يصنع بعض الآباء والأمهات جبالاً شاهقة من الآمال في أبنائهم وبناتهم، فيعملون جاهدين على توفير بيئة مناسبة لتربيتهم بحسب إمكاناتهم وقدراتهم، وبحسب مستوى فهمهم وإدراكهم، ما يجعلنا نسلم بأنه لا يوجد أب أو أم طبيعيين يتمنون لأبنائهم وبناتهم مزالق الانحراف على شتى صوره، سواء كان في تعاطي المخدرات أو انتهاج الجريمة، لكن نجد في معظم الأسر وجود ابن أو ابنة منحرفة إمّا بإدمان المخدرات وإما المسكرات وإما بجريمة ما كالسرقة أو القتل أو حتى الاندماج مع جماعات الفكر الضال. وايماناً من منطلق الآية الكريمة: "إنك لا تهدي من أحببت" يجب أن تعي كل أسرة أن انحراف الابن أو الابنة ليس بالضرورة أن يكون قصوراً في التربية أو سوء من الوالدين، بل يجب أن يؤمن الأب والأم أنه قد يكون مبتلى، لذلك يجب ألاّ يخجل أو يتردد في محاولة إصلاح ابنه من خلال جهات الاختصاص ومعيتها، فالجهود يجب أن تتكامل من الأسرة ومؤسسات المجتمع لنعيد أبنائنا إلى الطريق الصحيح. إقناع الابن بتسليم نفسه للجهات المختصة يضمن عودته إلى الطريق الصحيح.. العلاج يبدأ من الأسرة وفي حال كان الابن متورطاً بقضية أمنية أو سياسية أو أخلاقية فإن أفضل طريقة قد تلجأ إليها أسرته هي إقناعه بتسليم نفسه للجهات المختصة؛ علماً أن الجهات الضبطية كالشرطة والقضاء يضعون ذلك في الحسبان، بحيث يخففون العقوبة عن الشخص الذي يسلم نفسه أو أن أسرته تفعل ذلك، كذلك من المهم أن تعلم الأسرة أن المتستر على المجرم أو المطلوب جنائياً هو شريك له، وبالتالي فوجود مجرم واحد بالأسرة وإقناعه بتسليم نفسه خير من وصم الأسرة كلها بالإجرام جراء تسترها على ابن ضال وخارج عن القانون. "الرياض" تناقش في عددها لهذا الأسبوع دور الأسرة في التبليغ عن ابنها المنحرف، وكيف يمكن تعزيز آلية التعاون بين الأسرة ومؤسسات الدولة في معالجة السلوك السلبي. تفاقم المشكلة وقالت "نورة المبارك" - طالبة دراسات عليا: لدي شقيق شاب كان ينام كثيراً لدرجة لافتة للانتباه، وبعد مضي فترة أصبح لا يأتي إلى المنزل إلاّ مطلع الصباح، عصبي المزاج، متقلب، فكل هذه المظاهر كانت لافتة لي ولشقيقاتي، لكن والدي ووالدتي لم يكونا يتقبلا طرح الفكرة أو التساؤل، مضيفةً أنه مرّت الأيام وحاله يزداد سوءا على سوء، حتى أصبحوا يفتقدون بعض مقتنياتهم الثمينة إلى جانب مجوهرات والدتها، وكذلك تغيبه المستمر عن الجامعة حتى فصل منها، مبينةً أنه عندما بدأ الشك يساور والدها تجاهه أخذه ليحلل دمه، فاكتشف أنه مدمن للحشيش، لكن تكتم عن الأمر وأصبح يحبسه في المنزل بهدف علاجه، متأسفةً أنه بذلك فاقم المشكلة أكثر، وأصبح يغيب عن المنزل بالأيام، حتى تورط مع مجموعة شباب وتم القبض عليه بمعية عدد من المتعاطين وهو الآن يتلقى العلاج، بعد أن تسبب في كثير من الاحراجات والمشكلات والأضرار. تجاهل مقصود وأوضح "عمر الشمري" - مبتعث - أن غالبية الأهالي لا يغفلون عن أبنائهم المنحرفون، لكن خجلهم من المجتمع والانتقادات التي قد تطال