دعا الداعية البارز الشيخ يوسف القرضاوي إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور في مصر ، معتبرا المشاركة في الاستفتاء "عملا محرما شرعا"، وذلك بحسب بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي وزع اليوم الثلاثاء. وقال القرضاوي المصري الأصل والذي يحمل الجنسية القطرية ، بحسب وكالة "فرانس برس" : "أنا أرى المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمساهمة في أي عمل من شأنه أن يقوي هذه السلطة الانقلابية أو يمنحها الشرعية أو يطيل أمد وجودها أو يقوى شوكتها، يعد من التعاون على الإثم والعدوان، وهو عمل محرم شرعا". وأضاف القرضاوي الذي يعد مقربا من تيار الإخوان المسلمين: "لا يصح عقلا المشاركة في استفتاء على دستور لم يقم على توافق وطني، وتمت صياغته بعيدا عن الحوار المجتمعي، وقام به أعضاء معينون، لا يمثلون إلا أنفسهم ومن عينهم من الانقلابيين، بل هو دستور صاغته الأقلية، وأقصت فيه الأغلبية". واعتبر القرضاوي أن "المشاركة في عملية الاستفتاء بمثابة اعتراف كامل بشرعية هذا الانقلاب" في إشارة إلى عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي. وقال إن "هذه اللجنة العلمانية واليسارية في مجملها (التي صاغت الدستور) أقل ما يقال في ممارساتها إنها لجنة إقصائية سعت بكل ما تملك لمصادرة الهوية الإسلامية والانتقاص من دور الشريعة الإسلامية وإلغاء كل الضوابط الشرعية والأخلاقية والقيمية التي تحافظ على أخلاق وعادات وتقاليد المجتمع المصري" بحسب ما جاء في البيان. كما اعتبر أن الدستور المطروح للاستفتاء "تفوح منه رائحة العهد البائد، وتنبعث منه دلائل الحنين إلى تلك الحقبة المظلمة" في إشارة إلى حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وجدد القرضاوي التأكيد على اعتباره عزل الرئيس مرسي "انقلابا عسكريا مكتمل الأركان على رئيس مدني منتخب من الأمة انتخابا حرا نزيها وله في عنق الشعب بيعة بأربعة أعوام". وكان "تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب" الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين سبق أن أعلن الشهر الماضي مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد المقرر إجراؤه في منتصف يناير".