ذكر تقرير اليوم إن عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي عبدالله المنيع شكك في صحة اكتشاف جُزيء يمكن من خلاله معرفة "نظرية القياس"، وهي افتراضية للطريقة التي يتم التوصل من خلالها إلى فك شيفرات عدد كبير من أسرار الطبيعة. وقال المنيع إنه لا يمكن أن يعلم الغيب إلا الله، و"لا يطلع على الغيب، إلا من ارتضى الله". وأضاف إن اكتشاف العلماء للمستجدات العلمية أمر ليس بمستغرب، "لكن أن يقولوا إنهم اكتشفوا كيف يدار الكون، فهذا ما اختص به الله، فهو خالق الكون، ومدبره، ومديره، وهو من اختصاصه، ولا ينبغي أن نشرك أحدا في هذا العلم، لأنه يدخل في توحيد الربوبية، لذلك لابد أن نفرد الله في خلقه، وتكوينه، وقضائه، وقدره". وذكر إن الكون متاح للاكتشافات العلمية، والتعرف على بعض أسراره، لكن شريطة ألا تتصادم هذه الاكتشافات مع ما جاء في الشريعة. وكان علماء أعلنوا في أكبر مراكز الأبحاث في العالم اكتشاف جسيم جديد يُعتقد أنه جسيم قريب من المادة المعروفة باسم "هيغز بوسون" الذي يُعتقد أنه النواة الحقيقية التي تكتسب منها كل مواد الكون كتلتها، والذي يفسر كيف تتكتل الجزيئات لتشكل النجوم والكواكب وحتى الحياة. وقال رولف هيور مدير المركز الأوروبي للأبحاث النووية في سويسرا "لقد قمنا باكتشاف حجر الزاوية المفقود في المواد الفيزيائية". وأضاف هيور أن المادة المكتشفة هي مادة "بوسون" لكنه أشار إلى أنها ليست "هيغز بوسون"، مضيفاً "لدينا اكتشاف، ولاحظنا أن الجسيم الجديد متسق مع جسيم هيغز بوسون". وقال جون وومرسلي المدير التنفيذي للمجلس البريطاني لمنشآت العلوم والتكنولوجيا خلال مؤتمر في لندن "يمكنني أن أؤكد أن جزيئا تم اكتشافه يتوافق مع نظرية هيغز بوسون". وقال جو انكانديلا وهو متحدث باسم أحد فريقين يجريان الأبحاث عن جزئ هيغز أمام حضور في المختبر الأوروبي لفيزياء الجزيئيات قرب جنيف "هذه نتيجة أولية، لكننا نعتقد أنها قوية جداً ومتماسكة جداً". وكان الفيزيائي الإسكتلندي "بيتر هيغز" قد تنبأ في عام 1964 بوجود الجسيم "هيغز بوسون" الذي يُعتقد أن المواد الأساسية في الكون قد انفصلت عنه عند الانفجار العظيم. وبحسب العلماء فإن قوة الجاذبية هي أول ما انفصلت عن "بوسون" ثم تبعتها بقية القوى. وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف الجديد من شأنه شرح أصل كتلة المادة، الأمر الذي من الممكن أن يعيد كتابة العديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الأوزان والكتل". وجاء هذا الإعلان الكبير في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية جنيف، بعد الأنباء الواردة عن تحقيق العلماء لاكتشاف جديد تم التوصل إليه في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية. ويعتبر جزيء “هيغز بوسون" الحلقة المفقودة في سلسلة الفرضيات التي تعيد تشكيل فهم نشأة الكون قبل أكثر من 13 مليار عام، كما يقول العلماء. وذكر عضو هيئة كبار العلماء السعودية عبدالله المنيع إن هذه الاكتشافات جائزة ومباحة إذا كانت تظهر بعض العجائب والغرائب ما يعزز الإيمان، مصداقاً لقوله تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ"، إلا أن هذه الاكتشافات إذا وصلت "إلى كيفية إدارة الله للكون، فهذا محل شك وريبة وتردد، وأننا ننكرها، لأن ذلك من خصائص الله وهو داخل في توحيد الربوبية". وتابع إن الاكتشافات ليست كلها محل تقدير واعتبار وإقرار، لأن بعضها قد يكون صحيحاً، ولكن أكثرها غير صحيح، "وتبين لنا خطأ كثير من الاكتشافات العلمية حول الكون". ووضع المنيع "خارطة طريق" لمن يريد الخوض في هذه الاكتشافات، وهو "الإيمان بتوحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، باعتبار أن الله هو الخالق الرازق المدبر المدير للكون، وهو وحده عالم الغيب".