يزحف اليمين المتطرف بشكل متعاظم على المشهد العام الفرنسي، وأصبح حضوره يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي للبلاد وخصوصا المهاجرين العرب والمسلمين في فرنسا، ذلك مع تزايد فرص فوزه بالنسبة الأكبر في الانتخابات البلدية الفرنسية. فالتوجه السياسي لحزب "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) الفرنسي يأخذ الاتجاه المعادي للمهاجرين وكل من لا يدعم الثقافة العامة الفرنسية. وتشكل الأقليات المسلمة في فرنسا واحدة من "الأعداء المعلنين" على أجندة اليمين المتطرف، التي تتربص بهم في تظاهراتها وخطاباتها و"تحرشاتها" العنصرية أيضا. يذكر أن الحزب شكله قائده السابق جان ماري لوبان، وهو الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الفرنسية مع الرئيس الأسبق جاك شيراك. إذ يترأس الحزب في الفترة الحالية مارين لوبان خلفا لوالدها مؤسس الحزب، وهي تقود لواء حزبها وكل المنظمات "مثال: النازيين الجدد" الداعية لعداء الأجانب و المنحدرين من الثقافات الإسلامية والشرق أوسطية. حظوظ الجبهة الوطنية فحظوظ حزب "الجبهة الوطنية" في الفوز ارتفعت في عدد من المدن خلال الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في البلاد، التي تجرى على مرحلتين، إذ تشير التوقعات الأولية إلى أن مرشح الجبهة الوطنية، ستيف بريويس، يتقدم بنسبة 49% في بلدة هينان بومون شمالي البلاد، في الوقت الذي شهدت فيه مدن بيزييه وأفينيون وبربينيان تقدم حزب الجبهة الوطنية. ويتوقع أن يخسر الحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس فرانسوا هولاند الانتخابات في عدة مدن من بينها ريمس وسانت إتيان وإميان أوند باو. وكان الإقبال ضعيفا كما كان متوقعا، حيث أدلى 60% من الناخبين المسجلين بأصواتهم، مقارنة ب66.5% عام 2008. التمثيل المغاربي وفي نفس السياق، لا تتجاوز مشاركة ممثلي الجالية المغاربية نسبة 2% ممن وضعوا على رأس اللوائح الانتخابية، وهو ما يفرض إعادة طرح السؤال عن سبب تهميش الجالية المغربية بشكل عام التي لم تستفد حتى اليوم من ثقل عددها (3 ملايين ناخب) لتشكيل قوة انتخابية مؤثرة. فالضعف التمثيلي المغاربي يقع جزء كبير منه على عاتق أعضاء الجالية المغاربية أنفسهم، لذا يجب عليهم الدفاع عن حقوقهم ضد ثقافة التهميش والانفصال عن المجتمع المحيط. فلم تتمكن هذه الجالية حتى اليوم من صياغة مرجعية سياسية مشتركة أو مؤطرة بشكل يسمح بالتلاقي حول أهداف انتخابية محددة وتطلعات سياسية واجتماعية موحدة، وما زالت منقسمة بين من يتبنى مرجعية يمينية وآخر يسارية إلى ثالث يحاول حصر انتمائه بالحدود الجغرافية لبلده الأصلي فقط. يذكر أن الانتخابات البلدية تهدف إلى تعيين مستشارين بلديين ل6 أعوام في حوالى 36700 مدينة وبلدة، ثم يطلب من هؤلاء لاحقا اختيار رؤساء بلدياتهم. وفي الماضي، غالبا ما كان هذا النمط من الانتخابات غير مشجع للسلطة الحاكمة، وفي 2008، خطف اليسار من اليمين نحو 40 مدينة يفوق عدد سكانها ال30 ألف نسمة، وبينها تولوز (جنوب غرب) وستراسبورغ (شرق)، التي قد تنقلب نتائجها. المصدر سكاي نيوز