عبدالله يحيى شاب أقعده الفقر قبل الإعاقة ، رحل عن قريته الصغيرة فحط رحاله في العاصمة "الرياض" للبحث عن مصدر رزق ينتشل به ذاته من بين أكوام الفقر ، فشمر عن ساعديه وفتح دكاناً صغيراً يبتاع فيه الخضار والفواكه ، فتحسنت أحواله الماديه فقرر الزواج ، مستعيناً بقرض حاله حال الكثير من الشباب ، الا أن مشروعه الصغير لم يدم فقد اضطر لإغلاق دكانه بسبب ارتفاع قيمة الإيجار ، ليبدأ فصول قصة طويلة من الألم والحرمان أبطالها هو وزوجته وطفلته رسيل ، ومن هنا تبدأ الحكاية ! يقول عبدالله في حديثه ل عاجل : رغم إصابتي بشلل بنسبة 90% في رجلي اليمنى وكذلك رجلي اليسرى بنسبة 50% ، إلا أنني قررت الزواج بعد أن فتح الله على أبواب الرزق من خلال تجارتي في سوق الخضار ، فتزوجت إحدى بنات قريتي ، بعد حصلت على قرض من إحدى الشركات بواقع 150 ألف ريال ، على أن اسدده على أقساط شهريه بواقع 2500 ريال . ويضيف : إلا أن حالتي المادية قد تدهورت بعد عجزتُ الاستمرار في دفع قيمة إيجار دكاني الصغير ، الذي زاد بشكل مفاجئ ، مما اضطررني لإغلاق المحل والبحث عن وظيفة تتناسب مع وضعي الصحي ، لعلي أجد ما يسد جوع طفلتي رسيل وتأمين أبسط مقومات الحياة لأسرتي الصغيرة وزاد : مكثت بضعت أشهر دون عمل ، تجرعت أُسرتي خلالها مرارة الجوع والحرمان ، وجدت بعدها وظيفة براتب شهري قدره 3500 ريال ، يذهب أكثر من نصفه في سداد القرض ، لابدأ في دوامة الإيجار والمصاريف . وقال : أبرقتُ ثلاث برقيات لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية طالباً المساعدة برفع المخصص المالي الذي لا يتجاوز الالفين ريال كل ستة أشهر، ولكن لا مجيب ، مما اضطرني للذهاب لمكتبه طالباً مقابلته الا ان جميع محاولاتي باءت بالفشل . ويكمل عبدالله والعبره تخنقه : اضطررت قبل عدة أشهر لبيع سيارتي ، لأسدد قيمة الإيجار المتأخر ، بعد أن هددني صاحب المنزل بالطرد ، مما زاد معاناتي مع سيارات الاجرة التي أصبحت تشارك أسرتي فيما تبقى من معاشي عبدالله أصبح الان حبيساً للحبوب المهدئة التي صرفها له الطبيب لتنسيه بعضاً من همومه وتخفف عنه قساوة العيش بعد أن اضحى غير قادراً على دفع قيمة إيجار ذلك المنزل الذي يؤويه هو وزوجته وطفلته الصغيرة ، كونه مطالباً بدفع 8000 ريال نهاية الشهر الجاري ، بعد أن نجح إمام المسجد في إقناع صاحب العقار بتأجيلها شهراً واحداً بسبب ما يمر به من ضائقه .