قالت المريضة الاماراتية لطيفة سعيد 23 سنة، التي خضعت مؤخرا لعملية زراعة كلى ناجحة من متوفى سعودي في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، والتي تعد أول عملية من نوعها في دولة الامارات ، إن زيارة معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب الإماراتي وتنمية المجتمع لها في المستشفى كانت مثل الحلم الذي بعث فيها الأمل والحياة من جديد. وقالت: إن معاليه اطمأن على صحتها ووعدها باستكمال دراستها في جامعة الإمارات، لافتة إلى أن الحلم الذي كان يراودها منذ ثماني سنوات ووقف المرض حائلا دون تحقيقه بدأ يتحقق الآن لتتمكن من إنهاء دراستها والعمل على تحقيق حلم أسرتها التي ضحت بالكثير أثناء مرضها الذي استمر 16 سنة. وتقدمت بالشكر الجزيل لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك، مؤكدة أن زيارته لها في المستشفى حملت معاني إنسانية وأبوية لا يمكن أن توصف وستظل محفورة في ذاكرتها دائما. وأشارت إلى أن الأطباء أخبروها بأنها ستغادر المستشفى في غضون 10 ايام بإذن الله وأنها بعد الخروج مباشرة تستطيع ممارسة حياتها الطبيعية إلا أنها ستراجع المستشفى في البداية مرتين في الاسبوع ثم مرة كل ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من معاناة لطيفة التي لازمتها منذ الطفولة حيث أصيبت بالفشل الكلوي وهي في سن السابعة من عمرها إلا أنها كانت دائماً مثالاً للفتاة المفعمة بالأمل وحب الحياة، وحرصت على مواصلة دراستها رغم كل ظروفها الصحية، وحافظت على ابتسامتها وبهجتها، إلى أن جاء الفرج من الله وحصلت على كلية من شاب توفي أثر حادث سير، وعلى الرغم من حزن أهله الشديد على وفاته إلا أنهم وافقوا دون تردد على التبرع بأعضائه لإنقاذ حياة أناس آخرين، وبحمد الله جاءت نتائج الفحوصات إيجابية ومشجعة وأظهرت توافقاً بين المتبرع والمريضة، وهذا ما أدخل السعادة إلى قلب المريضة لطيفة، وبعد عملية استمرت لعدة ساعات في مدينة الشيخ خليفة الطبية خرجت المريضة في حالة جيدة وبدأت تتعافى. جهود كبيرة وأكد الدكتور محمد بدر الزمان، رئيس شعبة زراعة وجراحة الكبد والكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن عملية نقل الكلية من السعودية إلى الإمارات احتاجت إلى تنسيق وتخطيط وجهود كبيرة حيث تكون الكلى المنقولة صالحة للزراعة قبل مرور 48 ساعة من استئصالها من المتوفى وتوضع في محاليل خاصة، لافتا إلى أن الكلية التي وصلت من السعودية استغرقت حوالي 14 ساعة ووصلت مطار أبوظبي عند الساعة التاسعة والنصف مساء وكان من الضروري أن تتم عملية الزراعة بسرعة جدا ولذلك تم التجهيز للعملية والتأكد من تطابق الأنسجة بين الشاب السعودي المتوفى والمريضة، وبالفعل تم إجراء العملية حوالي الساعة الرابعة فجر اليوم الثاني. واضاف الدكتور بدر الزمان، المتخصص في زراعة الأعضاء، أن لطيفة كانت تعاني من فشل كلوي منذ 16 عاما وكانت تجري عمليات الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الأسبوع ولديها مشاكل صحية عديدة ووصل الأمر في الأيام الأخيرة إلى أن حقنة الغسيل لم تجد لها مكاناً في أوردة وشرايين المريضة حيث تم وضع اسمها على رأس قائمة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى بصورة عاجلة. عادات اجتماعية وقالت روبيرتا الحوسني، منسقة برنامج زراعة الأعضاء في خليفة الطبية، إن العديد من مرضى الغسيل الكلوي في أبوظبي والدولة يحتاجون إلى زراعة الكلى ولكن نظرا لعدم تقبل المجتمع الإماراتي إلى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يجعل الأمر في غاية الصعوبة، مشيرة إلى أن قانون التبرع بالأعضاء في الدولة يشدد على أن التبرع لا يتم إلا بين الأحياء وأن يكون بين الأقارب وأن لا يكون عمر المتبرع اقل من 21 سنة. واشارت إلى أهمية دور الإعلام في التوعية والتثقيف وإذكاء الوعي العام بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وبيان الرأي الشرعي الذي لا يمانع من ذلك، مشيرة إلى برنامج زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية الذي أحرز تقدماً كبيراً في هذا المجال. عمليات ناجحة أكد الدكتور بدر الزمان للبيان الإماراتية أن مدينة الشيخ خليفة الطبية بدأت برنامج زراعة الكلى منذ فترة قصيرة وأنها مستمرة في ذلك ومن ثم سوف تتوسع في البرنامج ليشمل الكبد خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن زراعة 76 كلية للمرضى المصابين بينشهم 7 أطفال وقريبا ستجرى عملية نقل وزراعة كلى لمواطن يبلغ من العمر 64 عاماً.