( رويترز - ا ف ب ) - أعلن متمردو الطوارق في مالي اليوم الجمعة استقلال منطقة أطلقوا عليها اسم "دولة أزواد" بعد أن استولوا هذا الأسبوع على بلدات رئيسية في تقدم فاجأ المجموعة العسكرية التي أمسكت بزمام الأمور في البلاد في الآونة الأخيرة. جاء في بيان نشر على موقع متمردي مالي على الإنترنت أن المتمردين الذين يقودهم الطوارق أعلنوا رسميا استقلال منطقة شمالية يطلقون عليها اسم منطقة أزواد اليوم الجمعة. وذكر البيان أن إعلان الاستقلال يسري على الفور. واستولى المتمردون على شمال مالي بالاستعانة بسلاح ورجال قدموا من ليبيا. ولقيت الخطوة دعما من إسلاميين لهم صلات بالقاعدة مما أثار مخاوف من ظهور دولة مارقة جديدة.وقال بلال الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد التي يقودها الطوارق على موقع الحركة على الإنترنت "تدعو اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية لتحرير ازواد المجتمع الدولي بأسره للاعتراف على الفور وبروح من العدالة والسلام بدولة أزواد المستقلة."وأورد البيان معاناة الطوارق على مدى عقود جراء معاملة العاصمة الجنوبية البعيدة باماكو لهم وقال إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تعترف بالحدود مع الدول المجاورة وتتعهد بإقامة دولة ديمقراطية على أساس مباديء ميثاق الأممالمتحدة. وتعليقاً على الأحداث في مالي، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه لا يدعم الانقلاب العسكري وانه يشعر بالقلق ايضا من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وقال في باريس "انه موقف مقلق للغاية. انه انقلاب عسكري مشين. ونحن لا نعمل مع متمردين." واعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه خلال مؤتمر صحافي في جمعية الصحافيين البريطانيين والاميركيين ان "اعلان استقلال من طرف واحد لا تعترف به الدول الافريقية لن يكون له معنى". ويحلم متمردو الطوارق بالانفصال منذ استقلال مالي عن فرنسا عام 1960 لكنهم لم يلقوا تأييدا دوليا يذكر لهذه الخطوة التي يخشى جيران مالي أن تشجع حركات انفصالية في أماكن أخرى. وحدث تقدم المتمردين أثناء فوضى سادت باماكو بعد انقلاب قام به ضباط من الرتب الوسطى في 22 مارس آذار. ومن المفارقات أن هدف الانقلاب الأساسي كان تعزيز الجهود لسحق التمرد. العفو الدولية: فاجعة انسانية من ناحية اخرى، اكدت منظمة العفو الدولية الخميس ان شمال مالي الذي سيطر عليه متمردو الطوارق ومجموعات اسلامية بات على شفير فاجعة انسانية، مؤكدة تعرض فتيات للخطف والاغتصاب في المنطقة. وقالت المنظمة في بيان ان مدن غاو وكيدال وتمبكتو شهدت اعمال نهب وخطف وفوضى منذ ان دخلتها الجماعات المتمردة نهاية الاسبوع الماضي.وقالت ان الاغذية والادوية التي كانت لدى الهيئات الانسانية تعرضت للنهب وفر موظفو هذه الهيئات في حين يواجه السكان نقصا حادا في الطعام والدواء قد "يتسبب بحالات وفاة جديدة".