أكدت مصادر أن السلطات السودانية قامت بطرد قيادات في جماعات إسلامية مصرية بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للخرطوم الشهر الماضي ولقائه الرئيس عمر البشير. وقالت المصادر وثيقة الصلة بالجماعات الإسلامية "رفاعي طه ومحمد الإسلامبولي وأكثر من 10 من قيادات الجماعات المصرية تركوا السودان، إلى وجهات أخرى"، رفضت تلك المصادر تحديدها، وفقا لما ذكرته جريدة (الحياة)، الأحد (20 يوليو 2014). وأضافت المصادر "رفاعي طه والإسلامبولي وغيرهما، غادروا مصر إلى السودان بطريق غير شرعية بعد عزل مرسي، وظلوا متوارين عن أعين الأمن السوداني، لكن بعد فترة كُشف النقاب عن وجودهم، وباتوا يقيمون في السودان بعلم السلطات فيها". وتابعت "قيادات الجماعات الإسلامية المصرية (تلقت إشارات) من السلطات السودانية، دفعتها إلى الفرار من الأراضي السودانية"، لكنها لم تشأ كشف طبيعة تلك (الإشارات)، ولا وجهة السفر الجديدة. وأوضحت أنه بعد زيارة السيسي كان التضييق متوقعاً، لكنه أتى بسرعة غير متوقعة، قائلة "هم غادروا بعد زيارة السيسي بأيام ونعتقد أن بعض الضغوط مورست على السودان أو أرادت الحكومة تقديم بادرة حسن نية للسيسي، النتيجة أن بعض التصرفات حدثت وسببت حرجاً للإخوة، ما اضطرهم إلى المغادرة، ولم نشأ تكرار تجربة مصطفى حمزة في التسعينيات، كان موجوداً في السودان ومورست ضغوط على الخرطوم فتم القبض عليه وتسليمه إلى القاهرة، من دون ذكر تفاصيل، استشعرنا بأن هذه التجربة يُمكن بل كادت تتكرر". وقد فر عشرات من قيادات الصفين الأول والثاني ل(الجماعة الإسلامية) وجماعة (الجهاد) إلى الخارج بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في (3 يوليو 2013)، وأوقفت السلطات المصرية آخرين، أبرزهم مصطفى حمزة رئيس الجناح العسكري ل(الجماعة الإسلامية) ومحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري وتوزعت وجهة الفارين إلى دول عدة، أهمها قطروتركيا والسودان، ودول أوروبية، اتخذت كمحطة انتظار للسفر غالباً إلى الدوحة أو أنقرة. وزار السيسي السودان بعد مشاركته في القمة الأفريقية في غينيا أواخر شهر يونيو الماضي، وتلقى البشير قبل يومين دعوة من الرئيس المصري لزيارة القاهرة. وألقي القبض على قيادات في الجماعة الإسلامية منهم عضو مجلس الشورى صفوت عبدالغني، قبل أيام من قبل قوات الجيش لدى محاولتهم الفرار إلى السودان، متسللين عبر الدروب الصحراوية على الحدود، ما أوحى بأن السودان ما زال وجهة آمنة لقيادات الجماعات الإسلامية المُطاردين في مصر. واعتبرت المصادر أن توجه صفوت عبدالغني ورفاقه إلى السودان كان بمثابة (ضيق أفق) مضيفة "هم انزعجوا بعد القبض على قيادات سياسية في (تحالف دعم الشرعية) -المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي- ومداهمة منازل آخرين، فكان تقديرهم أن الفرار إلى السودان ومنه إلى وجهة أخرى، أفضل من البقاء في مصر، كما أن تركياوقطر ما زالتا دولتين آمنتين، لا صحة لما يتردد عن أن الدوحة عدلت سياساتها فيما يخص استضافة قيادات الجماعات الإسلامية المصرية".