في ليلة مختلفة ينتظر فيها الكل تباشير الصباح ذاك الصباح الذي يحمل في احضانه العيد ليلة تسمع الصوت الشجي ينساب فرحا من الاذاعة والتلفزيون - كل عام وانتم بخير - نستقبل هذه الاطلالة هذا العام والبعض يراه عيدا مختلفا عن سابق الاعياد ولكنني رأيت نفسي واقفة على شرفة الفرح واسامر ليلة العيد وكل احاسيسي تعيش مع انفاس طلال مداح و - كل عام وانتم بخير - فأرى من تنكأ هذه المفردات جرحه الدفين فتعود به الذاكرة لاحبابه الذين غيبهم الموت أو فرقتهم الظروف الحياتية وكيف كانت أعياده معهم و كأنني وانا اسمع - كل عام وأنتم بخير - ارى من يستعيد طفولته الجميلة وأحلامه الصغيرة وماكان يرسمه اويحفره على جدار الوقت وكيف كبرت الاحلام معه وتبخر كثير منها وتحور مع مرور الأيام. ومن يسمع طلال مداح وهو يشدو ب كل عام وأنتم بخير فيندفع به الحنين إلى نسخته القديمة الى نسخته الأصلية في ذاته وفي الصادق من اصدقاء الزمن الجميل ومن الأشقاء والاقرباء وطعم الموائد والاجتماعات التي لا تتوقف على مدار الأيام . وكم منا من يسمع كلمات -كل عام وأنتم بخير - يفكر بتلك الفرحة الناقصة التي يحملها ويعيش بها مغترب ويتألم منها الفقير والمحتاج وكم بيننا من يعيش مع - كل عام وأنتم بخير - فتستحضر ذاكرته صورة جد حنون أو جدة تغمر المكان بالحب وقد غيب احدهم او كلهم الموت و كيف كان العيد يزدان بهم وهم ينشرون الفرح ويوزعونه على أحفادهم وذويهم ويرسمون البسمة في محيا الاحفاد بالهدايا والكساوي والمكافأت المالية وعبارات التشجيع والمدح والحب. ومن منا وهو يسمع -كل عام وأنتم بخير - فما استعادت الذاكرة عبق القهوة وهو يعطر المكان وبخور يعج اريجه في كل الاركان و مع بواكير العيد طعم الكعك المعد نستنشقه مع ما ينبعث من حنا الجدات وعطر الجد و كم كبير من الحب يغمر المكان. احسب ان العيد ياسادتي نقيمه بما يحمل من معاني جمة و لا نختزله في صغائر يتلبس بها البعض ويجعل فرحته مقصورة فيها ... ويظن ان العيد متمحور فيها العيد هو ان نستحضر ذاك الجمال الذي كان يسعدنا ونغذي به صغارنا العيد أن نوزع رصيد الفرح الفائض لدينا ونهديه لمن يعيش فرحة ناقصة لمن ابعدته مسارب الحياة عن أهله وذويه ليحل بيننا أو لأي ظرف كان العيد ان نفرح ونصنع الفرحة في من حولنا العيد هو ان نستل من جوانح كل من نعرفه ما يسلب فرحة العيد . عبير زارب.... أبها.