تتصور بعض فتياتنا أن "الزوج الثري" هو مفتاح السعادة والرفاهية والمباهاة بين قريناتها.. فالسعادة في نظرهن هي في كثرة الخدم، والبيت الكبير، والسيارات الجديدة، ويغذي هذا الإحساس الشعور بالتفوق والاختلاف عن الأخريات.. والهروب من عدم الشعور بالحاجة، أو عدم وجود كل الكماليات بين أيديهن.. هذه المشاعر السلبية دمرّت حياة العديد من فتياتنا، وتحولت مشاعرهن مع مرور الزمن إلى حالة نفسية سيئة، عدن منها إلى طابور العوانس الطويل والممل!. وهناك نماذج لفتيات يحلمن بالرجل الغني، ومع الأيام لم يصلن إلى مياه النهر ولا إلى رماله.. الرجل الغني.. وبس! "أنيسة" فتاة جامعية سألتها بصراحة بعدما التقينا في مناسبة، هل صحيح رفضت أكثر من عريس؟، فأجابتني بصورة مباشرة: نعم، لم يكونوا أثرياء.. لا أريد أن أعيش مع زوج فقير ينتظر راتبه آخر الشهر، أو يستدين كلما احتجت إلى أمر ما، أولا يستطيع تحقيق أحلامي بالسفر ورؤية دول العالم.. الوضع "اليوم غير أول"، لقد أتاح لنا العصر مشاهدة كل شيء، ونرى من خلال التلفزيون كيف يعيش بعضهم في رفاهية.. أنا لست اقل منهم!. و"حنان" تقول، وهي مازالت طالبة في الجامعة: لن أتزوج إلاّ رجلا غنيا يستطيع تحقيق رغباتي، ويوفر لي كل ما أتمناه واشتهيه من طلبات، مشيرة إلى أن الزواج مرة واحدة في الحياة، فعندما يأتي الزوج المناسب ولديه المال الذي يوفر لي من خلاله السعادة والرفاهية فسوف أقبل به، ولا يهمني حتى ولو كان أكبر مني.. المهم أنه غني.. وعندما يكون كذلك سوف يكون لدي خادمه، وسائق، ومنزل ملك، ومجوهرات، وجميع أنواع الماركات، وكل ما احتاجه.. فالرجل الغني يسعدني ويسعد أهلي، و"الطفران" ما وراه غير الهم والتعب!. الاستمتاع بالحياة أما "غادة"، فتقول: لست مستعجلة على الزواج، فأنا مؤمنة بالنصيب، ولكن يحق لي الاختيار، فلذلك لن أوافق على الزواج إلا من رجل ثري يوفر لي كل ما احتاجه.. البيت والخادمة والسائق.. وأعرف أنه عندما يكون غنياً لابد أن يكون مشغولاً، فلذلك وجود السائق سوف يسهل علي التواصل مع أهلي وزيارة معارفي أو حتى التسوق مثل ما هو حاصل لدى الأسر الغنية والميسورة.. وتضيف: "الحياة نعيشها مرة واحدة، فلماذا لا نستمتع بها؟،.. لماذا لا نطلب شيئاَ بالإمكان تحقيقه؟. وتقول "سامية" موظفه: الحمد لله أنا موظفة، وأحوالي مستورة، ولكن لن أتزوج إلاّ رجلا ميسور الحال، لا أقول غنيا جداً، ولكن يجب أن يكون على قدر من الاستطاعة على تحقيق ما تتمناه كل فتاة عصرية تعيش في زمن مختلف فيه مئات المغريات في السكن.. والكماليات؛ لذلك لن يحقق لي هذه الأشياء إلاّ رجل قادر، وهذا يعني أنه يملك المال، فالمال هو عصب الحياة. أحلام محدودة بعدها طرحت هذه "المفاهيم الجديدة" التي بالطبع لا تمثّل كل فتيات مجتمعنا، فهناك فتيات أحلامهن محدودة وقنوعات جداً، بل هناك كثيرات ممن لديهن استعداد للبدء مع الزوج من الصفر كما يقولون.. لذلك طرحت على الأخصائية الاجتماعية "لطيفة العبد المحسن" التي أجابت قائلة: "إذا فكّرت كل فتاة من فتيات اليوم بهذه الطريقة فهن يرتكبن خطأ كبيرا في حق أنفسهن، ومصيرهن الطريق إلى العنوسة، فكثير من الأغنياء والأثرياء كانوا يوماً ما أناسا عاديين، ولا يملكون إلاّ رواتبهم، ومع الأيام حققوا ثرواتهم، لذلك من الأفضل لكل فتاة عندما يتقدم لها من ترضى عنه أسرتها، خصوصاً عندما تتحقق فيه المزايا المطلوبة من صلاح ووظيفة والاهم الدين فيجب ألا تتردد بالقبول به.. وتضيف:" لاشك أن وراء انتشار العنوسة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية مفاهيم مغلوطة، وأحلام شبه مستحيلة في زمن الركود الاقتصادي العالمي، وهذا ما يجعل الحياة المستقبلية للشباب تحتاج إلى تعاون دائم بين الزوج والزوجة، فبتعاونهما يحققان المستحيل، والمهم حسن النية والصدقية والإخلاص وإنكار الذات، فكل هذا وراء نجاح الحياة الزوجية فليس بالمال وحده يتحقق ذلك.