ذكرت مصادر متطابقة أن مدينة تمبكتو الواقعة شمال غرب مالى أصبحت أمس الخميس، تخضع جزئيا لمجموعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها اسم الجبهة الوطنية لتحرير أزواد التى شكلها عرب، وتؤكد أنها ليست انفصالية ولا عربية. وسيطرت الجبهة التى شكلت خلال الشهر الجارى على المدخلين الشرقى والجنوبى للمدينة التى وصل إليها حول مائة من رجالها، كما ذكرت مصادر أمنية وإسلامية ومن الحركة نفسها. وتسيطر مجموعتان أخريان هما أنصار الدين الإسلامية والحركة الوطنية لتحرير ازواد (حركة تمرد للطوارق تطالب بالانفصال). من جهته، قال محمد ولد فانى أحد مسئولى الجبهة الوطنية لتحرير أزواد إن "العرب قرروا الدفاع عن منطقتهم، ولقد طلبنا من الذين يطالبون باستقلال شمال مالى مغادرة منطقتنا، لكن نحن ندعو إلى السلام ونحن فى مالى، ولا نؤيد إقامة جمهورية منفصلة". وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد أعرب عن استعداد بلاده للمشاركة في أي عمل عسكري ضد الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الناشطة في إقليم أزواد شمال مالي. وقال ولد عبد العزيز في حديث لإذاعة فرنسا الدولية: إن بلاده لا تخطط "في الوقت الحالي" لعمل عسكري من ذلك القبيل، وإنه لم يتم تحريك أي من وحدات الجيش الموريتاني المرابطة على طول الحدود بين البلدين. لكنه استدرك بالقول: "نحن مستعدون للمشاركة في أي تحرك عسكري تقرر دول الساحل (مالي والجزائر والنيجر) أو الاتحاد الأفريقي القيام به ضد تنظيم القاعدة والحركات المنضوية تحت لوائه في منطقة أزواد". وأشار ولد عبد العزيز إلى أن من سيحارب القاعدة فعليه معرفة أنه سيواجه عدوًّا مختلفًا عن السابق من حيث التجهيزات العسكرية والأسلحة، كما أنه أصبح لديه أرض يتحرك فيها بحرية. وقال: إنه لا يساند فكرة إقامة دولة في إقليم أزواد، مفضلاً منح السكان حكمًا ذاتيًّا وتسوية مطالبهم المتعلقة بالهوية وبالتنمية "التي أهملتها الحكومة المالية في السنوات الماضية، كما لم يتم تطبيق الاتفاقيات بين باماكو والمتمردين الطوارق".