسابات الصحف التي تقوم بدورها بكشف نوايا الإرهاب واستهدافه أمن المملكة، إذ كان يتابع ما لا يقل عن 19 حساباً لصحف محليّة وخليجية وعربية، وكذلك شخصيات دينية وسياسية وإعلامية بارزة.