رعى الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، اليوم الأربعاء، انطلاق فعاليات المهرجان الوطني السنوي ال29 للتراث والثقافة بالجنادرية، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وتشارك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في فعاليات الدورة ال29 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، اعتبارًا من اليوم الأربعاء وحتى 22 جمادى الأولى 1435ه . تاريخ أمة وأبدى وكيل الوزارة، المساعد المشرف على الجناح، سلمان بن محمد العُمري، سعادته باستمرار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في مشاركتها في المهرجان على مدار دوراته الماضية، منوهًا بأن المهرجان يحكي تاريخ وقصة كفاح أمة على مدار أكثر من قرن من الزمان يُعرِّف بماضيها وتاريخها القديم، ويُسلط الضوء على حاضرها وما وصلت إليه من تقدم ورقي وتطور في ظل قيادات رشيدة متتابعة حرصت على تنمية المملكة، وازدهارها مع المحافظة على دينها، وقيمها، وأصالتها وعراقتها . وأضاف العُمري، أن المهرجان يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الداعم لهذا المهرجان منذ دورته الأولى على المحافظة على تراث المملكة وجمعه، والتعريف به، وبيان عراقة المملكة حضاريًا، وثقافيًا، وعلميًا، من خلال مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث، مؤكدا أنه نجح في ذلك نجاحًا باهرًا. وأشار إلى التطور الذي شهده المهرجان على دوراته المتتالية في الجوانب الفكرية والثقافية، ومشاركة مفكرين، وعلماء، وكتاب، وأدباء، من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، ليصبح المهرجان مهرجانًا عالميًا، يُدعى إليه المفكرون، والأدباء، والعلماء، والكتاب، والباحثون، في جميع التخصصات، من جميع أنحاء العالم، فأصبح بذلك من المهرجانات الثقافية العالمية التي يترقبها المهتمون والمتخصصون في الشؤون الثقافية والتراثية والتاريخية من جميع أنحاء العالم . ويحتوي جناح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المهرجان على العديد من الأركان والأقسام، منها ركن الصور والمجسمات، وركن يتضمن عرضًا لعدد من النماذج الخاصة بمشروعات المساجد والجوامع والمراكز الإسلامية داخل المملكة وخارجها، وكذلك نماذج وصور عن مشروعات الأوقاف الاستثمارية، وعرض بعض المجسمات والصور لمشروعات الوزارة المتعددة التي تم تنفيذها، وعرضًا لبعض المخطوطات القديمة. كما يتضمن الجناح ركنًا خاصًا بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتم فيه عرض مختلف الأحجام من نسخ القرآن الكريم التي تمت طباعتها في المجمع، وترجمات لمعاني القرآن الكريم بعدة لغات مع عرض صور تعبِّر عن مراحل طباعة المصحف الشريف التي توضح الجهود المبذولة لإخراج المصحف الشريف بأحسن صورة . عناية بالتراث ولفت مدير عام التربية والتعليم بمنطقة جازان، محمد بن مهدي الحارثي، إلى الأهمية التي يحتلها المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وأضاف الحارثى، أن المهرجان رسم على مدى مسيرته الطويلة الصورة الحقيقية للعناية بالتراث والأصالة وتعهدها وفق رؤية حضارية تتيح للأجيال معرفة ما تحتفظ به بلادنا المباركة من تاريخ عريق وتراث خالد في مختلف الفنون والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد الأصيلة التي شكلت خلال حقبة من الزمن رسالة ثقافية، امتد تأثيرها وأثرها ليصل إلينا ويبقى عبر مهرجان الجنادرية الذي يتألق عامًا بعد عام. وأشار إلى دور الجنادرية الكبير في ربط الأجيال بماضي الآباء والأجداد ومعرفة الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت لتوحيد الوطن