اهتمت وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية. وذكرت الوكالة أن نقاشًا حادًا في انتظار أوباما، وأن قضايا مثل انفتاح الولاياتالمتحدة على إيران، وغضها الطرف عما يجري في سوريا لن يمرا مرور الكرام، وسيكونان ضمن قائمة الموضوعات التي ستتم مناقشتها أثناء مقابلة الملك عبد الله. وورد بالتقرير الذي ترجمته "عاجل" أن إدارة أوباما تسببت في حالة من الإحباط وعدم الفهم خيَّمت على الرياض، وأثَّرت على علاقتها الاستراتيجية بالولاياتالمتحدة. وأوضح التقرير أن دبلوماسية أوباما النووية مع إيران، وتراجعه عن التدخل في سوريا العام الماضي، حيث تخوض المعارضة معارك عنيفة ضد نظام الرئيس، بشار الأسد، الذي يلقى دعمًا قويًا من إيران، من أهم الأمور التي أثارت غضب السعودية. جدير بالذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كانت هي الأولى في الإعلان عن زيارة مرتقبة لأوباما إلى السعودية خلال مارس المقبل، بناءً على مصادر عربية رسمية لم تسمها. وانتظر البيت الأبيض حتى يوم الاثنين، لتأكيد عزم أوباما التوقف في المحطة السعودية، وهي خطوة لم تكن متوقعة، ضمن جولة أعلن عنها في وقت سابق تشمل كلا من هولندا وبروكسل ومدينة الفاتيكان في مارس. ووفقًا لبيان البيت الأبيض، سيبحث الرئيس الأمريكي مع الملك عبدالله جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والمصالح المشتركة في منطقة الخليج، إضافة إلى عدد آخر من القضايا السياسية والأمنية. كانت السعودية قد أعربت عن قلقها إزاء الاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه طهران مع مجموعة الدول الكبرى (5+1). يُشار إلى أن تلك الزيارة تعد الثانية للرئيس الأمريكي للسعودية، حيث قام أوباما بزيارته الأولى إلى المملكة في عام 2009، ضمن جولة شملت عددًا من دول الشرق الأوسط. من جانبه، قال جاي كارني المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، "إن السعودية شريك قريب للولايات المتحدةالأمريكية والعلاقات الثنائية بيننا واسعة وعميقة و تشمل مجالات عدة". وستكون السعودية هي المحطة الرابعة للرئيس الأمريكي حيث من المقرر له أن يزور كلا من هولاندا وبلجيكا وإيطاليا، وستكون هذه هي الزيارة الثانية له للملكة حيث كانت آخر زيارة له عام 2009. وكان وزير الخارجية جون كاري قد زار المملكة الشهر الماضي تمهيدًا لزيارة أوباما. وأضاف كارني، بحسب "برس ترست الهندي"، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الخارجية: "يتطلع الرئيس إلى أن يبحث مع الملك عبد الله الروابط الوثيقة والاستراتيجية بين بلديهما وكذلك التعاون المشترك بينهما من أجل المضي قدما في تحقيق مجموعة من المصالح المشتركة في الخليج وفي الوضع الأمني بالمنطقة وفي قضية السلام بالشرق الأوسط وفي مكافحة الإرهاب وفي مسائل أخرى تتعلق بنماء وأمن البلدين". وقد أعرب بعض المسؤولين السعوديين عن قلق المملكة من المساعي التي تقودها الولاياتالمتحدة من أجل إبرام صفقة نووية مع إيران وكذلك من الفتور الأمريكي تجاه القضية السورية والحرب الأهلية الدائرة هناك. وكذلك جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الخارجية الأمريكية: "إن الرئيس يتطلع باهتمام إلى تلك الزيارة من أجل التباحث مع الجانب السعودي حول جميع هذه القضايا، ولكن ما يجب علينا أن نؤكده هو أنه مهما كان هناك من خلاف بيننا فإن هذا لن يغير حقيقة كون الشراكة بين البلدين مهمة ووثيقة". وقال أيضا: "و مما لا شك فيه فإن عملية السلام بالشرق الأوسط والوضع الأمني داخل المنطقة ككل وقضايا اقتصادية أخرى تتعلق بالتعاون الثنائي بيننا جميعها ستكون جميعها محلا للنقاش، سيكون هذا لقاء مهم جدا بين حليفين قريبين، وأنا واثق من أن جميع هذه القضايا سيتم مناقشتها".