أثار الفيديو الذي عُرض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ويُظهر أحد أعضاء التنظيم يهدد صحافيًا أمريكيًا بالذبح، الكثير من علامات الاستفهام والريبة والشك، في ظل حالة السكون التي ظهر عليها الصحافي المهدد بالذبح أثناء تمرير السكينة على رقبته. وأبدى المئات استغرابَهم في مواقع التواصل بالإنترنت، ليلة أمس حتى فجر اليوم الأربعاء، من لقطات "غير طبيعية" في الفيديو الذي ظهر فيه الملثم "الداعشي" وهو يمرر سكينه يمينًا ويسارًا على رقبة الصحافي الأميركي، ستيفن سوتلوف، من دون أن نرى "المذبوح" يحرك جسمه أو يتلوى كردة فعل على شعوره بالألم على الأقل، رغم تمرير السكين على الرقبة بين 8 و9 مرات، فيما "الذبيح" لا يحرك ساكنًا. ولم يظهر في الفيديو أي آثار للخوف أو الارتباك على الصحافي الذي ظهر ساكن الوجه بلا تعابير وملامح تدل على خوفه أيضًا، ما يثير الكثير من الشكوك حول صحة التسجيل، فقد بدا وجه الصحافي صحيًا ومرتاح السمات وهو يتحدث قبل "ذبحه" المزعوم، فيما خلا الموقع الصحراوي من أي "داعشي" آخر ليهتف مع الناحر "الله أكبر"، كما يفعل "الدواعشة" عادة بعد تصفية أي مستهدف بالذبح أو سواه. وأهم ما يثير الشكوك بهذا الفيديو هو اللقطة الأخيرة، حيث الجثة مرمية على الظهر وفوقها "الرأس" المقطوع، فقد بدا الوجه ملطخًا بالدم أكثر مما ينبغي، ربما عمدًا لتغطية نقطة ضعف رئيسة في المشهد، وهي أن الوجه الذي يبدو كقناع من الشمع لا يشبه وجه الصحافي الأميركي إلى حد بعيد. كما بدت على اللباس البرتقالي للذبيح بقعة دماء لطخت قسمًا كبيرًا منه، ولكن في منطقة الصدر فقط وعند الكتف الأيسر حيث نزف الدم على الرمال، لكننا لا نرى أثرًا لأي دم تسرب من الرقبة إلى القسم الأسفل من ثياب الصحافي. وبعد أقل من 24 ساعة من ظهور فيديو الذبح, أعلن البيت الأبيض صحة الفيديو الذي يُظهر إعدام الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف على أيدي عناصر من تنظيم "داعش". وأوضحت كاتلين هايدن، الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، أن "الاستخبارات الأميركية حللت الفيديو الذي بُثَّ في الآونة الأخيرة ويُظهر المواطن الأميركي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته". وتبنى مقاتلو تنظيم داعش المتطرف في شريط فيديو، بُثَّ الثلاثاء على الإنترنت، قطع رأس رهينة أميركي ثان هو ستيفن سوتلوف، مهددين بقتل رهينة بريطاني، بحسب ما نقل المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية "سايت". وفي الشريط يدين المسلح الملثم الهجمات الأميركية على داعش، لاسيما في العراق وتحديدًا في الموصل، ويقطع عنق سوتلوف بكل برودة أعصاب. ويقول المسلح: "لقد عُدت يا أوباما. لقد عُدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة" تجاه داعش، في إشارة إلى فيديو سابق يظهر فيه ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي. ويُظهر الفيديو، الذي حمل عنوان "رسالة ثانية إلى أميركا"، الصحافي ستيفن سوتلوف (31 عامًا) راكعًا على ركبتيه، مرتديًا قميصًا برتقاليًا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينًا، رُجِّح أن يكون نفسه الذي أعدم جيمس فولي في فيديو سابق. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إنه لم يكن على علم بهذا الشريط قبل بدء مؤتمره الصحافي المعتاد، إلا أنه أعرب عن تعاطف الإدارة الأميركية مع عائلة سوتلوف. وفي أول تعليق له على شريط قتل سوتلوف، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه "يثير الاشمئزاز"، علمًا أنه تضمن أيضًا تهديدًا بقتل رهينة بريطاني. يُذكر أن سوتلوف اعتُبر مفقودًا منذ 12 شهرًا بعدما خُطف في الرابع من أغسطس 2013 في حلب بشمال سوريا قرب الحدود التركية، وكان يغطي الأحداث في العالم الإسلامي منذ أعوام عدة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: علامات استفهام تحيط بفيديو ذبح الصحفي الأمريكي.. والبيت الأبيض يؤكد صحته