حاولت صحيفة "لو بوان" الفرنسية تسليط الضوء على ظاهرة انضمام أكثر من ألف فرنسي من الجنسين من أصل 25 ألف مقاتل بصفوف الدولة الإسلامية التي وصفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها "السرطان" بحق. فيما نشر موقع بريتبارت الإخباري، دراسة تقول إن العشرات من الشبان والشابات الذين يتعرضون للسخرية والمضايقة بسبب لون بشرتهم وشعرهم؛ انتقلوا إلى الإسلام الراديكالي كرد فعل؛ ما يجعلهم أكثر عرضةً للانضمام إلى الجهاد في سوريا والعراق. ونقلت الصحيفة الفرنسية في تقريرها المطول، عن الباحث والمستشار في قضايا الإسلاميين "رومان كاييه"، قوله: "إن الجهاديين الفرنسيين الذين ينضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية نوعان: الأول هم الجهاديون المتشددون "النمط الكلاسيكي" الذين شاركوا بالفعل في عدة بقاع في العالم (البلقان والشيشان وأفغانستان) في أواخر القرن العشرين، وهم مراقبون من قبل المخابرات الفرنسية". وأضاف: "هؤلاء الإسلاميون لم يقوموا بعمليات إرهابية في فرنسا، لكنهم استغلوا عسكرة الصراع السوري لمواصلة (نضالهم في أرض الإسلام). تحركهم يتمثل في الكفاح المسلح ضد الغرب، وهم لا يسيطرون على أماكن العبادة في فرنسا، ويجتمعون في أماكن مختلفة مثل المساجد والمطاعم وعلى الإنترنت". إلا أن هذا النوع الأول لا يمثل الأغلبية؛ فمع الصراع المسلح في سوريا ظهر نوع ثانٍ من الجهاديين الشباب يطلق عليه "الذئاب المنفردة"، وأكثرهم شهرة هو مهدي نموش، حسب كاييه. ويرى أن الغالبية من هذا النوع من الجهاديين الفرنسيين هم من الشباب عديمي الخبرة، الذين تبنوا الفكر المتطرف منذ فترة قصيرة، ويصعب على المخابرات تحديدهم على الفور. وبعض هؤلاء الشباب تم تلقينهم الفكر المتطرف والمتعصب أثناء قضائهم فترة بالسجن بسبب قيامهم بأعمال جانحة. الحالة النفسية ويبيِّن وسيم نصر -وهو صحفي متخصص بالجماعات الجهادية- لقناة "فرنس 24"، أن "الحالة النفسية للشباب بعد خروجهم من السجون تجعل من السهل التأثير فيهم من قبل مجموعة من السجناء ممن يقومون بحمايتهم ومن ثم يقنعونهم بأن الجهاد هو طريق الخلاص". والظاهرة الجديدة تتمثل في أن عددًا متزايدًا من الجهاديين يلتحقون بأماكن النزاع صحبة عائلاته، فكشفت النيابة العامة أن أبوين غادرا فرنسا في شهر أغسطس في اتجاه سوريا برفقة أطفالهما الأربعة. وهذه الحالة ليست معزولة؛ فهذا "الجهاد الأسري" -كما يصفه وسيم نصر- هدفه ليس القتال بل "بناء دولة"، مضيفًا: "إحضار الأطفال يعني أنك تأتي إلى سوريا للبقاء فيها وتبني فيها أجيال المستقبل"، حسب الصحيفة الفرنسية. رحيل الفتيات وهناك ظاهرة أخرى تتمثل في رحيل الفتيات إلى سوريا من أجل الزواج بالمقاتلين وبناء عائلات هناك. وهذا الدافع الأيديولوجي لا تشوبه شائبة بغض النظر عن المخاطر المرتبطة بالحرب. وذكرت الصحيفة أن التراخي الغربي أمام المجازر التي ارتكبها بشار الأسد ضد شعبه؛ شجع الشباب الفرنسي على الذهاب إلى سوريا، بدعوى أن هذه الحرب من أجل "الحق"، كما يراها الجهاديون، خاصةً مع الدعوة المستمرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى إسقاط "الدكتاتور السوري". ويشير وسيم نصر إلى أن "الغالبية العظمى ممن ذهبوا إلى سوريا كانوا مقتنعين بأنهم ذهبوا لحماية النساء والأطفال، لكنهم وبعد عودتهم إلى فرنسا يتم اعتقالهم بتهمة الإرهاب". البشرة الصهباء وفي السياق ذاته، نشر موقع "بريتبارت" الإخباري، دراسة تقول إن العشرات من الشبان والشابات الذين يتعرضون للسخرية والمضايقة بسبب لون بشرتهم وشعرهم؛ انتقلوا إلى الإسلام الراديكالي كرد فعل؛ ما يجعلهم أكثر عرضةً للانضمام إلى الجهاد في سوريا والعراق. وتقدم الدراسة نقاطًا مشتركة بين ذوي البشرة الصهباء وبين ما وصفته بالتطرف الإسلامي، فتقول إن الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية هي الأكثر جذبًا من بين الأيديولوجيات المتطرفة المتنافسة المتاحة لذوي البشرة الصهباء في العشرينيات من العمر. وعلى الرغم من أن الدراسة لا تستند إلى استطلاعات أو إحصائيات رسمية، فإنها ترصد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الإسلاميين المتطرفين من ذوي البشرة الصهباء. 76% من البريطانيين وتستند نظرية الدراسة إلى عينة من المقالات الصحفية التي ترصد أعداد المقاتلين الأجانب الذين تحولوا إلى الإسلام الراديكالي بين ( 5 أغسطس 2013) و( 4 أغسطس 2014). وبناءً على هذه المقالات، زعم موقع بريتبارت أن 76% من البريطانيين الذين انجذبوا إلى التطرف الإسلامي كانوا من ذوي البشرة الصهباء، فيما قالت صحيفة "جارديان" إن معدل الراديكاليين البريطانيين من ذوي الشعر الأحمر وصل إلى 100%.