ليس من الخير للمرء أن يعيش طوال حياته أو ردحا منها , يشن التهم والافتراءات ضد علماء الدين وطلبة العلم,والمنهج الاسلامي الوسطي,وليس من الخير له أن يُشار له بالبنان بين الناس أنه(لبرالي) أو (علماني)أو (تغريبي),فالناس شهود الله في أرضه ! وما أخطر أن يشهد مجتمعٌ مسلم محافظ,من أهل السنة والجماعة على أحد أفراده حين توافيه المنية, فيقول عنه,لقد كان ضد أهل الحسبة وأهل العلم وطلبته,وكان يسبهم ويشتمهم ويؤذيهم, عبر الصحف والقنوات والمواقع الالكترونية,والمجالس والمحاضرات!! إنني وأنا أكتب هذه الآسطر,أتذكر كثيرا ممن رحلوا عنا من أبناء جلدتنا, وممن كانوا يتصفون بهذه الصفات,فأرثي لآحوالهم وأنا أعلم أن علمهم عند الله عز وجل,لكنني أخشى عليهم من سؤ أفعالهم!! أما من قد بلغ من العمر عتياًكالدكتور محمد أل زلفة,ولازال حيا يصول ويجول عبر القنوات الفضائية,وعبر الصحف الالكترونية والورقية,وعبر الوسائل الحديثة,ضد الدعوة والدعاة وضد أهل العلم والمحتسبين,وضد المنهج الاسلامي العظيم الذي تنتهجه حكومة هذه البلاد...فإنه حري بنا أن نُعْلمه بفداحة أخطاءه وخطرها عليه وعلى المجتمع,علّه يرعوي ويتعظ,وإن لم يفعل فمن حق كل عالم أو طالب علم أو محتسب,أن يحاكمه أمام القضاء العادل,ليس لقضية شخصية فحسب, بل لقضية عقدية شرعية تهم مجتمعنا السعودي المسلم الذي ولد وتربى وترعرع على حب الدين وأهله,وعلى صفاء العقيدة ونقائها,والذي رضع حب الله ورسوله مع اللبن الذي رضعه من أمه أيام رضاعه,والذي تعلم في مدارس السعودية الكريمة,منهج الحق الذي كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام,والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان!! إن تصريحات أل زلفة الآخيرة ضد أهل الحسبة,من أخطر ماقاله هذا الرجل,وهذا من التدرج اللبرالي الذي يسعى إليه اللبراليون فهم اليوم يرون أنهم قد حققوا تقدما كبيرا,في الجرأة والانفلات,فما وصل إليه الكشغري,ورائف بدوي,يكفي لإقتحام الحواجز,وكسر المعوقات,فليس بعد هذا حدٌ للخوف من الله أو من ألسلطة أو من الناس,فاللبراليون والتغريبيون يتدرجون من ألاسفل إلى الآعلى فكل يوم يأتون بطامة فكرية,ويأتون في اليوم الذي يليه بأكبر منها وأطم,وهذا ما تؤكده مقالتي التي نشرت بلجينيات بتاريخ 1يناير 2011م بعنوان(بل هي لبرالية منظمة مذمومة) وهي ردا على محاضرة الدكتور الغذامي(اللبرالية الموشومة) وكذلك مقالتي الآخرى التي كانت بعنوان(الشبكة اللبرالية والحرية المطلقة) 5يناير 2011م. حين تجرأ أل زلفة من على قناة روتانا الخليجية, ووصف المحتسبين لله عز وجل في هذا البلد الكريم,بأنهم (كشبيحة سوريا) وإرهابيي القذافي,فلا ريب أنه يجد أن اللبرالية التي ينتهجها,دلفت مع الكشغري إلى غياهب السجن,لتحاكَم أمام القضاء فيميزالله الحق من الباطل والمصلح من المفسد,ويرى أل زلفة أنه لم يعد هناك مايخفيه فقد اتضح كل شيء وتعرى,ويرى أنه من الرموز التغريبية التي يجب ألا تصمت وأنه من العمالقة ومن الآباء الروحيين لهذا الفكر اللبرالي الدخيل, في هذا الوطن الاسلامي الآصيل! إن رجلا مثل أل زلفة قد تبوأ مناصبا في الدولةعالية رفيعة, وحصل على أعلى الشهادات العلمية,في التاريخ الحديث,لم يعد خافيا عليه شيء من أمور دينه,ولا من دستور بلاده,ولا من تاريخ الامة الاسلامية العريق,الذي أضاء للبشرية سبلها وهداها إلى الطريق القويم,ولم يعد جاهلا مايجب معرفته من الدين بالضرور,كمعرفة المسلم