الوالدين وأساليب تربيتهم، تجعلهم يحاولون تجاهل تلك الحقيقة المرّة، مضيفاً أنه كطالب يرى كثيرا من الشباب والفتيات الذين تورطوا في عدد من الممارسات المنحرفة، متأسفاً أنه عندما يأتون أهاليهم يحاولون تجاهل مظاهر الانحراف. وأكدت "زهرة الشهري" - معلمة - أهمية معرفة الأسرة على وجود ابن منحرف في فترات مبكرة من مراحل الانحراف؛ لأن ذلك يزيد من نسبة العلاج، مضيفةً أن هناك عددا من الأسر التي لا تحب الاعتراف أن لها ابناً منحرفاً، كمن يعلم ان ابنه دخل دائرة التدخين، فلا يعترف به منحرفاً من منطلق أن أغلب الشباب يدخنون الآن، بل وأحياناً تكون الأم سبباً قوياً في ازدياد معدلات الانحراف كأن تعطي هذا الابن المدخن مبالغ زائدة من الأموال كلما طلب، وتخفي عن والده حقيقة التدخين، لحين الاكتشاف إنه تطور ليدخل دائرة الإدمان، ويكون وقت العلاج وقتها قد فات. مبينةً أنه تزداد هذه المشكلات الانحرافية في حال التأخر عن علاجها تعقيداً مع مرور الوقت، مُشددةً على أهمية المبادرة في علاجه، فطولها يؤدي إلى تأصيلها لدى الشخص، كما أن ذك يؤدي إلى اتساع دائرة انتشارها بين أفراد الأسرة من الأبناء، مشيرةً إلى أنه غالباً ما يصاب الآباء حين اكتشاف الانحراف بالصدمة، وقد تؤدي إلى فقدان التوازن في التعامل مع الموضوع، فتأخذ العاطفة أكثر من حجمها الطبيعي، وقد يتخذون ردود أفعال متسرعة، كرد الفعل العنيف أو الضرب أو المقاطعة، لتصل للطرد من المنزل للأولاد وهذا خطأ فادح. انحراف فكري وقال الشاب "ف. ب" - موظف في بنك: اثنين من أشقائي انخرطوا للأسف في المنظمات الإرهابية وعلى مرأى من الجميع، متأسفاً أنه بدأت مظاهر الانحراف الفكري عليهما من خلال آرائهما المتشددة ومماشاتهم لأشخاص مشبوهين، مضيفاً: "كانت والدتي ترفض أن تصدق بأن أبنيها مشبوهين على الرغم من كمية النقود التي كانوا يمتلكونها، وعندما أردت المبادرة بالتبليغ عنهما، كانا قد اتجها إلى مناطق خارجية مجهولة". د. خالد الرديعان ورأى "خالد الغامدي" أنه يجب على أفراد الأسرة اتخاذ عدة خطوات على التوالي أثناء التعامل، حيث تبدأ الخطوة الأولى بالعلاج غير المباشر، فهو أنجع في العلاج وأقل في العواقب، وهو الذي يعنى بالتركيز في تقوية الإيمان والتقوى في نفس المنحرف، من دون التصريح أو التلميح بالمشكلة، مضيفاً أن الإيمان سيدعوه إلى مفارقة المشكلة والإقلاع عنها. ثم تأتي خطوة ثانية في الحديث والتوجيه العام للأبناء من خلال الحديث عن نتائج الانحراف وأثره، أو عن الفواحش ومخاطرها، مُشدداً على أهمية التركيز في استثارة الإيمان والتأثر القلبي أيضاً، مشيراً إلى أنه تأتي الخطوة الثالثة وهي التصريح المباشر في التعامل مع المنحرف، وهذا ينبغي ألا يلجأ إليه إلاّ حين لا يجدي غيره، فقد يترتب عليه العناد، وإن كانت طبيعة الانحراف سرقة أو كذب أو غيرها من الأشكال الأقل ضرراً، ناصحاً الآباء بالستر على هذا الابن أمام باقي أفراد الأسرة والأقارب حتى لا يشعر بالخجل، ثم كرههم بأنهم