لجأ نحو 25 ألف شخص من جنوب السودان إلى مقرات الأممالمتحدة في مدينتي جوبا وبانتيو هربا من الاشتباكات بين القوات الحكومية التابعة للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لنائبه ريك مشار، حسب ما صرحت به المسؤولة الإعلامية لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة لسكاي نيوز عربية. وقالت شاليس ماكدونو أن "20 ألفا متوزعين على مقرين للأمم المتحدة في جوبا، عاصمة جنوب السودان، و5 ألاف أخرين في مقر آخر في مدينة بنتيو" عاصمة ولاية الوحدة. جدير بالذكر أن جوبا أقرت بأنها لم تعد تسيطر على بنتيو، مشيرة إلى أن المدينة أصبحت تحت سيطرة قائد الفرقة الرابعة جيمس كونق، الذي أعلن انضمامه رسميا لقوات مشار. وكان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن يوم 16 ديسمبر أن نحو 13 ألف شخص لجأوا إلى مقرات المنظمة جراء الاشتباكات في جنوب السودان، مما يعني تضاعف الأعداد في غضون أسبوع. وينزلق جنوب السودان منذ أسبوع نحو صراع مسلح، بسبب نزاع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق الذي أقاله في يوليو الماضي، مع زيادة المخاوف من تحول الصراع بين القوات الموالية لكل من مشار وكير إلى حرب أهلية. وأضافت المتحدثة في اتصال تليفوني معها من نيروبي أن " النازحين مدنيون كانوا يعيشون في المناطق التي دارت فيها الاشتباكات وفروا خوفا على حياتهم". "نحن جد قلقون على أحوال اللاجئين لأن الظروف المعيشية صعبة حيث أن هذه المقرات غير مجهزة لاستقبال كل هذه الأعداد"، حسب ماكدونو التي أكدت أن "قوات حفظ السلام المتواجدة هناك وعدد من المنظمات غير الحكومية لا يألون جهدا ليوفروا للنازحين الظروف الصحية الملائمة سواء من وسائل الصرف الصحي أو المبيت أو الغذاء". وقالت ماكدونو أن منظمة الغذاء العالمي "توفر الغذاء لهذه الأعداد من اللاجئين وهي عبارة عن وجبات ساخنة مطهية حيث أن هناك مخزون متوفر حتى الأن من الأطعمة وليس لدى اللاجئين إمكانية الطهي لأنفسهم فكان استخدام الأغذية المتوفرة هو أفضل حل". لكنها أبدت تخوفها من تطور الموقف سلبا بسبب "القلق من الأوضاع الأمنية التي تجعل من الصعب، حتى في الوقت الحالي، نقل الطعام والمواد اللازمة لللاجئين إلى أماكن تواجدهم في المقرات" بسبب الاشتباكات حول هذه المناطق. وقالت "نريد أن نحمي ونحافظ على سلامة المدنيين الذين تأثروا جراء الأوضاع. كلنا في المنظمة قلقون لأننا رأينا كيف يمكن للعنف أن يتصاعد بسرعة فائقة. سيكون من المهم جدا أن يحترم المسؤولين حياد المنظمات الدولية وغير الحكومية التي توفر المساعدات للمتضررين ويسمحوا لها بتسليم المساعدات للمتضررين ويؤمنوا الطرق المؤدية إليهم". وأشارت ماكدونو إلى أن منظمة الغذاء العالمي "تنظم منذ بداية الأزمة رحلات طيران لمساعدة المنظمات غير الحكومية في نقل أطقم موظفيها إلى أماكن إقامة أخرى بعيدا عن مناطق الاشتباكات ونقل المتضررين". وعن تضاعف أعداد اللاجئين والعبء الذي يشكله على منظمات الإغاثة والعجز في عدد موظفي الإغاثة، قالت ماكدونو "أن هذه أحد دواعي القلق لدى المنظمات والتحديات التي تقابلها حيث أنه من الصعب نقل موظفين جدد إلى المناطق المتضررة". "تزامن الأحداث مع فترة أعياد الميلاد ورأس السنة أضاف عبئا آخر على المنظمات حيث أن أعدادا كبيرة من موظفيها غير متواجدين بسبب سفرهم لقضاء عطلة نهاية العام مع ذويهم في بلدانهم"، حسب المتحدثة الإعلامية. وأعلن سلفا كير الاثنين، أن جيش بلاده جاهز للتوجه إلى مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونغلي، لاستعادتها من المسلحين الموالين لنائبه السابق ريك مشار. وقال الرئيس أمام نواب جنوب السودان: "قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية (للحكومة) جاهزة الآن للتقدم نحو بور" التي تقع على بعد نحو 200 كيلو متر إلى شمال العاصمة جوبا. وأعلنت الأممالمتحدة أنها تحاول إرسال مزيد من قوات حفظ السلام إلى جنوب السودان، في حين حثت القوى الدولية الجانبين على وقف القتال خشية تقويض الاستقرار الهش أصلا في هذه المنطقة. ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة "سوف تتخذ إجراءات جديدة في جنوب السودان إذا اقتضى الأمر"، بعد إصابة جنود أميركيين في مدينة بور أثناء إجلاء مواطنين أميركيين.