حينما يأتي نقد للمعلم ممن عرف عنه التميز في ميدان التعليم فهو مقبول ،لأنه يصدر من خبير تربوي ،لكن مع الأسف أن أقول بأن ماكُتب من مقالات في بعض صحفنا عن"المعلم والمعلمة" قد تجاوز حدود النقد ،ونّم عن تحامل على المعلم ،وإن أنكر ذلك كتابها ،وصدر من كتبة غير مؤهلين لنقد المعلم لأنهم لايمتلكون الخبرة ،ولو كان نقدا ماكتبوه لقبلناه ، إلا أن فطنة القارئ اليوم قادرة على تمييز إن كان نقدا أم تجريحا ماكُتب ، فالمعلم وزميلته المعلمة بشر يجتهدون ،والنسبة العظمى منهم أثبتوا جدارتهم ،النقد البناء والهادف لن يكون مرفوضا ،بل هو مطلب ،لكن حينما يكون مصحوبا كما في المقالات التي قرأناها محملة بأوصاف معممة إلى درجة التشكيك في نصف مليون معلم ومعلمة ،ورميهم بتهم بعضهم (المعلبة) من سرورية وصحوية وإخونجية لكل من خالفهم الرأي في كل قضية ، حتى أضحت حديثا للتندر بها في مجالسنا ،؛فهذا أمر مرفوض ،ولن يقبله بذلك أي منصف سواء من أهل التعليم أو من خارجه ، بما في ذلك معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى نفسه الذي كتب مختلفا مع المعلمين والمعلمات من منسوبي وزارته ،رغم أنه لم يكن موفقا في استخدام عبارة " الشكائين البكائين " بحق المعلم ، أقول أن تلك الكتابات التي كتبت عن المعلم لو اعتمد أصحابها على دراسات أو بحوث او استطلاعات لا مجرد انطباعات بزعم ادعاءات المعرفة والخبرة ؛لهان الامر ،ولو استخدم هؤلاء الكتاب (بعض أو قلة ) لقلنا قالوا بعض الحقيقة في وصف واقع لشريحة من المعلمين لايمكن إنكار وجودها ؛إلا أنه يصعب علينا تسمية ذلك التطاول على المعلمين والمعلمات الذي فتح المجال لمعلقين لتصفية حساباتهم مع التيار الديني في صورة المعلم، بعضهم كشف عن ضحالة فكره ،وبعده عن التعليم ، وهو يلوك في فمه ببغائية عبارات الانتقاص من قدر المعلم/ة فهذا (عيب) فوالله أن هناك معلمين ومعلمات وهم ( الأغلبية) شرفاء ووطنيون ومثقفون ومتطوعون ويدفعون من جيوبهم على مدارسهم ،ومتطورون ،ولديهم قدرات وإمكانات، ويعملون وسط ظروف صعبة إما على صعيد شخصي أو في بيئات مدرسية متواضعة ،ومع هذا يقدمون بكل صدق ما بوسعهم من جهود، ولكم أن تتأملوا حال المعلمة التي تقطع مئات الكيلو مترات التي يبدأ يومها عند الساعة الرابعة قبيل الفجر ،وينتهي بعودتها عند الرابعة عصرا ،لو لم يكن لديها إيمان(برسالتها) هل كانت ستصبر على ذلك التعب والمشقة ؟ ووجود شريحة قليلة يفتقدون لكل هذه الميز أو بعضها ،لا يسوغ لهؤلاء الكتبة ومن لف لفهم إلى إسقاط التهم والإهمال على نصف مليون معلم ومعلمة بالتعميم ،ووصفهم بالمتسيبين وضعفاء التفكير والثقافة الضحلة ، وأنهم ينالون رواتب عالية ،ولديهم إجازات طويلة ،ويحمل المعلمين والمعلمات تدني مستويات الطلاب الدراسي ،ويغضون الطرف عن عوامل تسهم في ضعفهم، وانحدار أخلاقياتهم ،واكتسابهم لسلوكيات سلبية ، ويتجاهلون معلمي العالم وما يحصلون عليه من تقدير واحترام ومميزات في مجتمعاتهم تقدم لهم حتى من القطاع الخاص ( عيب) إن قيمة المعلم ومكانته يجب أن تبقى وتدعم ،ومحاولات اسقاط هيبته، هي تعني إسقاط للقيم والمبادئ ،والتقليل من رسالته القائمة على تربية وتعليم أجيال الغد التي نؤمل فيهم خيرا لقيادة مؤسسات الوطن في ظل رعاية كريمة من ولاة أمره وفقهم الله ،وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رعاه الله ،وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وفقه الله ، ختما أقول بكل صدق لهؤلاء الكتبة ومن زعم أنه يقدم نقدا للمعلم ،وهو يقدم تجريحا للمعلم والمعلمة ،وتهما لا يملك دليلها ،فضلا على أن بعضهم غير مؤهل أن يقدم نقدا للمعلم ، تذكر قول الله عز وجل (وستكتب شهادتهم ويسألون ) النقد مطلب ولن يرفض ،لكن مسألة التجني وتصفية حسابات وشخصنة القضايا ،كرما جنبوا صحفنا عنها ،فلحمة مجتمعنا ليست بحاجة إلى مزيد من خلافات لتشظيتها، فحولنا أحداث تشهدها منطقتنا ،تدعونا لوضع أيدينا في أيدي قادتنا كي نحفظ أمن بلادنا ،ونعمل لمستقبله ومستقبل أجيالنا القادمة ،ودعم المعلمين والمعلمات الذين يقومون على(تربية جيل يواجه تحديات لسلخه من هويته )حمى الله بلادنا من كل شر .