بداية أعزي أهل وذوي فقيد صحيفة أزد ،مديرها العام يحيى بن محمد الشريف ،وعزائي موصول لمنسوبي الصحيفة أزد،والذي يشرفني بأني أحد كتابها ،وأقول بعد ذلك :فأنا والله لم ألتق بالفقيد،بل لا أعرفه ،لكنني ممن يقف عند فجيعة الموت ،ومصائب الردى ،ثم لا أتمالك مشاعري ولا أتحكم فيها عندما ينساب مدادي ألما وحزنا أمام لغة الموت ،والموت وحده ؛لأنه الوحيد الذي لا لقاء بعده إلى أن يشاء الله ،ثم يأذن بلقاء وهو الرحمن الرحيم . لكننا في هذه الدنيا لسنا مخلدون ،بود أحدنا لو عاد طفلا لا يعرف الموت في خبره، ولا يُذكر له في ملعبه ،يعيش طفولته ،يلهو ويمرح بدون أن يثقل مشاعره بأخبار الفقد ،ولوعة الرحيل ،وحسرة الفراق،ولكن – مرة أخرى- من يمتلك القدرة على وقف الزمن ليبقى طفلا ؛يحيا البراءة ،وينعم بأجمل سني عمره ؟! كم فقدنا من أناس أحببناهم ،عرفناهم ،عشناهم في لحظة خطفتهم يد المنون وخلفونا مع دموع سخينة ،وآهات تقطع نياط قلوبنا ،وأسئلة تدور في فلك ذكراهم . حكم المنية في البرية جارِ ،،، ما هذه الدنيا بدارقرار بينا يرى الإنسان فيها مخبرا ،،،، حتى يرىخبراً من الأخبار فرحم الله يحيى وزوجته وكل أموات المسلمين ،وعزاؤنا أننا كلنا على الدرب سائرون ،وإلى الدار الآخرة راحلون ،وعما قريب بمن سبقنا إلى الدار الآخرة لاحقون ،وما أصدق قول رب العزة والجلال : \"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِوَالإِكْرَام\"رحم الله يحيى وزوجته وكل أموات المسلمين ،فنحن في هذه الدار الفانية نعيشُ ومعنا سيلِ من الآمال والأحلام ...ونحاول أن نَحيا لحظة الفرح قبل أن تغتال بنوائب الدهر وُنهرولُ في دروب الحياة خلف الأحلامِ ولاندري بأن خلفنا الآجال تركض تحاول أن تسابقنا فأَينَ منْ كانَوا معنا بالأمس على موائد رمضان نحتسي معهم القهوة ونبادلهم الابتسامات ونتجاذب معهم أطراف الحكايات ونسترجع من خزانة الماضي الذكريات ؟ لقد رحلوا والفرق بيننا وبينهم ،أننا فوق الثرى وهم تحتها غَيَّبهُم هادِمُ اللذَّاتِ ومُفرِّقُ الجماعاتِ عنَّاالموت الذي سَيزورنا جميعاً وكما قال أحد الشعراء يوما : وما نحن إلاّ مثلهم غيرَ أنَّنا ... أَقَمنا قليلاً بعدهُم وتقدّموا أسأل الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ويرحم أمواتنا جميعا ويرحمنا إذا مصرنا إلى ماصاروا إليه ،وإنا لله وإنا إليه راجعون . [email protected]