أكدت المملكة أن معاناة الشعب الفلسطيني هي أطول معاناة لا يزال شعب في هذا العالم يعيشها، وأطول احتلال يسجله التاريخ الحديث حتى الآن. وقال مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة فيصل بن حسن طراد، في كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان، الثلاثاء (24 يونيو 2014)، بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة: "إن معاناة شعبنا الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من ستين عامًا مع الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية وانتهاكات حقوق الإنسان، لا تزال مستمرة". وأضاف طراد: "نتحدث اليوم عن أطول معاناة لا يزال شعب في هذا العالم يعيشها، وأطول احتلال يسجله التاريخ الحديث حتى الآن؛ فمعاناة شعبنا الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من ستين عامًا مع الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية وانتهاكات حقوق الإنسان، لا تزال مستمرة". وتابع: "ومع الأسف، لم تكن تلك المعاناة كافية لإقناع الاتحاد الأوروبي وعدد آخر من الدول الغربية بأهمية البند السابع الذي يُعنى بهذه القضية المهمة". وأعرب طراد عن الاستنكار الشديد لقرار الاتحاد الأوروبي وبعض الدول المؤيدة لإسرائيل، بالحديث عن حقوق الإنسان في فلسطينالمحتلة تحت البند الرابع في مجلس حقوق الإنسان؛ ما يعكس المحاولات المستمرة لتهميش وتحجيم البند السابع الخاص بالأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وما يمثله ذلك من دعوة مفتوحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستمرار في انتهاك القانون الدولي كأنها محصنة منه؛ الأمر الذي يؤكد -ومع كل أسف- ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. وأوضح: "في هذا الشأن فإننا نؤكد مرة أخرى أن البند السابع هو بند رئيس على جدول أعمال كل من الجمعية العامة والهيئات التابعة لها حتى زوال الاحتلال". وأشار إلى أن المملكة لن تقبل بأية حال من الأحوال تهميش هذا البند، وعلى الدول التي تحاول تهميش هذا البند الامتثال لواجباتها ومسؤوليتها حسب القوانين الدولية لإنهاء الاحتلال ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب وازدواجية المعايير. وبيَّن أن "وفد المملكة يذكِّر المجتمع الدولي مجددًا بأن تخاذله في إلزام دولة الاحتلال إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية يعني إعطاء الضوء الأخضر لها للاستمرار في بطشها وغيها؛ لكونها أصبحت محصنة من القانون الدولي، وهذا أمر ترفضه بلادي وكل الدول المحبة للسلام والعدل". وأعلن أن المملكة تدين وتشجب استمرار إسرائيل في الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان الفلسطيني ومواصلة حملة القتل والاعتقالات والاعتداءات وممارسة جميع أنواع القمع والتنكيل والبطش ضد سكان الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، إضافةً إلى ما تتعرض له مدينة القدس من حملة عدوانية واستيطانية تنتهك حرمة المقدسات الإسلامية بتدنيسها من قبل سلطات الاحتلال ومحاولة تغيير معالمها. وشدد على أن استمرار سياسات إسرائيل يعد انتهاكًا واضحًا لقرارات الأممالمتحدة، وتحديًا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي، كما أنه يضع العراقيل أمام طريق استئناف المفاوضات وتحقيق السلام في المنطقة. وأضاف: "كما تدين المملكة وتستنكر استمرار وتسارع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، واستمرار العلميات العسكرية في غزة وتكثيف الأعمال غير القانونية في الضفة الغربية واستمرار الأعمال الاستفزازية ضد الفلسطينيين وأراضيهم وأماكنهم المقدسة، وتنفيذ إجراءات أحادية الجانب، وخلق وقائع جديدة على الأرض اتباعًا لسياسة فرض الآمر الواقع". وجدد مطالبة المملكة ببذل أقصى الجهود لوقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية كافة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما قراري مجلس الأمن رقمي 465 و497 اللذين يؤكدان عدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة، والعمل على إزالة الجدار الفاصل ووقف كل إجراءات التهويد الإسرائيلية في القدس. كما طالب بضرورة إنهاء الحصار الاقتصادي وتعويض سكان الأراضي المحتلة عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم من جراء هذا الحصار، ورفع الحواجز العسكرية بين مدن الضفة الغربية، "كما نطالب برفع الحصار الجائر عن قطاع غزة". واختتم مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان بتهنئة الشعب الفلسطيني بالمصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وقدم تحية تقدير وإكبار إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رجل السلام على جهوده وحرصه على إنهاء معاناة شعبه الفلسطيني الشقيق وإقامة دولة فلسطين القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.