✒التعليم عن بعد تجربة قديمة جديدة؛ فمنذ سنوات ونحن نسير على هذه الطريق باحثين عن أقصر الطرق التي تؤدّي بنا إلى طلب العلم ولو في الصين، ولكنّ الصين هذه المرّة أكّدت قيمة طلب العلم عن بعد إذ كانت سببًا من أسبابه. بدأ شبح كورونا يملأ فضاءاتنا، وبدأت الدول تحارب لأجل مواطنيها، وحققت سعوديتنا العظمى في إجراءاتها ما عجزت عنه الدول العظمى التي سبقتها في اللقب، وعجزت تلك الدول العظمى عن السبق في الحفاظ على أهمّ حقوق مواطنيها، وهي العافية والأمن الصحيّ. ومن أبرز جهود المملكة في الحفاظ على شعبها وساكنيها استثمار التعليم عن بعد؛ لتحقيق استدامة التعليم حقًّا من حقوق المواطن والمقيم. بدأت التجربة، وكعادة الإنسان الذي ما زال يخشى المجهول، ويهوى المألوف، وقد سبقني لذلك القائل: بداية المجهول قد يخيف تكراره يجعله أليف واجهت عملية التعليم عن بعد عددًا من الانتقادات، والرفض، واللامبالاة، وقد تكون ردّات الفعل هذه من الطلّاب وأولياء الأمور وبعض المعلّمين وغيرهم الكثير من شرائح المجتمع، ولا ننكر هذا الأمر لأسباب عدّة، منها: - ضعف الثقافة بتقنيات التعليم، وآلية استعمالها - الأفكار السلبيّة حول التعليم عن بعد - عدم التدريب المقنّن على البوّابات الرقميّة، والتعامل معها - وجود فئات يصعب تعليمها عن بعد من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وذوي المهارات الضعيفة - البنية التحتية الرقميّة الضعيفة في بعض المناطق الفقيرة والنائية وعلى الرغم من ذلك سنتحدّث بكلّ شفافية، ونقول: - (كورونا) بكلّ ما حمله من تهديدات، حمل لنا فرصًا للتمكين التقني في التعليم - لا بدّ أن تتغيّر أدوار المعلّم والمتعلّم والإدارة والأسرة والمجتمع - لا بدّ من تعديل فوري وسريع وممنهج للمعلّم والطالب والمقرّر - الطالب الذي يعرف مجموعة من المعارف فقط لا مكان له اليوم، إن لم يتقن كفايات ومهارات حديثة ترتقي به - نحن بحاجة إلى تمكين المعلّم وتدريبه ودعمه - التعليم عن بعد خيار المستقبل؛ لذلك يجب أن نثق به، ونغيّر من نظرتنا إليه، ونعدّ العدّة له، ونقتنع بالشهادات عن بعد؛ فالسرّ في العقول، وليس في القرب والبعد! وخاتمة المطاف: التعليم عملية مركبة من معارف ومهارات وقيم واتجاهات، ولا يمكننا تجاهل التطوير الحادث في المهارات والاتجاهات، وأثره في اكتساب المعلومات، كلّ ذلك يعيدنا إلى الإيمان بثقافة التغيير.