المؤمن بما قال الله عزوجل في كتابه الكريم عن الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر,والحث عليه كقوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) وقوله تعالى(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الايمان) وغيرها من ألايات والآحاديث الدالة على وجوب الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر,والتي هي من أسس قيام الدولة المسلمة العادلة! إن أل زلفة الذي نعت المؤمن المسلم الموحد الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر,بالشبيح السوري الذي يغتصب النساء والرجال والآطفال ويعتقل العلماء والمشائخ والدعاة ويذبِّحهم كذبح الشياه ليتجنى على المسلمين في كل أرض وتحت كل سماء, فهو يطعن في المنهج الذي يتبعونه,والهدف الذي يسعون إليه, وهوتحقيق الآمن والصلاح وصيانة الاعراض والحرمات, وإقامة العدل بين الناس! إن أل زلفة,ليتجنى على علماء ودستور هذا البلد,فهم الذين صاغوا مع الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله ومع أبناءه من بعده,دستور هذا البلد العظيم,وهو مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,والآمر بالعروف والنهي عن المنكر من أبجدياته!!! وما أظن أن أل زلفة يجهل,ماتقوم به هيئات الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد على اتساع رقعتها,وتنامي سكانها فكم من عرضٍ حموه وصانوه؟وكم من مخطوفة أعادوها إلى أهلها وذويها دون أن تُمَس بسؤ؟وكم من خائن مبتز أوقفوه وردعوه؟ وكم من فاسق عاص دلوه للحق وأرشدوه؟..ألا يعلم أل زلفة بشيء من هذا؟أم أن عمل أهل الحسبة هذا,يتنافى مع التغريب والعلمنة؟ وأن صيانة الآعراض وإقامة القيم الاسلامية والحث عليها رجعية,كما كانت في عقول الشيوعيين القوميين العرب, ولا زالت تعشش في أذهان البعض منهم,وهم الذين بعدوا عن الدين وتعاليمه وفتنوا بالحضارة الغربية,وظنوا أن ما سواها تخلف وانغلاق؟! إنني لآعجب أن يكون أستاذ التاريخ أل زلفة, في جامعة الملك سعود,لايفقه التاريخ, ولم يستفد من التاريخ,ولم يحتفظ بصوره الرائعة البديعة التي يفخر بها كل من قرأها من المسلمين سواء العرب أو العجم؟ إن من قرأ التاريخ وعلّمه وهو منتم حق الانتماء لهذا الدين قولا وعملا ,ليجد إيمانه يزيد وينمو,فهو يرى صور المجد تتلآلآ أمام ناظريه وفي مخيلته,وفي وجدانه وصميم فؤاده! يرى تاريخ أمتنا يملآ الدنيا,شرفا وعزا وإباءا,يرى الدنيا تشرق من جديد بعد ظلامها الدامس الذي غشاها قرونا طويلة,حتى بعث لها محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن سار على نهجهم! لقد رأيت والفيت بالاستقراء,أن جل أساتذة التاريخ المسلمين من أهل السنة والجماعة,في العالم العربي والاسلامي من أكثر الناس تدينا والتزاما,كما هو في الآطباء والعلماء والمهندسين!! إن الدكتور محمد أل زلفة والذي شتم أهل الحسبة,وعدهم كشيبحة سوريا وإرهابيي القذافي, يروج لآفكاره في كل مكان,فمرة من على قناة المستقلة ومرة من روتانا أو الاقتصادية أو العربية أو عبر الصحافة,إنه لم يترك بابا ولامنفذا,إلا ودعا من خلاله لفكره وتهجم بكل صراحة,على أهل الحسبة وعلى العلماء وفتاواهم,وهو بهذا يتجاوز الحدود,ويسيء للدين الحنيف ويخالف أوامر وتعليمات ولاة أمرنا حفظهم الله, فهو مثير للفتن محرض لكل رويبضة,داع إلى التغريب,يطعن في الثوابت الاسلامية..أفلا يرعوي أبدا؟!!! رافع علي الشهري [email protected]