ورفع رايته الخضراء الخفاقة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. معرضان ل "فيصل الطبية" أما مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، فتشارك بمعرضين في "الجنادرية 29" ويوم المهنة الذي تنظمه جامعة الملك خالد. وأوضح المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمدينة، محمد آل دوسري، أن المعرضين سيضمان معلومات ومطويات وصورا تعريفية عن المشروع وعن مراحله، بالإضافة إلى التعريف ببرنامج "واعد" للابتعاث والتدريب. وذكر أن المشاركة في "الجنادرية" ستكون بمعرض مصاحب لجناح منطقة عسير للمرة الثانية على التوالي، تلبية لتوجيهات الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، لافتًا النظر إلى أن "يوم المهنة" بجامعة الملك خالد سيشهد محاضرة للمدير العام التنفيذي للمدينة الدكتور أحمد بن محمد النعمي السبت المقبل، بعنوان (المدن الطبية)، يعرف خلاها بالمدن الطبية في المملكة، وأنظمة التدريب والابتعاث والفرض والمميزات الوظيفية بها. هنا المغرب وفي السياق ذاته، التقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بمقر الهيئة، اليوم الأربعاء، وزير السياحة بالمملكة المغربية حسن حداد، الذي يقوم بزيارة للمملكة تلبية لدعوة من رئيس الهيئة لحضور الدورة ال29 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة. وجرى خلال اللقاء، بحث علاقات التعاون بين البلدين في مجالات السياحة والآثار والمتاحف والتراث العمراني، وتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال تطوير الاستثمارات السياحية وترويجها وتهيئة وتطوير السياحة البيئية والريفية والصحراوية. واطلع الوزير المغربي خلال اللقاء على عرض عن برامج ومشاريع الهيئة في مجالات السياحة والتراث الوطني. وقال الأمير سلطان: " نسعد بضيوف المملكة من مسؤولين وغيرهم، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده، حفظهما الله، يحملان للمغرب مكانة خاصة، ونحن في الحقيقة بدأنا في التعاون منذ بداية الهيئة، حيث كانت المغرب ومازالت هي الدولة الأولى التي قصدناها في التعلم من تجربتها في السياحة والمحافظة على التراث والترميم، والحرف والصناعات التقليدية". وأضاف أنه تم الاتفاق على التوسع في هذا التعاون بشكل كبير جدا، خاصة مع صدور قرارات مهمة من الدولة، أهمها مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري، الذي يتطلب خبرات كثيرة ودعما كبيرا لنقل خبرة مهمة في دولة متقدمة في هذا الجانب مثل المغرب، كما أننا سنتعاون في تعزيز الاستثمارات السياحية بين الدولتين، والمغرب تعتبر بيت خبرة سنعمل على الاستفادة منه بإذن الله. بدوره، أعرب الوزير المغربي، عن شكره وتقديره لسمو رئيس الهيئة على الدعوة وحسن الضيافة، معبرا عن سعادته بزيارة المملكة والالتقاء بسمو رئيس الهيئة. وأشاد بالتطور الذي تشهده المملكة في مجال السياحة والتراث الوطني. وقال: "تشرفت بلقاء سمو الأمير سلطان بن سلمان، وتبادلنا الكثير من الأفكار في كيفية تطوير قطاع الآثار، والمملكة تشهد تطورا كبيرا جدا في مجال السياحة والتراث، وهناك مشاريع مهمة جدا ومجهود كبير جدا يقوم به سمو الأمير سلطان، وهو مجهود مشرّف وغير غريب على الإخوة السعوديين". وتعد المغرب من الدول التي ترتبط بعلاقات تعاون مميزة في مجال السياحة والتراث مع المملكة، وكانت المغرب من الدول التي استفادت الهيئة منها في الإعداد للاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية وتنفيذها، وذلك من خلال الاستفادة من تجربتها في مجالات: (سياحة التراث والثقافة، وبرنامج السياحة والمجتمع، وبرنامج المشاركة بالوقت، وغيرها).