أكدت جماعة أنصار الدين في مالي، التي سيطرت على مدينة تمبكتو شمال البلاد، أنها تخوض حرباً “ضد الاستقلال”، و”من أجل الاسلام” وفرض الشريعة، متصدية في آن لنظام باماكو والاستقلاليين الطوارق. وقال الزعيم العسكري لأنصار الدين، عمر حاماها، في تصريحٍ علني، “حربنا جهاد وحرب شرعية باسم الاسلام، نحن ضد حركات التمرد وضد الاستقلالات، نحن ضد كل الثورات التي ليست باسم الاسلام”. وأضاف الرجل الملتحي متحدثاً باللغة الفرنسية وسط حشود فرحة “ما نريده نحن ليس أزواد بل الاسلام، الاسلام”. وتعتبر منطقة أزواد، التي تمتد على مساحة توازي مساحة فرنسا وبلجيكا مجتمعتين، هي مهد الطوارق في شمال مالي، وتؤكد هذه التصريحات الانفصال الذي ظهر ميدانيًا بين الجماعة الإسلامية والاستقلاليين الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد بعدما تحالفوا في مرحلة أولى من أجل التغلب على قوات باماكو والسيطرة على شمال مالي. وأعلن المتمردون الطوارق أمس استقلال ازواد، ما عزز انقسام مالي بين جنوب يسيطر عليه الانقلابيون العسكريون الذين باتوا معزولين وعاجزين، وشمال تسوده الفوضى. غير أن انصار الدين ترفض هذا الاستقلال داعية الى الجهاد الشامل بدعم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقال عمر حاماها “الاستقلال هو الاسلام، هذا هو الاستقلال الحقيقي، أنه ممارسة الشريعة من الفجر إلى المغيب، أنه ليس عربيا أو طرقيا وليس أبيض أو أسود، أنه باسم الاسلام”. وتابع متوعدا “اليوم اوقفنا لصوصا أرادوا احراق الطاقة فكبلناهم جميعهم وجردناهم من أسلحتهم، أنهم حاليا في المعسكر، جميعهم مكبلون، ضربناهم ضربا مبرحا بالعصي، ومن المحتمل ان نذبحهم”. ويُظهِر الشريط دوريات من عناصر أنصار الدين تجوب أرجاء المدينة في شاحنات بيك آب مجهزة برشاشات، ويعرض مشاهد لمبان تضم إدارات عامة تم تخريبها. وقال أحد سكان تمبكتو “زارنا عناصر انصار الدين، ناقشنا معهم مطولا، ابلغونا بانهم ليسوا هنا من اجل تقسيم البلاد، بل من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية، طلبوا بداية من الفتيات أن يرتدين ملابس محتشمة، ومن الناس أن يذهبوا إلى المساجد وأن يطبقوا فعليا ما يوصي به الاسلام”. وتابع “يمكن للمسيحيين ممارسة شعائرهم لكن داخل الكنائس، تم احراق الحانات في المدينة، اننا في وضع غامض فعلا، لم نعد نفهم شيئا”. وعلى اثر الانقلاب العسكري في باماكو الذي اطاح في 22 مارس الرئيس امادو توماني توري، سيطر المتمردون الطوارق ومجموعات اسلامية في نهاية الاسبوع على المدن الثلاث الكبرى في شمال البلاد كيدال وغاو وتمبكتو، ما أدى عمليا الى تقسيم مالي الى قسمين. وتغلب فيما بعد اسلاميو انصار الدين بقيادة الطرقي اياد آغ غالي وعناصر من القاعدة في المغرب الاسلامي على الفصيل العلماني والاستقلالي من المتمردين الطوارق المتمثل في حركة تحرير ازواد، وسيطروا على تمبكتو. وأشير الثلاثاء إلى وجود ثلاثة من كبار قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في تمبكتو بينهم الجزائري مختار بلمختار المقاتل الاسلامي المعروف الملقب ب “الأعور” بعد أن فقد عينه في القتال في أفغانستان في التسعينات، أو “مستر مارلبورو” لضلوعه في تهريب السجائر. أ ف ب | باماكو