أعلن الشيخ سليمان الراجحي رئيس مجلس إدارة الراجحي تخليه عن ثروته وجميع أملاكه ما بين وقف لله تعالى وما بين هبة لأبنائه وبناته وزوجاته مختارًا أسلوب القرعة النبوية لتقسيم الحصص على أبنائه, وقال الشيخ الراجحي متحدثاً عن نفسه: «محسوبكم هذا أيضاً وَقْف، والوَقْف لله، وما عندي إلا الملابس التي تسترني». الشيخ سليمان الراجحي يروي تجربته وقال الراجحي في لقاء نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض السبت: لم أعد أملك من مال الدنيا شيئا .. لم أعد أملك ريالا واحدا, كل ما لدى إما أن يكون وقفا لله واشترطت أن آكل منه بالمعروف وأن أتصدق منه وإذا حانت المنية انقطع هذا الشرط « والقسم الآخر هبة بقسمة المواريث لأبنائي وبناتي وزوجاتي, مؤكدا أن فكرة تقسيم ثروته لم تأتِ بين يوم وليلة ولكن بعد حوار مع النفس وتداول وسؤال واستشارة لكبار العلماء, إضافة إلى أخذ رأي أبنائي وبناتي وزوجاتي بإقدامي على مثل هذا, وذلك من أجل ضمان أن تكون هذه القسمة شرعية ونظامية ولاتسبب عداوة ولابغضاء بين أفراد الأسرة المعنيين. وقال الراجحي: «وجدت أنه لايوجد أخوان يتخاصمان أيهما أبر بوالديه, ولا يوجد أخوان يتخاصمان أيهما أكثر صلاة بالمسجد, بينما تجد أكثر الخلاف والشحناء والعداوة بسبب المال, وهو مادفعني إلى ذلك « مضيفاً أن أحد أسباب إقدامه على هذه الخطوة غير المسبوقة هو خشيته من وفاة أحد أفراد الأسرة قبله وبالتالي حرمانه وأبنائه من الميراث, وكذلك زوجاته. وأبان الراجحي أن من ضمن المشاريع الخاصة به والتي خصها كوقف لله تعالى الوطنية للصناعة, والوطنية للزراعة, والوطنية للنقل, إضافة إلى تقديم خدمات اجتماعية تخص ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمحتاجين. كما تحدث الراجحي عن إنشاء جامعة غير ربحية ومستشفى غير ربحي لخدمة المواطنين وخدمة هذا البلد المعطاء, والعمل على إيجاد مشروع لتربية الشباب اقتصاديا. ويأتي من ضمن الأعمال الخيرية دعم بنوك الدم, وتقديم الرعاية الاجتماعية والطبية, ورعاية الأيتام, وإنشاء مراكز طبية شاملة تأمين الأجهزة الطبية, ودعم حركات الدعوة وتوعية الجاليات والعناية بموتى المسلمين ومقابرهم من تكفين ودفن وتغسيل, وصيانة الجوامع في الطرق السريعة. كما تطرق الراجحي إلى إنشاء جامعة سليمان الراجحي في مجمع مساحته مليون ومائتي ألف متر مربع يحوي كلية للطب وكلية للعلوم الصحية, وإنشاء مستشفى تابع لكلية الطب سعته 500 سرير قابل للتوسع, إضافة إلى إنشاء قطاع مستقل للجوامع يعنى بإنشاء جوامع مماثلة لجامع الراجحي بالرياض ويخدم نفس الخدمات في حائل والمدينة ومكة. مؤكداً أن المستقبل سيشهد العمل على إنشاء كلية سليمان الراجحي الاقتصادية ومركز سليمان الراجحي الاقتصادي. وحول المساجد والخدمات التي يطمح الوصول إليها قال الراجحي: إن هناك نية لتحويل المسجد إلى جامعة مسجدية وإحياء السنن المندثرة. وأكد الراجحي في نصيحته للشباب الالتزام بالأمانة والصدق في العمل والتعامل مع الناس والتضحية من أجل العمل, مبينا أنه يعمل منذ أن كان عمره تسع سنوات حتى يومنا هذا وهو يبلغ من العمر 84 عاما, مابين 14 إلى 16 ساعة يوميا. وقال الراجحي: «ذاكرتي لم تتغير من 40 سنة والسبب انني كل ما سافرت بالسيارة بين مشاريعي في القصيم والجوف والرياض اقرأ القرآن حتى أصل إلى مقصدي». وكان من ضمن المداخلات التي شهدها اللقاء مداخلة للأديب حمد القاضي قال فيها شيخنا الفاضل عنوان العصامية وهو باختصار لم تلهه تجارة او بيع عن ذكر الله» وطالب القاضي بتوثيق هذه المحاضرة وتوفيرها للأجيال القادمة للاستفادة منها بحول الله سنقوم بتوثيقها على قناة اللجنة على اليوتيوب. وقال د. عبدالعزيز التركي في مداخلة أخرى: «كلمات الشيخ تدخل القلب لأنها خرجت من القلب وأقول الله رفعك عندنا بتواضعك وليس بمالك». ويعد سليمان الراجحي صاحب الترتيب التاسع عشر بين أغنياء العرب في عام 2010 من رواد المشاريع المصرفية، حيث أسس مصرف الراجحي إلى جانب ‹›الوطنية للدواجن›› كواحد من أكبر مشاريع الدواجن في الشرق الأوسط. ووعد سليمان الراجحي بكشف تفاصيل توزيع ثروته علناً وهو ما يقارب 25 مليار ريال (نحو 6.667 مليار دولار) من ثروته على أبنائه. والراجحي، يملك أكبر مصرف إسلامي في العالم، حيث تبلغ أرصدته الإجمالية 44 مليار دولار وقيمته السوقية 26 مليار دولار، وفقاً لبيانات البنك قبل عام. ولسليمان الراجحي اهتمامات أخرى مثل الاستثمار في إنتاج الأسمنت والزراعة العضوية، وأسس مؤسسة SAAR الخيرية التي تقدم الدعم المادي والعيني للأعمال الخيرية المتمثلة في الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية والإنسانية.