أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن ترحيبها بالمصالحة القطرية المصرية، نافية -في الوقت ذاته- وجود ضغوط قطرية عليها بعد تلك المصالحة. بينما اعتبر محللون أن المصالحة ربما تفضي إلى قطع في العلاقات بين حماس وقطر، وتقربها من طهران، بينما رأى آخرون أن هذه المصالحة قد تكلل بآثار إيجابية تنعكس على حركة "حماس"، التي تعاني من عزلة سياسية في المنطقة، بحسب وكالة "الأناضول" التركية. يأتي ذلك بينما ألقت المصالحة بظلالها على الجانب الصهيوني الذي –بحسب وسائل إعلام محلية– بدأ بدراسة التداعيات المتوقعة للتقارب المصري القطري على الساحة الفلسطينية خصوصًا في ما يتعلق بتأثير ذلك على سلوك حركة "حماس" وتحديدًا كتائب القسام. ونفى "الزهار" -في الوقت ذاته- وجود ضغوط قطرية على حركته، أو وقف الدعم عنها بهدف تغيير سياستها تجاه مصر، متابعا: "علاقتنا مع مصر، جيدة، ونحن لا نقوم بأي تحريض تجاه مصر، ولا نتدخل في الشأن الداخلي المصري". الخليج أولًا واعتبر "هاني البسوس" -أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية- أن المصالحة ستفضي إلى آثار سلبية أكثر منها إيجابية على حركة حماس"، متوقعًا إمكانية تخلي قطر عن علاقتها القوية والداعمة لحماس، لتعميق المصالحة مع مصر وبقية دول الخليج، التي تأتي في المقام الأول من الأجندة القطرية حاليًا، بينما تتراجع "حماس" للمرتبة الثانية. وبحسب "البسوس"، "ستكون الاحتمالات الإيجابية -الناتجة عن هذا الاتفاق، في تحسن العلاقة بين مصر وحماس- ضعيفة.. فليس من السهل أن تتحسن العلاقات بين الطرفين بين عشية وضحاها، إلا إذا اتخذت "حماس" مواقف قوية، كأن تعلن انفصالها عن جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما يستحيل أن تنفذه الحركة". على الجانب الآخر رأى المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، "مخيمر أبوسعدة"، أن "المصالحة القطرية المصرية تحمل في طياتها عديد من الآثار الإيجابية لحماس وقطاع غزة". وأضاف "أبوسعدة": «ربما نشهد تحسنًا ملحوظًا في العلاقات المتوترة بين "حماس" ومصر، وأن تُقْدم الأخيرة على فتح معبر رفح البري شبه المغلق بشكل دائم، أمام حركة المسافرين، وتخفف من معاناة 1.9 مليون مواطن يقطنون القطاع". بحسب وكالة الأناضول التركية». إيران من جهته يري "طلال عوكل" -المحلل السياسي، والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية، الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية- أن المصالحة اضطرت الحركة إلى اللجوء إلى إيران، في إشارة إلى زيارة بعض قيادات حماس مؤخرًا للعاصمة الإيرانيةطهران، والسعي إلى إعادة تفعيل العلاقة بين لطرفين. ولفت إلى أن «ذلك لا يروق لدول الخليج، التي ربما ستوافقها قطر على الرأي ذاته، وبالتالي هذا قد يرجح توتر العلاقات بين قطر ومصر وبين "حماس"». إسرائيل كرس عدد من كبار المعلقين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في الإعلام الإسرائيلي، مؤخراً جهودهم لرسم انعكاس المصالحة المصرية القطرية على إسرائيل وتأثيرها المباشر على قطاع غزة وعلى حركة حماس عمومًا، وعلى كتائب القسام تحديدًا. وكشف موقع "والا" الإخباري، أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" -التابعة لجيش الاحتلال- وجهات إسرائيلية أخرى متخصصة بالتقديرات الاستراتيجية، تدرس حاليًا التداعيات المتوقعة للتقارب المصري القطري على الساحة الفلسطينية، خصوصًا في ما يتعلق بتأثير ذلك على سلوك حركة حماس، وتحديدًا كتائب القسام. وتسود مخاوف لدى الاستخبارات الإسرائيلية، وتشير إلى أن التقارب المصري القطري قد يؤدي على المدى البعيد إلى تعميق العلاقة والتعاون بين إيران وكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- وهذا قد يؤدي بحسب التقديرات الإسرائيلية إلى تفجر الأوضاع مجددًا. ووصف ضابط يشغل منصبًا رفيعًا بهيئة الأركان بجيش الاحتلال، التقارب المصري القطري بالتحول الاستراتيجي الكبير الذي يتطلب تحديد تداعياته وقتًا ليس قليلًا، ولكنه توقع أن يؤدي هذا التقارب إلى تغيير البيئة الإقليمية المحاذية الإسرائيلية. ولفت الموقع العبري إلى أن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية، تتوقع أن يؤدي التقارب القطري المصري إلى رفع وتيرة العمل بمشاريع إعمار قطاع غزة، وهذا قد يؤدي إلى إحلال الهدوء في الجبهة الجنوبية على حد تعبيره.