فتنة المعتدين .. بين نداء الرحمن ونداء الشيطان !! بقلم / أ. سلمان بن محمد العُمري بفضل من الله - عز وجل - ورعايته، لم يدنس بلادنا - ولله الحمد - قدم محتل أجنبي، في حين أنَّتْ بلدان عديدة في المشرق والمغرب من وطأة المستعمرين، فكان ولا يزال ولله الحمد بلداً آمناً مطمئناً، وما من معتد حاول التعدي والاعتداء عليه، وعلى أهله إلا انتكس وارتكس ورد الله كيده في نحره، وجعل دائرة السوء عليه، سواء أكان هذا الاعتداء أو التطاول من أفراد أم جماعات أم دول، والشواهد عديدة، منها ماهو قريب عهد، ومنها ما يمتد عبر التاريخ. واليوم تطل علينا فتنة المعتدين المارقين الخارجين عن جماعة المسلمين، التي آذت أهلها، وأشعلت الفتن والقلاقل منذ عدة سنوات في اليمن الشقيق، ثم تطاولت بالتعدي على حدود بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، فكان أبطالنا الأشاوس لهم بالمرصاد تأديباً لهم، وردعاً لأمثالهم.. يقول الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، هذا هو كلام رب العالمين في كتابه الحكيم المبين لا يعيه إلا المؤمنون، أما الضالون المضلون، ومن في آذانهم صمم، وفي قلوبهم عمى فهم لا يلتزمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا لو وعوا هذه الآية وما في سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأدركوا ما هم عليه من ضلال وانحراف. لقد كان للمملكة العربية السعودية، وبدون منّ أو أذى فضل كبير، ومعروف كثير على إخوانهم في البلدان المجاورة، ومن بينهم المتطاولون والعابثون في سائر المجالات، فقد وصلت المشاريع المجانية الممنوحة إلى قراهم وبلدانهم من مصحات طبية، ومرافق تعليمية، وطرق، فكان جزاء الإحسان الإساءة، والجميل النكران، وهكذا هم اللئام دائماً وأبداً. وإننا على ثقة بنصر الله أولاً، وحفظه لبلادنا، ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة في معالجة الأمور دائماً بالحكمة والسداد، ثم بأبطالنا الأشاوس على الجبهة، المؤمنين بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً، المعتزين بوطنهم وقيادتهم، وحرصهم على أرضهم وعرضهم من أن يدنسه (نجس) عابث، ولئيم ماكر، وخبيث غادر. يقول المولى - عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. لا أحد من عقلاء الشعوب يفضل الحروب، ولكن حينما يكون الأمر متعلقاً بحقوقك وسيادتك على أرضك، فإن اليد التي امتدت إليك لابد من أن تقص، واليد الآثمة التي قتلت ونهبت لابد من أن تأخذ جزاءها، وأن يصار بحقها إلى أعمال تردعها مستقبلاً وغيرها من تكرار العمل المشين. إن المعتدين ومن تابعهم هم دعاة فتنة في بلدانهم وعلى جيرانهم هم ومن أوحى لهم هذه الأعمال السيئة، فقد فارقوا الجماعة، وحملوا السلاح على إخوانهم، وبغوا وتعدوا، وقد روى الإمامان مسلم وأبو داود عن عرفجة بن شريح الأشجعي أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب في الناس فقال: إنها ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمة محمد كائناً من كان فاقتلوه فإن يد الله مع الجماعة والشيطان مع مفارق الجماعة يركض). لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عما سيقع من أحداث واضطرابات تصيب هذه الأمة على يد من لم يتذوقوا الإسلام، ولم يهتدوا إلى تعاليمه التي انصبت كلها لخدمة المجتمع الإسلامي، والتآلف بين أبنائه، وأمر بالضرب على أيدي العابثين المفسدين الذين دأبوا على الفوضى، وتفريق الجماعات، وإشاعة الخوف والتخريب.. والمعتدون ومن على شاكلتهم مولعون بإيقاد نار الفتنة والطائفية لتحطيم كيان الأمة، وتمزيق وحدتها والخصام بين أفرادها وجماعاتها كما عملوا منذ سنوات في اليمن. إن الفتنة والنفاق توائم بعضها من بعض، وهي معاول هدم وفساد، وتفسد ذات البين، ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مشايعة دعاة الفتنة، والابتعاد عنهم، وبين أن من أدخل نفسه في الفتن أصرعته وأهلكته، ومن وجد منفذاً ينجو فيه فليسلك طريقه، وليعتزل تلك الفتن، فإنه أسلم لدينه، فكيف بمن يتبعون الفتن ويمشون وراء الغوغائية والمفسدين في الأرض؟! ولقد عني الإسلام بأمن الأمة وأمانها في جميع النواحي، وأمر بإعداد ما يلزم لسد الطرق أمام المفسدين والعابثين، وإزالة أسباب الفرقة، وقد بين الله تعالى جزاء المفسدين والعابثين وإزالة أسباب الفرقة بقوله: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، نعم هذا جزاؤهم وجزاء كل مفسد في الأرض يريد الفساد والعبث، وهو الجزاء المستحق للمعتدين ومن شايعهم. ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من المضلين والمفسدين في الأرض، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (إنما أخاف على أمتي المضلين فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ولا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله). ولقد أوضحت الآية السابقة جزاء المفسدين والمخربين، وليس لهم عندنا إلا الجزاء المبين في كتاب الله الكريم، فهي العقوبة الزاجرة لكل من يريد الإخلال بالأمن، وإثارة الفتنة، وهذا جزاء كل من يخالف تعاليم الدين، ويشق الصف، ويعلن الفرقة. ولقد خالف هؤلاء المتمردون تعاليم ديننا الحنيف التي تدعو إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله، يقول المولى - عز وجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. فأين هؤلاء من كلام رب العالمين، ودعوته إلى الاتحاد والتحابب بين أتباعه؟! وأين هم من رابطة الأخوة الإسلامية التي جعلها الله فوق رابطة النسب؟! وأين هم وقد قطعوا روابط الإسلام، وروابط النسب، وروابط الإخوة حينما يحملون السلاح على أهلهم وإخوانهم؟! وأين هم قبل هذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه)؟! فهل عمل هؤلاء على وحدة الأمة وأخوتها والتحابب بين المسلمين، وأن يكونوا إخوة متحدين متحابين، أم عملوا على الفرقة والتعدي والسلب والنهب والقتل؟! وبالتأكيد من هذا عمله لا يرغب في وحدة الأمة ونيلها العزة والكرامة والقوة والمنعة والسلطان التي نحن أحوج ما نكون إليها في هذا الوقت من غيرها. وأين هم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً)؟! فهؤلاء لم يلموا الصفوف ولم يتكاتفوا ولم يتعاضدوا ولم يتعاونوا ولم يعتصموا بحبل الله، بل سلكوا درب الشيطان وأتباعه، لقد خالف الغادرون والمجرمون سبيل الرشاد وتعاليم الإسلام وسماحته ورحمته، فقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا العالم، وسخر له كل ما في سمائه وأرضه، وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة ليعبده من على الأرض حق عبادته في مجتمع تسوده الألفة والرحمة، وليس البغي والعدوان والكيد والبهتان، هذا في كل البشر، فكيف بمن يدعي