أعلنت الاممالمتحدة أن نحو 300 الف مدني عالقون في الحرب الاهلية المشتعلة منذ 17 شهرا في المناطق الشمالية في جمهورية جنوب السودان. جاء ذلك في الوقت الذي سحبت فيه المنظمة الدولية موظفيها من المنطقة وهي نفس الخطوة التى أقدمت عليها جميع المنظمات الإغاثية العاملة هناك بعد ايام من اشتداد حدة المعارك. ودشنت القوات الحكومية حملة قبل أيام لطرد مقاتلي المعارضة من المناطق التى يسيطرون عليها في محافظة الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد. وتضغط القوات الحكومية من مدينة بنتيو عاصمة المحافظة على قوات المعارضة التى يتزعمها ريك مشار في مدينة لير باتجاه الجنوب. وقال توبي لانزر مدير برنامج المعونات التابع للأمم المتحدة إن المعارك التى استعرت مؤخرا أجبرت المنظمات الإغاثية على إجلاء عامليها من مدينة لير بشكل عاجل. وأضاف لانزر في بيان أصدره "نتيجة لذلك يعاني نحو 300 ألف مدني في المنطقة من نقص إمدادات الماء والغذاء والأدوية". وقالت الأممالمتحدة إن نحو 100 ألف شخص هجروا منازلهم خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري فقط نتيجة الحرب الأهلية في جنوب السودان. وأكدت منظمة أطباء بلاحدود أنها أجبرت على إجلاء عامليها من مدينة لير التى تسيطر عليها المعارضة بسبب المخاوف من تعرضها لهجوم وشيك من القوات الحكومية. وكانت لير مسقط رأس ريك مشار زعيم المعارضة الحالي ونائب رئيس البلاد السابق قد تعرضت للنهب مطلع العام المنصرم من قبل القوات الحكومية. وقام مسلحون باقتحام المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلاحدود في لير وقتلوا عددا من المرضى في أسرتهم ثم هدموا المستشفى. وبعد عدة أسابيع أعادت المنظمة الدولية بناء المستشفى في لير وهو الوحيد في المناطق التى تسيطر عليها قوات المعارضة. واندلع النزاع المسلح في جنوب السودان أواخر عام 2013، عندما اشتبكت قوات موالية لنائب الرئيس حينئذ، ريك مشار، مع قوات موالية للرئيس سالفا كير ميارديت، الذي اتهم نائبه السابق بمحاولة الإنقلاب على حكمه. وخلفت الاشتباكات عشرات الآلاف من القتلى، وتسببت في نزوح مليوني شخص من مناطق القتال.