تتواصل تداعيات كشف أجهزة الأمن في لبنان عن شبكة تصنيع مخدرات يرأسها رجل الدين هشام الموسوي ويعاونه شقيقه جهاد، علماً أنهما شقيقا النائب عن حزب الله حسين الموسوي. وتؤكد المعلومات الواردة في هذا الخصوص والمتداولة في البقاع أن شقيقي النائب الموسوي مازالا حتى الآن في بلدة النبي شيت البقاعية ولم يغادراها إلى خارج لبنان كما أشيع. فيما علمت «الشرق» أن وفداً من حزب الله زار البلدة محاولاً إقناعهما بالمثول أمام السلطات، إلا أنهما رفضا ذلك. ورغم أن النائب الموسوي لم يعترض على قرار الحزب بتحويل الملف إلى الأجهزة القضائية والأمنية الرسمية، إلا أنه اشترط عدم المسّ بشقيقيه والاستماع إلى إفادتيهما بصفتهما شاهدين في القضية فحسب، لا متورطين. وإزاء تمسّك النائب الموسوي بموقفه الرافض لرفع الغطاء عن شقيقيه، أبلغ مسؤولون في الحزب الأجهزة الأمنية أن التنظيم ليس معنياً بالقضية ولا يوفّر غطاءً سياسياً لأحد، وأكّدوا أن الملف ينبغي أن يسلك مساره الأمني والقضائي، مشيرين إلى أنه ليس بمقدورهم توقيف المتهمين بالقوة. وفي هذا السياق، يكشف متابعون لأوضاع الحزب أن قيادة التنظيم متخوّفة من خسارة أصوات عشيرة الموسوي انتخابياً لو صعّدت اللهجة مع النائب المذكور، فآل الموسوي من أكبر العشائر الشيعية التي تصب أصواتها لمصلحة الحزب، وإن كان قلة منهم مناوئين سياسياً له، إضافة إلى ذلك، فإن النائب الموسوي هو الشخصية النافذة في العشيرة باعتباره كبيرها. وفي سياق مواز، دهمت الأجهزة الأمنية منزلاً في بريتال البقاعية وعثرت بداخله على آلات لتصنيع الحبوب المخدرة، إضافة إلى أسلحة وعدد من السيارات المسروقة ذات الطراز الحديث. يذكر أن الشقيقين الموسوي فرا من وجه العدالة منذ قرابة شهر، علماً أنهما كانا يرأسان عصابة لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة ثم ترويجها بين لبنان والسعودية، وتمكنت القوى الأمنية من توقيف أبرز الضالعين في هذه الشبكة وهما شيخ وأستاذ كيمياء، فضلاً عن عدد من الأشخاص ثبت أنهم متورّطين في هذه العصابة. وكانت “الشرق” أشارت في عددها رقم 136 الصادر يوم الأربعاء الماضي الموافق 18 إبريل الجاري، في الصفحة رقم 14، إلى القبض على شبكة تهريب حبوب الكبتاغون الى المملكة وتفاصيل التحقيق مع أفرادها، كما كشفت عن تزعم رجلي دين على صلة بحزب الله للشبكة.