الإسلام وهو يقتل المسلمين، ويبغي عليهم، ويعتدي على أموالهم وممتلكاتهم، ويخالف منهج القرآن والنبوة، الداعي إلى التعاون والمحبة والإيثار ويقلب ذلك إلى العداوة والبغضاء بدلاً من البر والرحمة والحب، وينشر الضلال والفتن بدلاً من نشر مبادئ الخير، وهؤلاء المتطاولون على أهلهم وجيرانهم من حقوق الأهل والجار وما حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من إكرام الجار، فقال: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن! قالوا: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه) أي أذاه. وأين هم من حقوق الجوار، وما تقتضيه من أخوة الإسلام، وما ورد في سنة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - حين يقول: (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فالجار الذي له ثلاثة حقوق هو الجار المسلم ذو الرحم له حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة، وأما الذي له حقان فالجار المسلم له حق الجوار وحق الإسلام، وأما الذي له حق واحد فالجار المشرك)، فحتى المشرك له حق فكيف بجار مسلم وبينهما صلات أرحام. ولكن أضع هؤلاء المارقين أمام حديث رسول الله، وأترك لكم الحكم عليهم: (أحسنْ مجاورةَ من جاوَرَك تكنْ مسلماً)، والحديث الآخر: (من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله). ولقد طالعتنا الأخبار منذ عدة سنوات عن جرائم يرتكبها المجرمون المارقون الخارجون عن الطاعة عن جرائمهم الوحشية التي يرتكبونها، وقتلهم الأبرياء الآمنين الذين لا حول لهم ولا قوة، فهل هؤلاء متبعون لكلام الله سبحانه وتعالى الذي يقول في كتابه الكريم: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق)، وقوله أيضاً: (لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار). إن هؤلاء الذين سولت لهم أنفسهم الخروج على جماعة المسلمين، وقتلهم أهلهم وإخوانهم في اليمن، وإخوانهم في الجوار في بلادنا، لم يجنوا إلا الخسران المبين في الدنيا وفي الآخرة بإذن الله، فهذه الأفعال لا تصدر لمن في قلبه ذرة إيمان ولا يفعل ذلك الفعل الشنيع، وهذه الأفعال لا تصدر إلا من أنفس شريرة خبيثة باعت نفسها للشيطان فتمكن منها، وأصبحت لعبة بيد قتلة مجرمين توجهها كيف تشاء، وإلا فما الحكمة من مهاجمة المساجد والبيوت الآمنة، والمدارس، والمستشفيات، والمرافق العامة، ومصالح المسلمين، وما شابهها، وقصفها بالسلاح، ومنها أماكن مقدسة أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهي أحب بقاع الأرض إلى الله - تعالى - فكيف يعتدى على حرمتها، وينال منها ومن أمنها، فالويل لهم مما كسبت أيديهم، والويل لهم من عذاب الله سبحانه وتعالى، وهو الناظر المطلع على أفعال العباد لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}.. فربنا سبحانه وتعالى بالمرصاد لهؤلاء المجرمين العابثين الغادرين القتلة المخربين، الذين هدموا بلادهم وديارهم وأهلكوا النسل والحرث وتسببوا في قتل الأبرياء، ولم يسلم من شرهم حجر ولا شجر ولا نفس ولا حيوان. لقد عاش اليمن السعيد والبلد الشقيق قروناً من الزمان في تعايش بين فئتين في جنباته، السنة والزيدية، والفئة الأخيرة تشكل ما نسبته 45% قبل وحدة اليمن، وبعد الوحدة فقد قلت النسبة بالتأكيد، ولست هنا بصدد الاستقصاء أو الإحصاء، إنما أود الإشارة إلى نقطة مهمة جداً، وهي أن