أساءوا مظهره أمام الآخرين. رعاية وعلاج وتحدث "د. خالد الرديعان" - اختصاصي اجتماعي - قائلاً: إن من أصعب المواقف التي قد تمر بها الأسرة هو وجود فرد متورط بقضايا جنائية أو سياسية أو أخلاقية أو مدمن، وهو ما يُعد من الأمور الصعبة والمربكة، وأنه ليست كل الأسر لديها القدرة على التعامل مع مواقف كهذه، مضيفاً أن سبب الارتباك يعود إلى أن الأسرة ستكون محكومة بعواطف أفرادها، مبيناً أن المنطق في موقف كهذا سيغيب إلاّ في حالات ربما كانت نادرة، ذاكراً أنه قد يكون أخف المواقف السابقة قضية الابن المدمن (addict)، فهو في هذه الحال لا يتم توصيفه كمجرم سواء من قبل أسرته نفسها، أو من قبل الجهات الرسمية، لكن يتم التعامل معه كمريض بحاجة إلى رعاية وعلاج لكي يشفى من حالة الإدمان، في حين أن تورطه بقضية جنائية أو أمنية يجعل الصورة ملتبسة ومشوشة جداً، لافتاً إلى أنه في حال الابن المدمن فالوصفة قد تكون جاهزة، وقد يلجأ إليها كل أب أو أم لديهم ابن يمر بهذه الحالة وهي عرضه على مصحة نفسية أو عقلية لعلاجه من الإدمان. وأضاف أن الصورة ستختلف كلياً إذا كان الابن مروجاً للمخدرات، فالمروج سيظل مجرماً وضرر ما يفعله متعد إلى غيره، بعكس المدمن الذي قد يكون ضرره محدوداً، وإن كان بعض المدمنين قد يكون عنيفاً، وقد يمارس السرقة والاعتداء على غيره، وهنا يصبح ضرر الإدمان متعديا إلى ليشمل الآخرين. حرج شديد ورأى "د. الرديعان" أنه في حال كان الابن متورطاً بقضية أمنية أو سياسية أو أخلاقية فإن أفضل طريقة قد تلجأ إليها أسرته هي إقناعه بتسليم نفسه للجهات المختصة؛ علماً أن الجهات الضبطية كالشرطة والقضاء يضعون ذلك في الحسبان، بحيث يخففون العقوبة عن الشخص الذي يسلم نفسه أو أن أسرته تفعل ذلك، متمنياً ألا يكون في هذا الموقف ولا القارئ، لكن القانون يقول إن المتستر على مجرم أو مطلوب جنائياً هو شريك له في جريمته، وبالتالي فوجود مجرم واحد بالأسرة وإقناعه بتسليم نفسه خير من وصم الأسرة كلها بالإجرام جراء تسترها على ابن ضال وخارج عن القانون، مضيفاً أنه من الطبيعي شعور أي أسرة بحرج شديد من وجود ابن مطلوب أمنيا أو منحرف، خاصة عندما تكون "ابنة"؛ لأن الناس ستعتقد أن المسألة تتعلق بالشرف، ومن ثم تنظر لهذه الأسرة بالاحتقار والازدراء وهي قضية صعبة جداً في مجتمعنا المحافظ لارتباطها بزواج الفتيات، مبيناً أن الأمر أقل وطأة بالطبع فيما يخص الابن ولن يواجه صعوبات مستقبلية بعد خروجه من السجن، فقد يتزوج ويعمل وينتهي كل شيء، في حين أن الأمر ليس كذلك مع البنات، بدليل أن بعض أولياء أمور البنات المدانات في قضايا أخلاقية تحديداً قد يمتنعون عن تسلمهن لاحقا بعد انتهاء فترة سجنهن؛ لشعورهم بأنهم فقدوا شرفهم بسبب هذه البنت التي انحرفت عن جادة الصواب. تأثر الأم وأكد "د. الرديعان" أننا مجتمعات تحكمها نظرة الآخرين، ولا نتصرف بحرية تامة خارج ما يرسمه لنا المجتمع، حتى وإن كان السلوك الذي سنأتي به صواباً، فالخطأ والصواب غالباً هو