دخل الطفل عبدالإله في غيبوبة منذ أكثر من 20 يوما، بعد معاناة تسع سنوات مع مرض «متلازمة لينوكس غاستوف»، وهي نوبة صرع مقاومة للعلاج، إلى جانب معاناته من الإصابة ب«متلازمة جورج». عانى عبدالإله منذ ولادته وما زال يعاني مرارة المرض وبؤس الحياة حتى وصل إلى مرحلة خطرة، بعد أن رفض مستشفى الملك فيصل التخصصي علاجه من المرض. بدأت معاناته مع المرض بإعاقة ذهنية أصابته بعد ولادته بفترة، وعانى من تأخر الكلام وتشنجات تصيبه بين الحين والآخر، وشخصت حالته من قبل مستشفى قوى الأمن في العام 1423ه. أدخل عبدالإله إلى مستشفى الأطفال في عرعر بعد خمسة أيام فقط من ولادته، وأودع في قسم العناية المركزة، بسبب إصابته بتشنجات نتيجة لنقص الكالسيوم، ونوم في المستشفى بعدها مرات عدة في قسم الأطفال، بسبب التهاب في الصدر مع إسهال متكرر وجفاف وتشنج. عانى والد عبدالإله ووالدته الكثير طوال السنوات الماضية، وزادت المعاناة بسقوطه حاليا فريسة للمرض الذي ينهش في جسده الغض. وكانت اللجنة الطبية العسكرية العليا في برنامج مستشفى قوى الأمن التابع للإدارة العامة للخدمات الطبية في وزارة الداخلية، اجتمعت العام الماضي، وأكدت أن الطفل يعاني من متلازمة «لينوكس غاستوف»، وهي عبارة عن نوبة صرع مقاومة للعلاج، ومتلازمة «جورج» التي تسبب نقص الكالسيوم في الدم، إلى جانب ضعف نصفي خفيف في الجانب الأيمن من الجسم. وأكدت اللجنة المكونة من عدد من الأطباء أن القدرة العقلية للطفل هي دون الطبيعية، وهو بحاجة إلى المزيد من العلاج، وأوصت بإحالة عبدالإله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي. بدأت معاناة عبدالإله الحقيقية كما تقول والدته عندما رفض المستشفى التخصصي علاج ابنها، وتضيف: «تعبت في السفر من عرعر إلى الرياض، ولكن الطبيبة المعالجة التي أحيلت الحالة إليها رفضت حتى النظر فيها». وتواصل أم عبدالإله بث شكواها وهي تذرف الدموع على حال طفلها الذي تسوء حالته يوما بعد آخر: «زوجي يعمل منذ أكثر من 14 عاما في قطاع حرس الحدود في العويقيلة، بعيدا عن مقر سكننا بأكثر من 300 كيلو متر ذهابا وإيابا، وحالتنا المادية لا تسمح لنا بعلاجه في المستشفيات الكبيرة الخاصة، ولا خارج المملكة». وتتساءل: «إذا كان مستشفى قوى الأمن لم يجد علاجا لابني، وحوله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي نفخر ونفاخر به لكنه رفض استقبال حالته، فأين نذهب به؟».. عبدالإله البالغ من العمر تسع سنوات له ثلاثة أشقاء حالتهم الصحية ممتازة، أما هو نفسه فقد وصلت به الحال خلال الأيام الأخيرة إلى التغوط في فراشه، وهو في حاجة إلى من ينقذ حياته، خصوصا أنه يعيش في غيبوبة منذ أكثر من 20 يوما، وحالته تزداد سوءا يوما بعد آخر.