بقلم/خالد بن محمد الأنصاري عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية الإصلاح بين الناس من أعمال البر والخير العظيمة ؛ التي دعا إليها الإسلام وحث عليها ، قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) فالصلح كله خير ، لكونه يدعوا للعدل والإنصاف والتسامح والعفو ، وكثيراً ما نرى في أروقة المحاكم والشرط بعضاً من الناس المتخاصمين والمتنازعين على لُعَاعَةٍ من الدنيا ؛ فلو وجدوا من الناصحين من يأخذ بأيديهم ويوجههم ويصلح بينهم ، ويدعوهم للتسامح والصلح ، لتلاشت تلك الخصومات ، وبقيت أواصر الألفة والمحبة بين الناس ، فالسعي في ذلك من أفضل القربات ، وسبب من أسباب النجاة من الهلاك قال عزوجل: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) إذ لا يكفي أن يكون المسلم صالحاً في ذاته ؛ بل لابد من أن يكون صلاحه متعدياً بالإصلاح ليتجنب الهلاك والعذاب ، وقد بينت السنة النبوية فضل السعي في الإصلاح بين الناس ، فثبت من أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا: بلى ، قال:إصلاح ذات البين) ، وفي حديث آخر (أفضل الصدقة إصلاح ذات البين) فيا له من فضل جسيم ، وأجر عظيم ، حث عليه المولى تبارك وتعالى بقولهفاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم). فإصلاح ذات البين عبادة عظيمة وجليلة ؛ ينبغي أن ينبري لها أهل العلم والفضل ، الساعين في الخير ،والراجين من الله المثوبة والأجر ،لعظم فضلها وأجرها ، ولما يترتب عليها من المنافع للبلاد والعباد ؛ من المحافظة على الأمن وحقن الدماء ، والستر على المسلمين ، وحفظ الأسر من التفرق والتشتت والضياع ، وعلى المصلح بين الناس ؛ أن يتحلى بالإخلاص والصبر والحلم والأناة ، وأن يتعامل معهم بالرفق واللين ، وأن يدرك نفسياتهم ،ويحفظ أسرارهم ، ويجوز له أن يكذب لدفع الخصومة بينهم ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلمليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول وينمي خيراً) وينبغي للمصلح كذلك أن يهتم برفع إيمان الناس ، وتقوية عقيدتهم ، وتنمية أخلاقهم ، وأن لا يفقد الأمل في الصلح ، وأن لا يجد اليأس لقلبه سبيلاً: اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأسن فإن الفارج الله وأدعو كل من يجد في نفسه القدرة والأهلية على الإصلاح بين الناس ؛ أن لا يتوانى في ذلك ويحرص عليه ، فكم نحتاج في هذه الأيام لنشر ثقافة التسامح والعفو ، والصفح الجميل ؛ للحرص على وحدة المسلمين وأمنهم ، وعدم تفرقهم وتنازعهم ، وبناء مجتمع مترابط ومتماسك بحبل الله المتين ، يحمل راية الإصلاح بين أفراده ، للنهوض بأمته متمثلاً قوله تعالىواعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا): الزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان @khalidmalansary