ما يحدده المجتمع وليس إرادة الفرد أو حريته، مضيفاً أنه غالباً نجد أن الأم هي أكثر من يرفض فكرة انحراف ابنها أو ابنتها، فهي محكومة بعاطفة الأمومة، وهي عاطفة قوية لا يمكن إنكارها، وهي ليست عيباً، هي فطرة أو جبلة لأن الأم تتوقع كل شيء إلاّ أن ترى فلذة كبدها منحرف وهي التي ربته وعلمته، مبيناً أنه موقف صعب عليها للغاية، وستظل تنكره ولكنها شيئاً فشيئاً ستتقبل الأمر في نهاية المطاف، وأنه على مضض تخف حدة التفكير العاطفي عندها وتواجه الموقف بعقلانية متناهية، لافتاً إلى أنه قد يمارس الأب نفس الدور لكن وبحكم احتكاكه مع رجال الأمن والجهات الرسمية سيكون أسرع من الأم في تقبل الحقيقة، حتى وإن كانت مُرة ويصعب تصديقها. الشاب مُعرّض للوقوع في بعض السلوكيات السلبية إذا لم يجد الاحتواء متابعة توجهات الابن تحميه من التأثر ببعض الأفكار الضالة 3.6 مليارات تكلفة علاج 150 ألف مدمن كشفت "آمال يحيى المعلمي" - مديرة الفرع النسوي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني - في حديث سابق أن عدد مدمني المخدرات في المملكة وصل إلى (150) ألف مدمن بتكلفة علاج تصل إلى نحو (3.6) مليارات ريال، إضافة إلى خسائر الانتاجية والقوى العاملة التي يفقدها الاقتصاد الوطني، وذلك وفق تقارير صادرة حديثة، مبينةً أنه يبلغ عدد المدمنين في العالم العربي (10) ملايين يمثلون نحو (4.5%) من عدد سكانه. وقالت: إن أبرز وسائل وقاية الشباب من خطر الإدمان تعرف باسم الدفاعات النفسية، مُشددةً على أهمية وجود قنوات اتصال مع الأبناء، للتحدث معهم عن المخدرات في الوقت المناسب. وأضافت: لابد من الاهتمام بالحوار كأسلوب وقائي، بهدف الإصلاح وتهذيب السلوك وتمكين الأبناء من اتخاذ موقف إيجابي فيما يعرض لهم من أفكار وآراء، مبديةً قلقها من النتائج التي خلصت لها الدراسة الاستطلاعية التي عملها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على عينة من طلاب وطالبات من مختلف مناطق المملكة بمختلف المراحل التعليمية، التي خلصت إلى غياب الحوار، إضافة إلى أنها كشفت العوامل التي تشجع الشباب على تعاطي المخدرات. أخطاء الوالدين في التعامل مع المشكلة غالباً ما يصاب الآباء بالصدمة حين اكتشاف انحراف أحد الأبناء، وقد تؤدي هذه الصدمة إلى عدة أخطاء: * فقدان التوازن في التعامل مع الموضوع. * تأخذ العاطفة أكثر من حجمها الطبيعي. * قد يتخذون قرارات متسرعة استجابة للضغط النفسي الذي تولد لديهم، كرد الفعل العنيف أو الضرب أو المقاطعة، وقد تصل إلى طرد المنحرف من المنزل. * الإصابة بحالة الاضطراب والقلق التي تؤثر في تفكير الإنسان وتعوقه عن الوصول إلى ما يمكن أن يصل إليه في حال الاستقرار والاطمئنان. * فقدان الهدوء والتريث في التفكير لإيجاد سبل العلاج واستشارة المتخصصين. * يصرخ الوالدان كمن أفاق من نومه فزعاً قائلين: "لم نكن أبداً نتوقع ذلك". * تبقى أعراض الصدمة لديهم لتؤثر في تعاملهم معه. * يشعر الشاب بأنهم ليسوا خائفين عليه من الانحراف ومخاطره بقدر ما هم مصابون بالحرج الشديد الذي يمكن أن يسبّبه فعله السلبي في الوسط الاجتماعي. كيف تتعرف إلى تغير سلوك الشاب؟ * ميل الشاب إلى مصاحبة الشلل المنحرفة. * العزوف عن الدراسة، وتأخر مستوى التحصيل خاصةً إذا كان متفوقاً في الأصل. * الميل غير الطبيعي للعزلة عن أفراد الأسرة. * التأخير المتكرر ليلاً خارج المنزل من دون مبرر واضح. * المكالمات الليلية في وقت متأخر من الليل والإصرار على الانفراد أو غلق الباب. * تعمد الجلوس فترات طويلة على "الانترنت" في أوقات نوم باقي أفراد الأسرة وفي مأمن عن أعينهم. * تغير مستوى الشهية على الأكل وانخفاض الوزن. * تغير مفاجئ في الحالة العصبية والنفسية، وكثرة التوتر، والتشتت الذهني والسرحان، وعدم التركيز والانتباه. * الغموض في التعامل وعدم الوضوح. * تبادل الإيماءات والإشارات، بل والعلاقات مع من لديهم أعراض سلبية. أسباب تؤدي إلى ضياع الابن * عوامل أسرية كالتفكك الأسري، فالثابت فيها أن الآباء عندما ينفصلون كلياً بالطلاق، أو جزئياً بالتباعد الروحي والتفاعلي داخل أجواء الأسرة، فإن الأبناء فقط هم من يدفعون الثمن، حيث يندفعون دون وعي للانحراف والتشرد، والسقوط في بئر الجريمة، وبدلاً من كونهم طاقات بناء يتحولون إلى معاول هدم للمجتمع، لذا كانت حماية الأسرة من التفكك حماية للمجتمع من مشكلات كثيرة. * انعدام الحوار بين أفراد الأسرة يؤدي إلى مزيد من التفكك والشقاق، وهو ما يؤثر على "سيكولوجية" الأبناء، فيقعون فريسة سهلة للأمراض النفسية والاجتماعية، وفي خضم الخلافات تضيع مشاكل الأبناء، حيث يتنامى شعور لديهم بعدم الأمان الاجتماعي، وضعف القدرة على مواجهة المشكلات، فيبحثون عن أيسر الطرق وأسرعها لتحقيق المراد، فتكثر سبل الانحراف لديهم. * قد يكون سبب انحراف الأبناء واتجاههم للعلاقات المنحرفة مع الجنس الآخر بسبب انشغال الأبوين في العمل خارج المنزل طوال النهار، أو انشغال الأب في العمل وإهمال الأم لمتابعة الأبناء، مما يؤثر على مستوى تربيتهما ومتابعتهما لأبنائهما وبناتهما، مما يفتح الباب إلى دخول الانحراف بلا صعوبات، لاسيما إذا كانت خلفيات الأبناء والبنات هشّة، أي لم يبذل الوالدان الجهد المطلوب في إعدادهم وتربيتهم لتحمل مسؤولياتهم ووعيهم لمخاطر الانحراف وآثاره، وقد يكون كذلك للبحث عن الحب والحنان والدفء المفقود داخل الأسرة. * بعض الأسر تعمل وبغير قصد في أكثر الأحيان لدفع فلذات أكبادها للانحراف، إذا أساؤوا التصرف معهم، فبدلاً من أن يكونوا ذوي صدور مفتوحة، وآذان مصغية يركن إليها الأبناء والبنات في الحاجة إلى المشورة وبث الهموم والتعاون في حل المشكلات، يكونن غرباء عنهم، أو لا يشعرون بالمسؤولية إزاءهم سوى مسؤولية الطعام والملبس والمشرب فحسب. * الإحباط واليأس. * غياب الهدف والفراغ. * محاولة تجربة ما هو جديد وممنوع. * الرغبة في الخروج عن القيود. * عدم الثقة بالنفس ومحاولة إثبات الذات. * كثرة نقد الأهل. #هشتقة السمنة