أبدى عدد كبير من المواطنين امتعاضهم من الطريقة السلبية التي يتعامل بها موظفو إدارة مطار الملك عبدالعزيز، وأكدوا خلال حديثهم إلى «الحياة» التزامهم بالحضور قبل الإقلاع بفترة كافية، إلا أنهم ينتظرون مدة طويلة لإنهاء الإجراءات بسبب قلة عدد الموظفين، الأمر الذي وصفوه ب«التعامل السيئ»، في الوقت الذي لا تزال فيه ردود الأفعال الغاضبة من القادمين إلى المطار مستمرة بسبب الرسوم المفروضة على بقائهم ولو لمدة لا تتجاوز بضع دقائق. وأكد المواطن خالد الزهراني أنه في كل مرة يزور فيها مطار الملك عبدالعزيز لا يرى أي تطور من ناحية الخدمات المقدمة من الموظفين، إضافة إلى الزحام الشديد أمام «كونترات» العاملين على طباعة بطاقة صعود الطائرة. موضحاً أنه يلزم المسافر (في ظل هذه الخدمات غير المنطقية) الحضور قبل رحلته بثلاث ساعات على الأقل كي يتمكن من إنهاء جميع أمور السفر البسيطة (كما وصفها). وتساءل الزهراني عن أسباب ضعف الخدمة في مطار الملك عبدالعزيز عن غيره من المطارات في السعودية على رغم توافر جميع الإمكانات التي وفرتها الدولة لخدمة المسافرين والقادمين، خصوصاً أن مطار الملك عبدالعزيز يمثل المكان الثابت لاستقبال المعتمرين والحجاج بشكل دائم سنوياً. من جهته، أوضح سعيد الغامدي (مواطن) أن المطار يفتقر لكثير من العناصر الرئيسة. وقال: «ليس من المنطق أن تحضر قبل الرحلة بفترة طويلة ولا تجد أبسط الخدمات التي ينبغي توافرها للمسافر». مشيراً إلى أنه تفاجأ عندما أراد إيصال حقائبه للموظف المختص بنقل العفش بأن مدة الرحلة قاربت على المغادرة وتم إقفال سير الحقائب على رغم أنه تبقى على مغادرتها ساعاتان. كاشفاً عدم أداء بعض العاملين لعملهم في الشكل المرضي، إذ يحاول الكل رمي عمله على الآخر. أما المواطن فهد البيشي فعبّر عن غضبه من التعامل السيئ «وفق وصفه» من موظفي المطار. وقال: «اضطررت إلى البقاء أكثر من 24 ساعة بغية إيجاد موعد للمغادرة في الوقت الذي تغادر فيه على رأس كل ساعة رحلة من جدة إلى الرياض، إلا أنني في كل مرة أفاجأ أن الموظف يردد على مسمعي «انتظر الرحلة القادمة»، وتساءل: «هل يعقل أن يحدد موظف واحد فقط لإنهاء إجراءات مئات المسافرين؟ ما يسهم في تكدس وتدافع المسافرين ويعطي منظراً غير حضاري». وعلى ذات الصعيد، دوَّت المفاجأة في ذهن المواطن سعيد خلف الذي أنهى الترتيبات اللازمة لسفره من تأكيد الحجوزات وقطع التذكرة وتحديد موعد السفر على إحدى الرحلات المغادرة إلى الرياض قبل الموعد المعلن بأسبوع كامل. موضحاً: «قدمت إلى المطار قبل موعد الرحلة بثلاث ساعات، وتفاجأت أن أحد موظفي الخطوط يبلغني أن الرحلة لم تكن مؤكدة ما سبب لي كثيراً من الإشكاليات، خصوصاً أنه كان يتطلب مني المغادرة في نفس الرحلة». من جانبه، أشار سعيد العمري إلى أن لديه موعداً مؤكداً لإصدار تذكرته، ولكن للأسف تم إلغاء الحجز نظراً لمرور الوقت، إذ لا يزال يبحث عن حل عاجل وسريع. مستفسراً في استغراب عن عدم التزام المسؤولين في المطار بمواعيد الحجوزات وتغيرها من وقت إلى آخر؟، معتبراً أن ذلك سيسهم في إشكاليات كبيرة للمسافرين المعدة حجوزاتهم منذ وقت طويل. في المقابل، صب المواطن سعود غرم الله جام غضبه على إدارة المطار بتعاقدها مع الشركة التي فرضت رسوماً مالية على القادمين. معبراً عن موقفه: «ينحصر قدومنا إلى المطار في دقائق معدودة بسيطة إما لاستقبال أحد أقاربنا أو إيصاله، لكن إدارة المطار أرادت أن تفرض علينا قيمة مالية مقابل هذا الموضوع». معتبراً أن تلك الرسوم استغلال واضح، مطالباً إدارة المطار بإعادة النظر في أمرها. ويتفق أحمد حنش مع ما ذكره سابقه، واصفاً الرسوم المالية المفروضة على زوار المطار بالقاسية، مشيراً إلى أن بوابة الدخول لا تفتح لأي سيارة من غير أخذ الفاتورة المخصصة لذلك والمسعرة بخمسة ريالات للساعة الواحدة حتى لو كانت فترة وجود السيارة لا تتجاوز بضع دقائق. وكان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي أكد في وقت سابق ل«الحياة» أن الهدف الحقيقي من إقامة مواقف مطار الملك عبدالعزيز مسألة تنظيمية، معتبراً المبالغ المالية المفروضة على القادمين مناسبة جداً وفي متناول أيدي الجميع. بدوره، أكد مصدر مسؤول في الخطوط السعودية أن موسم الصيف يشهد زيادة في عدد الرحلات المغادرة، فيما تشهد صالات المطار وجوداً أكبر لأعداد المسافرين في شكل متزايد عن بقية المواسم الأخرى. وقلل من حالات الزحام في صفوف المسافرين داخل مطار الملك عبدالعزيز حالياً، معتبراً الموضوع لا يتعدى كونه زحاماً عادياً جداً، لم يصل بعد إلى المرحلة التي يمكن أن يطلق عليها «تكدس». وعلى عكس المواطنين، أشار المصدر إلى أن النظام الجديد للخطوط السعودية في مصلحة العملاء ويسهل عليهم أموراً كثيرة جداً. في الوقت الذي أكد أن الموظفين على النظام لا يزالون يحتاجون إلى وقت أكثر للتأقلم عليه، رافضاً الحكم عليهم أنهم غير ملمين بإجراءات المسافرين وليس لديهم الكفاءات العلمية. وأضاف: «في حال صادف شخص عند قدومه للمطار أن حجوزاته المؤكدة تم إلغاؤها، عليه الذهاب إلى مشرف الحجوزات الموجود بصفة مستمرة أمام «كونترات» الحجز وتقديم الإثباتات اللازمة، الأمر الذي سيحل سواء باسترجاع مبالغ التذكرة أو تعويض المسافر». وذكر أن الخطوط السعودية تسعى إلى خدمة المسافرين وتوفير سبل الراحة لهم، وفيما لو واجه أحد أي مشكلة (من إلغاء حجوز أوتعامل سلبي من أحد الموظفين) سيتم التعامل بتطبيق الإجراءات الرسمية.