جميع أبناء اليمن عاشوا قروناً عديدة حكاماً ومحكومين ينعمون بالإخاء والمحبة والتواد والتراحم والسلام في البيت الواحد والجماعة الواحدة تجد الشافعي والزيدي، وجميعهم يصلون خلف بعضهم البعض، بل عرفنا وعرف التاريخ الإسلامي أئمة من الإخوة الزيدية هم من المراجع العلمية في التفسير والفقه يعتد بكتبهم، ومنهم الإمام الشوكاني والإمام الصنعاني - رحمهما الله، وغيرهم كثير، ولا يزال في البقية الباقية خير إن شاء الله. ولكن هناك من يريد إشعال الطائفية والفتنة في البلد الشقيق اليمن السعيد، بلد الحكمة والرأي السديد، وذلك من ثلاثة عقود، حينما بدأت الثورة الخمينية، والفتنة الصفوية تريد تصدير الفتنة إلى بلدان العالم الإسلامي، وفرقت المجتمعين بأعمال مشبوهة، مستغلة بعض ضعاف النفوس من عشاق المادة وعبدة المال والدرهم الذين باعوا أوطانهم وأهلهم بأبخس الأثمان طمعاً بالمال والجاه المزيف، وقبل ذلك دينهم، وبدأت الأعمال المشبوهة بصورة ضحكت فيها على السذج، وأوحت إليهم، وزوقت لهم باسم الدين، ومحبة أهل البيت، حتى إذا ما تمكنوا ووجدوا لهم (مربضاً) بدأوا بتسميم الأفكار عن طريق أحزاب وجماعات كان للمعتدين النصيب الأكبر منها، ولقد أدرك بعض العقلاء بعد فترة من الزمن ما عليه هؤلاء من أخطاء عقدية، وانحرافات فكرية، فتركوا المتمردين من المعتدين وأتباعهم فيما لا تزال طائفة مغرر بها تركض خلف السراب. لقد تميزت اليمن بأن حكامها السابقين المنتسبين إلى آل البيت قبل الثورة اليمنية سنة 1962م، وهم أيضاً أعلام وفقهاء المذهب الزيدي ودولتهم استمرت (1100) سنة، كان يحكمها فقهاء المذهب، وكانوا يقاومون ويحاربون الرفض والغلو والتشيع، كما أنهم يحاربون الباطنية والإسماعيلية. ولقد كانت محاولات سابقة على مر التاريخ من الشيعة الاثني عشرية في غزو الزيدية، وفشلوا في تأسيس تيار وتشكيل مدرسة اثني عشرية، وظلت الأفكار الإمامية طارئة ومرفوضة، والحاملون لها موضع سخط ونقمة عموم الزيدية، ولمن أراد المزيد عن ذلك فعليه أن يطلع على كتاب الباحث اليمني عبدالله محمد إسماعيل (تعليقات على الإمامية عند الاثني عشرية - عمان الأردن). ولقد تم اختراق بعض أفراد الزيدية، وليس كل الزيدية، وهم من الجهال المغرر بهم، واستغلالهم كرأس جسر يعبرون من خلاله إلى اليمن، وقد هيأوا لهم ذلك لينشروا سمومهم في أنحاء اليمن، وتحديداً في مناطق محددة بدعوات مشبوهة، واستغلال المادة في التغرير بالأتباع. ولقد حذر العقلاء والمفكرون من أتباع الزيدية في اليمن من هؤلاء في فترات سابقة، ومن بينهم العالم اليمني القاضي إسماعيل الأكوع، وحذر من تغلغلهم في الصحف والمساجد وإنشائهم لمراكز تعليمية وتدريبية في صنعاء وصعدة وبعض مناطق اليمن.. ولكن وقع ما حذر منه في وقت سابق، وقد أصبح الورم الخبيث يستشري في بعض المناطق، وإننا على ثقة بأنه سوف يستأصل حتى يطيب الجسم بإذن الله. وقبل الختام فإن المنصف العاقل يدرك الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وإرساء قواعد التضامن الإسلامي والوحدة العربية الإسلامية والتعاون مع الأشقاء بل الدعم والبناء في مسيرة التنمية في البلدان الصديقة والشقيقة دونما تدخل في شؤون الآخرين. ويدرك الجميع الجهود التي بذلتها المملكة في خدمة العمل الإسلامي مادياً ومعنوياً واحتضانها للعديد من الهيئات والمنظمات الإسلامية وما نقوم به من تبني