أسفر موسم التنقيب في عدد من المواقع السورية عن اكتشافات عديدة يعود بعضها إلى حقب تاريخية سحيقة، ففي تل الأشعري بمحافظة درعا (14 كيلومتراً إلى الشمال الغربي)، اكتشفت البعثة الوطنية نحو 3000 قطعة أثرية متنوعة، من أدوات برونزية، وأدوات زينة، إضافة إلى العثور على 21 مدفناً محفوراً تحت الأرض، منها خمسة تعود إلى ما بين القرنين الثاني والرابع الميلاديين. كما تم اكتشاف بعض المغارات في الجانب الغربي من التل، والتي تشير لوجود بشر سكنوها منذ ما يزيد على عشرة آلاف عام على أقل تقدير. كما عثرت البعثة الإيطالية في موقع تل إفس شرقي مدينة إدلب، والذي يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، على رقيم مسماري يعود إلى فترة البرونز الحديث (1400 قبل الميلاد)، وعلى ختم أسطواني يتضمن رموزاً ونقوشاً دينية اجتماعية يعود إلى الفترة نفسها. ورأى الدكتور بسام جاموس، المدير العام للآثار والمتاحف، أن الرقيم يتضمن معلومات إدارية تتعلق بشؤون القصر الملكي، مشيراً إلى أن البعثة الإيطالية التي أنهت أعمالها في الموقع ستعود الشهر القادم لتبدأ بقراءة هذا الرقيم. كما عثرت البعثة الوطنية في تل شامية (حوالي 7 كلم شمال أوغاريت قرب اللاذقية) على تحصينات دفاعية مبنية من الحجر تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، إضافة إلى مجموعة من القبور المحفورة في الصخر، والتي تعود إلى فترة البرونز الوسيط. ولفت المدير العام للآثار والمتاحف إلى أنه سيتم تدريب حوالي 100 طالب من قسم الآثار في دمشق لكي يلتحقوا بالبعثة، ويتدربوا على عمليات التنقيب المنهجي، وكيفية توثيق اللقى الأثرية. أما البعثة الأمريكية الأثرية العاملة في موقع تل السويحات الأثري غرب مدينة الرقة فقد عثرت على مجموعة من القطع الأثرية تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد. كما اكتشفت البعثة هيكلاً عظمياً لإنسان متوضع تحت الجدار، ومجموعة أختام أسطوانية مقوسة عليها رسوم لمشاهد صراع حيوانية، وختم مسطح عليه زخارف هندسية، ومجموعة من الخرز الصدفي والزجاجي والحجري عددها 46 خرزة. وهذه اللقى تعود كلها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد. وتتوقع بعض الدراسات الأثرية أن تل السويحات، الذي تعود سوياته إلى عصور زمنية مختلفة قبل الميلاد، يحتوي بين طياته على مدينة قديمة باسم بورمان مذكورة في نصوص مدينة إيبلا التاريخية.