فاجأ الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي أفراد أسرته بأنه لا يملك من هذه الدنيا شيئا كل ما لديه أوقفه لله مشترطا أن يأكل منه بالمعروف، فإن مات انقطع هذا الشرط وأصبحت كل أمواله وقفا لله تعالى بعدما قام بتوزيع 25 مليار ريال من ثروته على أبنائه وبناته. وعن تصنيف أثرياء العالم من قبل مجلة «فوربس» أكد الراجحي أمام لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض مساء أمس أنه لا يعترف بتصنيف المجلة، وأن ذلك لا يعنيه بأية حال من الأحوال وأنه حاليا لا يملك المال بعد توزيع ثروته بين أبنائه وإبقاء مجموعة من المشاريع وقفا من بينها مشاريع زراعية. وعن سر توسعه في الأعمال الوقفية قال: «هذا المال كله لله.. كيف لا أشكره على نعمته وهو الذي رزقني؟! كنت أعمل بريال واحد وبثلاثة ريالات وستة ريالات في الشهر، فيجب أن نعلم أن المال رضا من الله وخدمة للاقتصاد». وكشف عن عدد من القضايا المتعلقة بثروته والقرارات التي اتخذها وكان لها صداها العائلي، وقال إنه وضع شروطا لا تجوز لغيره في المال الذي أوقفه لله تعالى، حيث يجوز له الأكل والشرب والإنفاق على نفسه والهبات والعطايا وتنتهي هذه الصلاحية بوفاته. وقال الراجحي إن فكرة توزيع المال لم تكن وليدة يوم وليلة وجرت بخصوصها بعض الحوارات والنقاشات بين أفراد العائلة، وأرجع تقسيم ثروته على الورثة في حياته تفاديا للمشاكل العائلية وضمانا لصلة الأرحام بين الأبناء والأحفاد. قسمت ثروتى إلى قسمين الأول وقف لله تعالى، وأكون أنا ناظر عليه، والثاني يكون للأبناء والبنات والزوجات حيث إن لدي أكثر من زوجة. وعن كيفية تقسيمه الثروة قال الراجحي: «وجدت من الأفضل تقسيم الهبة وفقا لقواعد الميراث الشرعية «للذكر مثل حظ الانثيين». فقسمنا العقارات والأسهم وأخذنا ما فيها من وقف وعزلناه وأجرينا قرعة بالعدل. وقال الراجحي: «جمعت كل زوجاتى وخيرتهن: هل يرغبن في الحصول على نصيبهن منفردا أم مع أبنائهن؟ ومنحتهن الميراث وفق رغبتهن وعملت حساب الهللة قبل الريال». وعن فوائد تقسيم الميراث بهذه الطريقة قال: «لو ماتت إحدى الزوجات حرمت أو أحد الأولاد من حقها الشرعي خشيت أن يسطو أبناء زوجة على ميراث أبناء الأخرى، فقررت تقسيم الميراث بينهم في حياتي وبهذا التوجه تضمن حق الحي والميت وتتجنب حدوث مشاكل عائلية». وعن مدى تقبل الأولاد هذه الطريقة في التقسيم قال: «عملنا محضرا ووقع عليه جميع الأولاد برضاهم، وطلبنا ألا تكون بينهم شحناء أو بغضاء وأيقنت أنهم موافقون على القسمة». وحول ما جعله وقفا لله تعالى قال: «تضمن الكثير من الممتلكات منها الوطنية للدواجن، والوطنية للصناعة، ومصنع الروبيان وهي أوقاف تخدم رعاية المسنين والأيتام والصم والبكم والرعاية الاجتماعية والصحية وإنشاء المراكز الطبية وصيانة الجوامع. كذلك هناك عدد من البرامج منها جامعة ومستشفى ولدينا مشروع اقتصادي سيفتتح قريبا مع الجامعة، مشيرا إلى تحويل المسجد إلى جامعة. وأضاف: «لدينا مسجد في حائل سيفتتح في شهر رمضان المقبل وهناك مساجد في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والآن اشترت المؤسسة بعض المقابر للموتى الفقراء». وحول الوقف وعلاقته بالأبناء، قال: الوقف له مجلس نظارة بصك شرعي من المحكمة يديره عدد من الأبناء والعلماء». ودخل الوقف محدد بأرقام قد يكون مليون ريال ينفق منه 400 ألف لا يتجاوز 50 % ثم ينمو ويزداد مع الوقت لأنه ربما يأتي وقت لا يوجد مال». وحول نصائح الراجحي حول تربية الأبناء، قال: «أنا خريج الصف الثاني الابتدائي؛ لكنني حرصت على تعليم أبنائي الأولاد أمانة في أعناقنا». ونصح الآباء بعدم إعطاء مصروف لأولادهم دون حساب: «فلا يعقل أن تعطي الولد 100 ريال ثم تتركه يتصرف فيها كيفما يشاء. وإنما اعطه 100 ريال وقل له: خذ ريالا وادخر الباقي أو استثمره لتعوض الريال الذي أنفقته حتى لا يعتاد التبذير». وقال الراجحي: «شبابنا لا يلامون، فللأسف البيت مقصر والمدرسة مقصرة والمسجد مقصر وكأنهم لا يعنونا ونتركهم للشارع وأنتم أعلم مني بما أقول». يشار إلى أن سليمان الراجحي صاحب الترتيب التاسع عشر بين أغنياء العرب عام 2010. من رواد المشاريع المصرفية، حيث أسس مصرف الراجحي إلى جانب الوطنية للدواجن كواحد من أكبر مشاريع الدواجن في الشرق الأوسط 6