"هذا مخلوع .. لن أتزوج به، ولا بد أن هناك أسبابا خطيرة جعلت من زوجته السابقة تلجأ إلى المحكمة لخلعه، وإلا ما الذي دفعها لأن تخلعه؟. بتلك العبارات واجهت (س.ق) والديها عندما تقدم شاب لخطبتها، وهي تعلن عدم موافقتها على الزواج منه لأنه مخلوع سابقا. فهل الزوج المخلوع كتب على جبينه الفشل في حياته الزوجية؟ ولماذا يكون الرفض مرجحا على القبول في حال تقدمه للزواج من فتاة مرة أخرى؟ وما الذي يدفع الفتيات لرفض الزواج برجل خلعته زوجته حتى وإن كنّ تجاوزن الثلاثين فيفضلن العنوسة على الارتباط برجل مخلوع؟ وما الطريقة المجدية للدفاع عن الزوج المخلوع سابقا وتغيير نظرة المجتمع له؟ تقول أم نواف: تقدم لابنتي التي تجاوزت الثلاثين رجل أربعيني خلعته زوجته وعلم الجميع بذلك، وهو رجل متزن واعتبره زوجا مثاليا لابنتي ولكن الأقدار حالت دون التفاهم بينه وبين زوجته السابقة فخلعته ولها أسبابها في ذلك. وتابعت أم نواف: عندما قابل زوجي الرجل وجد فيه جميع الصفات التي تؤهله لأن يكون زوجا مثاليا دونما النظر لحياته السابقة التي انتهت بالخلع، خاصة بعد أن فسر لنا أسباب الخلع والتي كان من أهمها السقف العالي للطلبات من قبل زوجته الأولى في وقت لا يملك هو سوى راتبه الشهري الذي لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، حيث طلبت زوجته الخلع منه لأنها غير قادرة على العيش معه. وتابعت أم نواف: بحسب كلام الرجل فهو قادر الآن على إسعاد ابنتنا دونما الوقوع في أي مشاكل خاصة بعد تجربته الأولى مع زوجته التي خلعته. الزوج المخلوع بين الرفض والقبول في المقابل توجهت الوطن لعدد من الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين العشرين عاما والثلاثين للوقوف على الأسباب التي تجعل الفتيات يعزفن عن الارتباط برجل مخلوع، حيث قالت ختام الساير: لايمكنني الارتباط مطلقاً بزوج خلعته زوجته، مرجعة ذلك إلى أن الزوج المخلوع لابد وأن تكون زوجته "خرجت عن طورها" وخلعته، وأنها رأت أن العيش معه مستحيل فلجأت إلى المحكمة لخلعه، ولا أحب أن أكرر المأساة مرة أخرى وأقف لخلعه أمام المحاكم وأنا في غنى عن ذلك. يبنما لم تجد موضي المجاهد وهي فتاة في الثلاثين من عمرها سببا مقنعاً لرفض الفتيات للرجل المخلوع وعزوفهن عن الارتباط به، حيث قالت: من الظلم أن نحكم على الرجل الذي خلعته زوجته بالفشل في حال فكر الارتباط بفتاة مرة أخرى. وتابعت: الظروف غير متشابهة وفي حال كان المتقدم لخطبة فتاة مخلوعا سابقا فلابد من السؤال عن خلقه وسلوكياته قبل كل شيء ولا يهمني سبب الخلع في حال كان رجلا متزنا، وتابعت: أوجه نداء إلى كل الفتيات في حال تقدم لهن مخلوع على خلق ودين وأقول لهن من خلاله "رفقا بالمخلوعين". أما ريم في الثلاثين من عمرها فقد رضيت بالزواج من رجل مخلوع وتعيش معه حياة سعيدة وأنجبت طفلتها رغد، حيث تقول: عندما تقدم لي والد رغد كان قد خلعته زوجته والجميع يعرف ذلك وبحكم صلته بشقيقي تقدم لخطبتي ووافق شقيقي على الفور وأقنعني بأنه رجل من خيرة الرجال ولكن القدر جعل من زوجته تخلعه بعد رفضه طلبها الطلاق مسبقا، وتابعت: الآن أنعم بالسعادة معه فالظروف أبدا لا تكون متشابهة ولايمكن للفتاة أن تطلق الأحكام جزافا على من خلعته زوجته سابقا. المجتمع لا يرحم ويقول أبو رعد الشمري: الزوج الذي يفكر بعقلانية يجب عليه أن ينظر إلى الأمور نظرة جدية ولا يسمح لأن تصل مشاكله إلى ساحات المحاكم. وأضاف: بالنسبة لي شخصيا فلا يمكنني أن أتصور الحياة مع امرأة لا ترغب بي مهما كانت الأسباب، وفي حال أصرت على الانفصال ونطقت بالخلع فأنا بإرادتي ابتعد عنها وأقول لها "الباب يفوت جمل" ولا أترك لها الفرصة لأن تطردني من حياتها بأمر من المحكمة، مما يعقد الأمور علي مستقبلا في حال فكرت في الارتباط بأخرى فالمجتمع لا يرحم. من جانبها تقول أخصائية الإرشاد النفسي مريم العنزي: في كثير من الأحيان يكون الزوج المخلوع مظلوما وتتهرب بعض الفتيات من الزواج به، وتابعت: لابد أن يثقف المجتمع بهذه الشريحة، وليست هناك أية مبررات تكون كفيلة برفض الزوج المخلوع في حال كان رجلا مستقيما ويرضى الأهل عنه دينه وخلقه، ولابد من الوقوف بجدية لمناقشة الأسباب التي أدت إلى الخلع وهل تمنع من الزواج مرة أخرى أم لا. وعن التأثيرات النفسية لرفض الرجل المخلوع تقول العنزي: بكل تأكيد في حال رفض الرجل المخلوع من قبل بعض الفتيات فإن نفسيته ستتدهور، ويصبح في نظر الكثير رجل قليل الحيلة ابتداء من خلع زوجته له وانتهاء برفض الفتيات له، مما قد يؤثر على صحته النفسية فيميل إلى العزلة والانطواء. ولمعالجة هذا الوضع تقول: يجب أن ينظر المجتمع إلى الرجل المخلوع نظرة عادلة وأن لا يكون متهما قبل معرفة الأسباب التي أدت إلى الخلع، وأن تكون هناك توعية حقيقية للفتيات والأسر عن تلك الشريحة، وأنه رجل ليس كما تعتقد الفتيات بأنه منتهي الصلاحية بالنسبة لتقدير الحياة الزوجية فيطلقن الحكم عليه دونما الوقوف على الأسباب الحقيقية قبل الرفض والقبول.