يبدو أن ملامح التحالف العالمي لمكافحة الإرهاب الذي دعت إليه واشنطن بدأت في التشكل مع بداية انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"؛ حيث توالت تصريحات من الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا والإمارات وأمانة حلف الناتو نفسها حول القيام بعمل عسكري ضد تنظيم "داعش". وقال الأمين العام لحلف "الناتو"، أندرس فو راسموسن، في مقر قمة الحلف التي تنعقد في ويلز ببريطانيا اليوم الخميس (4 سبتمبر 2014) إنه واثق من أن دول الحلف ستفكر بجدية في أي طلب للمساعدة تتقدم به حكومة العراق للتصدي لتنظيم "داعش". من ناحيته قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الخميس، إن بريطانيا تدرس مد القوات الكردية في العراق بالسلاح والتدريب لمساعدتها في التصدي لمقاتلي "داعش"، وفق ما نشرته "رويترز". وحتى الآن نفذت بريطانيا عمليات إسقاط جوي لمساعدات إنسانية للمتضررين من القتال بين "داعش" والقوات الكردية في شمال العراق، بالإضافة لعمليات مراقبة وتسليم إمدادات عسكرية للقوات الكردية المتحالفة مع حكومة بغداد المركزية. ووافقت دول أوروبية بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالفعل على إرسال كمية من الأسلحة الخفيفة للقوات الكردية كي تستخدمها في مواجهة مقاتلي "داعش" الذين اجتاحوا شمال العراق. وقال كاميرون لقناة "آي.تي.في" التلفزيونية: "نحن على استعداد لبذل المزيد، وندرس بجد إن كنا سنقدم لهم السلاح بأنفسنا أو سنقوم بتدريب الميليشيا الكردية بشكل مباشر.. نلعب بالفعل دورا هناك لكن بإمكاننا فعل المزيد". وأثار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الأربعاء، إمكانية القيام بعمل عسكري في مواجهة "داعش"؛ حيث قال مكتبه في بيان بعد أن التقى كبار مستشاريه العسكريين: "شدد رئيس الدولة على أهمية الرد السياسي والإنساني -وإذا لزم الأمر- الرد العسكري الذي يحترم القانون الدولي. من ناحيته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأربعاء، في مؤتمر صحفي: إن بلاده تعتزم قتال "داعش" إلى أن تتلاشى قوتها في الشرق الأوسط، وإنها ستسعى لتنفيذ العدالة فيما يتعلق بقتل الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي يعد ثاني صحفي أمريكي يموت ذبحًا على يد "داعش". غير أنه أشار إلى أن القضاء على التنظيم سيستغرق وقتا؛ نظرا لفراغ السلطة في سوريا، وكثرة عدد المقاتلين المتمرسين في القتال الذين خرجوا من عباءة تنظيم القاعدة خلال حرب العراق، فضلا عن الحاجة إلى بناء تحالفات تشمل المجتمعات السنية المحلية. وعربيًا، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى بذل جهود "موحدة" لاستئصال شأفة التطرف في بؤر الصراع في المناطق الاقليمية وبينها العراقوسوريا واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان. وفي بيان صدر مساء الأربعاء عشية قمة "الناتو" التي تحضرها الإمارات كمراقب، قالت وزارة الخارجية إن الإمارات تريد التعاون والتنسيق ضد ما وصفته بآفة الإرهاب على المستوى التسليحي والفكري في كل العالم، ولاسيما في العراقوسوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال مطلع الشهر الجاري إنه والمسئولين الأوروبيين سيبحثون في قمة "الناتو" حشد أكبر تعاون ممكن وتشكيل تحالف دولي لمواجهة إرهاب "داعش".