والله قد أثلجتم صدورنا وقلوبنا بإعلانكم الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي , وخاصة وحدة الأمن والدفاع المشترك , فقد بات الأمل كبيرا في قلوب المخلصين والدعاة إلى الله تعالى , بان هناك قوة لنا يمكن من خلالها أن نواجه المخاطر والتحديات , فقد اتبع أعداءنا قاعدة إبليسيه هي ( فرق تسد ) ففرقونا بعد أن كنا أمة واحدة فتحنا مشارق الأرض ومغاربها وعلمنا الدنيا الحضارة ومبادئ حقوق الإنسان , فرقونا إلى شعوب متعددة وبلدان متصارعة متحاربة , واليوم يسعون لتفريق الشعب الواحد إلى طوائف وقبائل متعددة ثم يحددوا اسمها ورسمها, فتظهر لنا بلدان جديدة متعددة , أفلا يكفينا هذا كي نتعظ ونتجه صوب الاتحاد والوحدة ؟ ولا نريدها وحده شكلية كإخوتنا العربية , وإنما نريدها وحده متلاحمة وإخوة متشابكة مترابطة , وفق قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) صحيح الجامع , فيا قادتنا , يا زعمائنا , يا علمائنا , الشعوب أمانة في أعناقكم والله سائلكم عنها يوم القيامة , وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم , (والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ) الصحيحة , فكما انتم تحبون لأنفسكم وبلدانكم الخير والاستقرار والأمان ,فإخوانكم يحبون لأنفسهم وشعوبهم وبلدانهم الخير والأمان والاستقرار , وقد وضعتم اللبنة الأولى على طريق الاتحاد والوحدة فسيروا على بركة الله لتوحيد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على كلمة واحدة في بلد وشعب واحد , فإخوانكم متشوقون لهذه الوحدة متعطشون للإتحاد , فو الله بكت عيوننا فرحا عندما رأينا درع الجزيرة ينطلق إلى الحبيبة ( البحرين ) ليحفظ لها أمنها واستقرارها ويطهرها من الفرس وأذنابهم , فو الله كان موقفكم هذا حاسما وشجاعا , سجله لكم التاريخ , وستقرئه وتشكركم عليه الأجيال القادمة , فقد اندحر الفرس وأعوانهم وأذنابهم منذ تلك اللحظة المصيرية الحاسمة , واكبر برهان على ذلك الانتصارات التي تحققت على الأرض والاهم من ذلك الفتوحات الكبيرة التي حدثت في عقول وقلوب الآخرين , فقد إنفضحت الثورة الإسلامية الإيرانية المزعومة , وبانت عوراتها وانكشفت مخططاتها , وسقطت الأقنعة عن أذنابها وعملائها في المنطقة والعالم كله , وكما انتقلتم من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد والوحدة , واصلوا العمل لتحققوا الوحدة الكبرى والاتحاد الأعم , فأنظارنا نحوكم وقلوبنا معكم والأعداء بيننا وبينكم وحولنا كما هم حولكم , وبالأمس أكل إخوانكم فاحذروا إن تقولوا المثل الذي يقول ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) , واعملوا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : (الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ) السنة لابن أبي عاصم , وكونوا كالأب الذي أوصى أبناءه ببيت شعر قبل موته, فو الله فيه لنا ولكم الأمن والنجاة من عواقب التشرذم و الفرقة . تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ...... وإذا افترقن تكسرت أحادا . عقيل حامد .