في أولى الخطوات العملية، والتي وصفت بالجادة، وإسهاماً من أمانة منطقة الحدود الشمالية في حل مشكلة أصحاب الصنادق في مدينة عرعر، والذين تم حصرهم عن طريق اللجان المختصة، فقد تم العرض على صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية من أجل إعطائهم الأولوية في تطبيق المنح لمن تنطبق عليهم شروط المنح، وبناءً على موافقة سمو الوزير على ذلك، فقد أعلنت أمانة منطقة الحدود الشمالية أسماء من تصدق لهم بأراض والذين تم التأكد من عدم أسبقية المنح لهم. وحددت الأمانة يوم الثلاثاء الموافق 17-7-1431ه بعد صلاة العصر، موعداً لسحب القرعة في قاعة الأمير عبد العزيز بن مساعد بالمساعدية. وقد أوضح مدير إدارة المنح بالأمانة سلطان الفالح أنه لن يتم إفراغ الأرض للمواطنين إلا بعد إزالة بيوت الصفيح. ومن جانبهم فقد ثمن المواطنون المعنيون لأمانة منطقة الحدود الشمالية هذه البادرة الجيدة، وقالوا إنها (تمثل نصف الحل) لمأساة إنسانية يتجاوز عمرها النصف قرن، حيث يعيشون في أوضاع إنسانية غاية في السوء، ويكابدون قساوة العيش بين برد قارس وحر لافح، بعد أن قادتهم الأيام والظروف القاسية وقلة الحيلة للسكن في بيوت (كريمة) بأصحابها ومهترئة في واقعها المؤسف. ودعوا صندوق التنمية العقاري إلى التفاعل مع الوضع باستثنائهم من شروط الإقراض، مثلما فعلت أمانة الشمالية بمبادرتها تلك، مؤكدين أن منحهم الأراضي فقط بمثابة إضاءة نصف الطريق، لتقطع ما تبقى منه في ظلام دامس. وقال مسن بينهم: منذ زمن طويل ونحن نعيش في هذه الدور، ونسأل الله عزّ وجلّ أن يكتب لنا مخرجاً، يا ولدي السكن هنا صعب جداً، فهناك الشتاء والبرد والمطر، وهذه الصنادق لا تقينا من عذابات البرد ولا من دخول المطر علينا ونحن نائمون.. ويضيف: أما في الصيف فإن الوضع أصعب، فالحر قاس جداً والمكيفات الصحراوية التي نعتمد عليها لا تؤدي الغرض وتزيد في أغلب الأحيان من حرارة الجو. ويقول مسن آخر: أنا أعتمد على جمع الحديد والنحاس من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ومن ثم بيعه على التجار الذين يشترونه منا بالكيلو، فكما ترى لا أجد عملاً آخر، ومع عذاب هذا العمل الشريف إلا أن مستلزمات الحياة أكبر من قدراتنا المادية. كما لمست مدى قساوة العيش وقلة الحيلة، حيث الأطفال يلعبون ببراءة تنسيهم آلام الحاجة والعوز فلا يعرفون معنى الفقر ولا يعرفون أنهم فقراء محتاجون وأن والدهم يكابد من أجل تأمين لقمة العيش للعيش فقط.. ويؤكّد نايف ظاهر أن من أهم المشكلات الإضافية التي يواجهونها تتمثل في معاناة أبنائهم للوصول للمدارس والعودة منها واضطرارهم لقطع شوارع رئيسة وسريعة تفصل بينهم وبين الأحياء السكنية. الجدير بالذكر أن غالبية سكان تلك البيوت من المتقاعدين والأيتام والأرامل والفقراء الذين ضاقت بهم السبل، وقد هربوا من نيران الإيجار إلى جحيم بيوت الصفيح.. التي لا تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة.