قصص ليست بالظاهرة المنتشرة ولله الحمد، نسمع بين كل فترة واخرى عن بعض المشاكل الأسرية والتي يتناقلها الركبان ( ركبان هذا الزمن الذين قد لا يصدقون وأغلبهم لا يتأكدون )، عندما تصل هذه الأخبار وتتناقل يأتيك البعض بالتحليل والتنظير والتشهير كأنه يسكن معهم (الله المستعان). وأول المتهمين هي تلك المسكينة "الأم" ، ربة المنزل ،مربية الأطفال ،طاهية الطعام ،من يفترض عليها أن تلبي كل احتياجات أفراد الاسرة ومعارفهم وزملائهم ... الخ . عندما يتعثر أحد أفراد الأسرة تعليمياً أو سلوكياً أو دينياً تكون هي السبب . عندما تتأخر البنت عن الزواج فالأم هي السبب. عندما تهرب البنت أو يعق الإبن والديه فالأم هي السبب . مبتعث يخفق في اكمال دراسته في الخارج أمه هي السبب، طفل يغص بلقمه أمه هي السبب .... الخ. هكذا هي الأم تقع كل مشاكل الأسرة على رأسها في مجتمع يتنصل أفراده من مسؤولياتهم . أعتقد أن الأسرة مثل الشركة لها هيكل تنظيمي ،تسير وفقاً لما رسم لها ، يعمل فيها أفراد إذا لم يتجانسوا ويتآنسوا ببعضهم ويحبوا عملهم ويخافوا على كيانه وإلا فشلت الشركة ، ولذلك فإن الأسرة بجميع أفرادها يجب أن تعي مسئولياتها وعلى رأسها "الأب" والذي يعتبر هو الضابط الأساسي فوجوده هيبة وصرامته أشد وأقوى من صرامة الأم ، وهو من يسير الدفة ، بعض الآباء وأقول بعض الآباء ، تجده يترك "الجمل بما حمل" على عاتق الأم ، وقته مقسم لأقسام كثيرة خارج الأسرة عمل،رحلات،استراحة،واجبات اجتماعية عزاء، زواج ،زيارات، .....الخ. وحين يقتطع جزء من وقته للمنزل تجده نائم والأم مسئولة عن عدم إزعاجه!!! التربية والمتابعة وتنشئة أسرة فاضلة متعلمة متدينة هي الأساس وليس المال والعمل والزيارات. "الأولاد والبنات" هناك البعض منهم من تجرد من مسئولياته تجاه والديه وبيته وأسرته، فهم الولد مقسم بين زملاءه والنوم يتخللهما الجوال، والبنت زيادة على هموم الأولاد السناب والموضة وتصوير الأكل والإهتمام بنفسها. إن لم يجدوا كل احتياجاتهم صبوا جل غضبهم على الأم، إن مرضوا لجأوا للأم ، ثم ناتي بعد ذلك ونلقي باللوم في الفشل والتعثر والإنحراف وفساد العقول على "الأم". أخيرا : وسائل الإنحراف أصبحت في هذا الزمن اكثر من أي وقت مضى، لذا فإن لم يتكاتف أفراد الأسرة جميعهم وليست "الأم"فقط ... فالنتائج محزنة . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قَالَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي. اللهم احفظ لنا ديننا وبلادنا وأسرنا يارب العالمين . واجز أمهاتنا عنا خير الجزاء .