.. نعم نحن قد نمرر في مدينتنا (الفاتنة) حكاية خطف الوهج التكريمي لمفتاحة أبها (المهيب) والاتجاه به نحو موقع ضرير .. يحلو فيه الكثير من الكلام المباح ! .. نعم نحن قد نمرر حكايات الفتح الجديد مع موضة إصدارات الكتب والمطبوعات التي تحاكي وجه مدينتنا (الوارفة) ونسوق معهم أسماؤهم ونشاركهم نزقهم حتى وإن طغى عليها الكثير من العبث والتحريف والمزاجية ! .. ولكننا بالمقابل لن نستطيع تمرير ما يدور (الآن) من عبث بليد بمسميات شوارع مدينتنا الرئيسية وممراتها الفرعية ودهاليزها الضيقة وهي تتوسد في مداخلها عناوين صارخة ليس لها علاقة بمسمياتها التاريخية المتوارثة . وعليكم أن تتأملوا ما فعله المعنيون في تسمية شوارع هذه المدينة (التاريخية) من جرأة مخجلة في الإصرار على تكريس مثل هذه الهرطقات قد لا يمررها العقلاء من الناس بسهولة خذوا معكم بعض هذه المسميات : (شارع المسارحة ، شارع الممراح ، ممر هجرة ابن حمدان ، خالد بن علي ، شارع ناصر دقماق ، شارع المستجده ، ميهار الديلمي ، شارع ابن تولب ، شارع فليكا ، شارع المليجي ، شارع الرمان). ولأننا كعادتنا أبدا نتفرغ للمزيد من التعليقات والثرثرة والتنديدات في المجالس والطرقات أمام السيئات من الأمور !!! وإلا كيف تجيئنا مثل هذه المسميات المخجلة وربما الجاهلة لشوارعنا بهذه الفاجعة ؟!! ولماذا تكرس (اللجنة المسؤولة عن مسميات مدينتنا) بهذه اللغة الهابطة والحرص على طمس معالم تاريخها وما توارثه أبناؤها من أمكنة ومسميات يتفاخر بها أهلها ؟!! ولماذا تصر هذه اللجنة الموقرة على تجاهل أسماء رجالات المدينة والمنطقة ؟ والإصرار على تغييب مسميات ملامح وجه جبالها وأوديتها ووهادها وصخورها وتلالها وأشجارها وغصونها وبيادرها ومزارعها ؟!!!! لماذا لا تستفيد هذه (اللجنة السرية) من المثقفين والمفكرين والأدباء ورجالات الإعلام فيها ومن مشايخها وكبار السن فيها والذين سيساهمون في تعزيز ارثها بدلا من دفنه بهذه الطريقة المؤسفة !!! أين هم أعضاء المجلس البلدي (خصوصا) من نثق فيهم من الذين توارثوا مسمياتها المكانية والتاريخية من أسرهم ؟ وقد لا نلوم الطارئين منهم الذين استقروا فيها بضرورة التعليم الجامعي أو بفعل الظروف المعيشية قد لا تتجاوز عقد أو عقدين من الزمان .. ولا يهمهم في النهاية ما تتعرض له مدينتنا من طمر أو تزوير لمسميات شوارعها وأحيائها حتى لو انقلب (الخشع إلى خيشعة والقابل إلى سنحان)!!! والله المستعان .