أعلن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت استعادة قواته السيطرة على مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي من المتمردين، وهي مدينة رئيسية كان المتمردون التابعون لنائبه السابق رياك مشار استولوا عليها الأسبوع الماضي، بينما قالت معلومات مؤكدة إن قوات مشار تمكنت من السيطرة على بلدة عاصمة ولاية أعالي النيل "ملكال" الاستراتيجية. وقال كير "استردت القوات الحكومية بور وتعكف الآن على تطهيرها من أي قوات باقية هناك". في هذه الأثناء أعلنت القوات الموالية لمشار سيطرتها على مدينة "ملكال" عاصمة ولاية أعالي النيل، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش الشعبي التابعة للرئيس سلفاكير. وأفادت وكالة أنباء جنوب السودان أمس أن القوات الموالية لمشار أحكمت سيطرتها على "ملكال"، وهي إحدى أهم المناطق الغنية بالنفط بجنوب السودان. وأكدت أن تلك الخطوة تعتبر ضربة قوية لقوات الجيش الشعبي وللرئيس سلفاكير الذي يواجه بالفعل معارك واشتباكات بين قواته والموالين لمشار في ولايتي جونجلي والوحدة. وأكدت مصادر جنوبية هروب حاكم ولاية أعالي النيل سيمون كون بوتش من مدينة "ملكال" وأنه لجأ إلى مقر قوات حفظ السلام بالولاية "اليونيميس". وأشار شهود عيان إلى أن القوات التابعة لمشار جابت شوارع "ملكال"، وأطلقت الرصاص في الهواء فرحاً باستحواذهم على المدينة. إلى ذلك أعلن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية توبي لانزر أن عدد قتلى العنف في جنوب السودان على مدى الأيام العشرة الماضية بالآلاف وليس بالمئات مثلما قدرت المنظمة في وقت سابق. وقال لانزر "أعتقد أنه لا يمكن في هذه المرحلة إنكار أنه لا بد أن هناك آلاف الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم". وكان لانزر يتحدث من مجمع للأمم المتحدة في مدينة بنتيو التي يسيطر عليها المتمردون "عاصمة ولاية الوحدة"، بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي أول من أمس بالإجماع على طلب من الأمين العام بان كي مون زيادة قوة البعثة الأمميةبجنوب السودان إلى 12500 جندي و1323 شرطيا من سبعة آلاف جندي و900 شرطي حاليا، بعدما لجأ حوالي 45 ألف مدني لقواعدها والاحتماء بها. ورحبت اليابان أمس بخطط مجلس الأمن. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا "بصفتنا حكومة اليابان ليس هناك دليل على أننا نفكر في سحب قواتنا من عمليات حفظ السلام في جنوب السودان". وقالت تقارير إن اليابان نشرت نحو 400 فرد من قوات الدفاع الذاتي. من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، ستيفن وارن، إن وزير الدفاع يتابع الوضع عن كثب. مؤكدا أن الجيش الأميركي يعيد نشر طائراته، وقواته البرية، للمساعدة في عملية إجلاء الرعايا الأميركيين من دولة جنوب السودان الجديدة التي مزقها التمرد المنتشر في جميع أنحائها. وقال مسؤولون إن وزارة الدفاع ينتابها القلق من أن يهاجم المتمردون السفارة الأميركية في جوبا، لذا قالوا إن فريقًا عسكريًا قوامه 47 شخصًا، وصل هناك لتأمين مجمع السفارة. وتعرض مقر للقوات الكورية الجنوبية التابعة لبعثة الأممالمتحدة في بور للقصف بالهاون، كما تعرض سويديون بالبعثة في جوبا للتهديد بالسلاح من قبل جنود مسلحين. وتعرضت قاعدة نيبالية على بعد 300 متر من القاعدة الكورية لقذيفتي هاون، وأصيب عدد من الجنود النيباليين بجروح طفيفة.