قتل عشرون شخصا على الاقل واصيب اربعون اخرون بجروح في هجوم انتحاري الجمعة داخل مسجد سني في محافظة ديالى، حسبما افادت مصادر امنية وطبية لوكالة فرانس برس. وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) ان "عشرين شخصا على الاقل قتلوا واصيب حوالى اربعين اخرين بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف داخل مسجد ابو بكر الصديق في ناحية الوجيهية". واشار المصدر الى ان الانتحاري فجر نفسه بعد دخوله مباشرة الى المسجد الذي يقع في ساحة كبيرة على بعد حوالى 150 مترا من مقر الشرطة في وسط الوجيهية، وفقا لشهود العيان. وقال سنان غالب (40 عاما) وهو موظف حكومي لفرانس برس "كنت اجلس قرب الباب الرئيسي عندما وقع انفجار هائل داخل المسجد وتطاير الغبار والحجارة وكل ما حولنا ولم اشعر بشيء بعدها". وتابع انه استعاد وعيه في المستشفى "لإصابتي بجرح بليغ في ساقي اليمنى". من جهته، قال عمر منذر (27 عاما) "كنت اجلس على مقربة من خطيب الجمعة وكان الجامع مليئا بالمصلين وفجأة وقع انفجار هائل واصبح المكان مظلما تماما وفقدت الوعي". واضاف "وجدت نفسي على الارض في مستشفى بعقوبة مع عدد كبير من الجرحى الذين تتعالى اصواتهم اثر اصاباتهم بجروح، في كل مكان". ووقع انفجار الوجيهية التي تبعد نحو 20 كلم شرق بعقوبة عند حوالى الساعة (11,00 تغ) خلال خطبة صلاة الجمعة، وفقا للمصدر ذاته. واكد الطبيب عبد الرزاق مصطفى من مستشفى بعقوبة العام حصيلة الضحايا، مشيرا الى احتمال ارتفاعها. وتشهد المناطق المحيطة ببعقوبة في محافظة ديالى، وخصوصا الوجيهية والمقدادية (90 كلم شمال شرق بغداد)، هجمات متواصلة منذ نحو اسبوعين، تستهدف مساجد سنية وحسينيات شيعية. ويتبادل سكان المنطقة من السنة والشيعة الاتهامات بشن حملة تطهير طائفية، في تطور دفع نحو تشكيل لجنة تضم مسؤولين كبارا في الدولة للبحث في هذه الاتهامات ومحاولة تدارك الوضع في ديالى وسط تحذيرات من امكانية تسببها بمواجهة اكبر على صعيد العراق. ويأتي تفجير اليوم في اطار موجة العنف المتصاعدة في العراق والتي قتل فيها 2500 شخص خلال الثلاثة اشهر الاخيرة بحسب ارقام الاممالمتحدة، التي حذرت من ان العراق يقف عند حافة حرب اهلية جديدة. ومنذ بداية يوليو الحالي، قتل اكثر من 450 شخصا في انحاء متفرقة من البلاد، بحسب حصيلة تعدها فرانس برس استنادا الى مصادر عسكرية وامنية وطبية.