أثبتت دراسة "هيدرولوجية" حاجة مدينة تبوك إلى 10 سنوات من العمل المتواصل، وإلى أكثر من 3000 مليون ريال، للقضاء على خطر السيول، وذلك نظرًا لكون مدينة تبوك تقع في طريق ستة أودية رئيسية تمر من داخلها بطول (92 كم)، إضافةً إلى (905) نقاط لتجمعات مياه الأمطار. وأوضح مديرُ الإدارة العامة للمشاريع بتبوك المهندس عبد الرحمن بن إبراهيم الماضي، الثلاثاء (6 يناير 2015)، أن الأمانة تبذل قُصارى جهدها في حماية المدينة من خطر السيول والتجمعات المائية التي تخلفها الأمطار في الشوارع والأحياء. مبينًا أن الأمانة تعمل منذ ثلاث سنوات مضت على تنفيذ العديد من المشروعات وفق جدول زمني واعتماد مالي سيُفضي إلى الانتهاء من البنى التحتية التي ستجعل مدينة تبوك في منأى دائم عن خطر السيول وما تخلفه الأمطار، ومثالا يحتذى به في معالجة أضرارها المادية والبشرية. وتحدث الماضي في جولة ميدانية عن سير أعمال المشروعات، موضحًا أن مدينة تبوك عانت من عدم وجود بنية تحتية لتصريف المياه ودرء أخطار السيول إلى فترة قريبة؛ حيث إن كافة الأعمال المنفذة فيها سابقا، كانت عبارة عن إجراءات احترازية عالجت نقاط محدودة لا تكاد تذكر. وقال: إن العمل يجري وفق ما هو مخطط له منذ ثلاث سنوات مضت، وبنسب إنجاز عالية في معظم المشروعات المعتمدة، رغم ما يعترض الأمانة من معوقات تأتي المدة الزمنية لتنفيذ المشروع الواحد على رأسها، وغالبًا ما تتراوح نسب إنجازه من سنتين إلى ثلاث سنوات. وقال المهندس الماضي: اعتمدت وزارة المالية بالاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية صرف مبلغ يفوق (534) مليون ريال للدرء والتصريف في مدينة تبوك، بما نسبته 35% من إجمالي المبالغ المطلوبة لكافة المشاريع، كجزء من خطتين خمسيتين، ووفق هذه الإمكانيات المالية، قامت أمانة المنطقة بتقسيم الاعتماد المرحلي إلى جزأين كان لمشاريع الدرء منها نصيب ال(195) مليون ريال، و(338) مليون ريال لمشاريع الصرف والمتمثلة في تهيئة البنى التحتية، وإنشاء شبكات صرف لمياه الأمطار، بطول (44 كم)، ومعالجة (14) نقطة تجمع رئيسية، و(429) نقطة متوسطة وصغيرة لتجمع المياه، وقد تم الانتهاء من بعض المشاريع، والبعض الآخر لا يزال تحت التنفيذ، وفق ما هو مخطط له والمتوقع الانتهاء منه خلال السنتين المقبلتين. وفيما يخص مشاريع درء أخطار السيول، أوضح مديرُ الإدارة العامة للمشاريع بأمانة المنطقة أن الأمانة أعطت الأولوية للبدء في هذه المشاريع، نظرا لما تشكله من خطورة، وأهمية تصريف المياه من داخل المدينة إليها كنقطة التقاء، فمدينة تبوك تمر بها (6) أودية على رأسها وادي البقار ووادي ضبعان وأبو نشيفة والإثيلي ووادي خور رايس والصفا والشفا، وقد تم البدء بأعمال المشاريع المتمثلة في فتح الأودية، وعمل أكتاف ترابية وتكيسات خراسانية لها، منذ الاعتماد الأول لميزانية العام 1433ه، حيث تم الانتهاء من فتح مجاري الأودية بطول (47 كم) وتنفيذ أكتاف ترابية للأودية بطول (54 كم) ويجري العمل الآن على الانتهاء من تنفيذ تكيسات خراسانية بطول (40 كم). وقال الماضي: "نأمل من أهالي مدينة تبوك تفهم طبيعة عمل مثل هذه المشاريع الحيوية التي يتم تنفيذها لخدمتهم، وأنها تسير وفق مدة زمنية لا يمكن للأمانة التحكم بها، إذ إن كل مشروع يتم اعتماده بحاجة لأكثر من 8 أشهر لترسيته، ومن ثم مدة زمنية لتنفيذه قد تصل إلى ثلاثة أعوام ليستفاد منه.