شبه كامل لهذه الهيئات والمنظمات وما قامت به من أعمال في حل النزاعات والخلافات بين عدد من الدول الشقيقة والصديقة وحتى داخل البلدان. وبين هذا وذاك تبدو صورة مغايرة لمن هم يسيرون عكس التيار، وخلاف الفطرة الإنسانية السليمة، وخلاف تعاليم ديننا الحنيف، يبذرون الشر في بلدان الجوار، يسعون للفرقة وتمزيق الوحدة، وقد أزهقوا شعوبهم عبر عقود بالمشاكل الداخلية والخارجية حتى أصبحوا منبوذين من العالم غايتهم وأهدافهم القلاقل والمشاكل لا يكتفون بها في بلدانهم بل يريدون تصديرها للخارج. وفي كل موسم حج يغيظهم اجتماع المسلمين ووحدتهم فهم يسعون للفرقة لم يسلم من أذاهم وفد الرحمن فقد سبق لهم التطاول على الحجاج بالقتل والفوضى فنالوا جزاءهم وسينال كل باغٍ جزاءه وستقطع يد كل متطاول، ويجز رأس صاحب الفتنة. نعم هناك فرق بين من يسعى لوحدة المسلمين واجتماع صفوفهم ومن يسعى لفرقتهم شتان بين من يحتضن المؤسسات والمنظمات الإسلامية التي ترعى شؤون المسلمين وحقوقهم ومن يتبنى مراكز التخريب للخارجين على بلدانهم وأهلهم، فلقد خرجت الجامعة الإسلامية على سبيل المثال في المدينةالمنورة قرابة أربعين ألف طالب مسلم، تشرّبوا بالروح الإسلامية التي تجمع ولا تفرق، وتوحّد ولا تشرذم، متحابين في الله يريدون خير الأمم والعباد، فماذا خرج هؤلاء؟ لقد خرجوا أحزاب الشيطان والشباب والغلمان الذي يقتلون ويعبثون، لقد قدمت بلادنا للعالم الإسلامي علماء في بلدانهم وأئمة ومنارات يهتدى بها ومراكز إسلامية وجامعات علمية ومدارس ومستشفيات ومراكز في حين قدم هؤلاء القنابل والمتفجرات. شتان بين بلدان يفد إليها الحجاج والزوار والمعتمرون من كل فج ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات وبين بلدان يطاف فيها بالقبور ويسأل غير الله ويسب فيها أمهات المؤمنين أزواج الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه، ويسب فيها أصحابه ويطلق على أخيار الأمة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما الجبت والطاغوت شتان بين يد تهدم ويد تبني، شتان بين من يفد إلى بيت الله الحرام يلبي نداء الرحمن ومن يلبي نداء الشيطان. وإلى جنودنا البواسل وأبطالنا الأشاوس أفراد حرس الحدود والقوات المسلحة وكل جنود الوطن بارك الله في جهودكم وأعانكم الله وأيدكم بنصره فأنتم أحفاد الرجال الأبطال المؤمنين الصادقين أنتم في موقف الجهاد كيف لا وأنتم تحمون أوطانكم وأرضكم وأعراضكم من فئة باغية مارقة على الدين وعلى جماعة المسلمين لها انحرافاتها العقدية والدينية والعقلية. فبارك الله فيكم وأعانكم ونصركم وجعلكم مباركين أينما كنتم، والله أسأل أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يجعل بلدنا دائماً وأبداً آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. وقفة: المسلمون بكل قطر إخوة *** لايرتضون الظلم للإخوان المجرمون الغادرون بأرضنا *** قد قابلوا الإحسان بالنكران الجاهلون سبى الملالي عقلهم *** ومشوا على التضليل كالقطعان إنا لنعرف مكرهم وضلالهم *** من سالف الأوقات والأزمان تخذوا العمائم تقية بل خدعة *** وتفننوا في المكر والأضغان كم أحدثوا في المسلمين تفرقاً *** وتناحراً في سائر البلدان هذي البلاد عزيزة برجالها *** والله حاميها مدى الأزمان هذي بلادي والجميل شعارها *** عون الضعيف ونجدة اللهفان [email protected]