مرّت ثلاثة أسابيع والرابع في الطريق، من دون أن تجد مئات الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حلاً يساعدهن في الانتظام في الدراسة، بعد أن صُدمن بعجز الجامعة «العريقة»عن توفير باصات لنقلهن، ما اضطرهن إلى الغياب، لعدم وجود ولي أمر يتكفل بالمهمة، التي اضطلعت بها الإمام لسنوات عدة. وتعيش هؤلاء الطالبات وضعاً مأسوياً فشلت كل محاولاتهن في وضع حد له، إذ ينتظرهن قرار بالحرمان من الدراسة لفصل دراسي كامل، بحجة تجاوز الحد المسموح به لساعات الغياب، فيما لا أحد من مسؤولي الجامعة يحرك ساكناً لِلملمة الموضوع، واقتراح حلول بديلة تطمئن العاجزات عن الحضور إلى الجامعة، بأن مشوارهن الدراسي لن يتعثر ولن يتأخر ولن تشوبه شائبة. 200 باص خارج الخدمة موقتاً، ما يعني أن 4000 طالبة من أصل 14 ألفاً، غير مرحب بهن على مقاعد الدراسة في الجامعة، ليس هذا وحسب، فالأمر أكثر تنكيلاً مما يظنه الظان المتفائل، إذ ليس أمام هؤلاء النسوة سوى خيارين لا ثالث لهما، إما تدبر أمر وسيلة النقل والالتزام بالحضور، أو تقديم طلب بإلغاء الفصل الدراسي، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وفي الوقت الذي تنسلّ فيه جامعة الإمام- أو تحاول ذلك - من عجين المسؤولية مثل شعرة، بذريعة أن إجراءات إدارية مترتبة على توقيع عقد نقل جديد وراء حدوث هذه الفوضى، التي ستنتظم خلال أسبوعين مقبلين، لا يظن (مصدر عارف ببواطن الأمور في الجامعة) خيراً، فالمسألة بحسب رأيه أشد تعقيداً مما يحاول البعض الترويج له من باب التهدئة، فهناك اتفاق مالي لم يوقّع عليه بالموافقة حتى الآن. والذهاب والإياب فيه يحتاجان إلى ستة أشهر، لتقريب وجهات النظر بين جامعة الإمام ووزارة المال، لكن الأشهر الستة مضت من دون قول فصل. أولياء أمور منزعجون وحانقون اتهموا مسؤولين في الجامعة بتوريطهم ووضعهم وبناتهم في موقف مؤذٍ ومربك، خصوصاً أن الأزمة حدثت فجأة، وتوقّع بعضهم أنها ستمر بعد يوم أو يومين من بدء الدراسة، ومر اليومان وجرا معهما أياماً أُخر، فيما الوضع لا يوحي بشيء من الفرج ... ولو قليلاً.