ظهر أمس أن معركة على الشارع محورها الاستفتاء على الدستور المصري المُعدل ستدور بين الحكم الانتقالي الذي استنفر مبكراً لحشد الناخبين لضمان تمرير المشروع وتأمين مشاركة كثيفة، وجماعة «الإخوان المسلمين» التي تتجه إلى مقاطعة الاستفتاء. وكان رئيس لجنة الخمسين التي تولت تعديل الدستور عمرو موسى سلم أمس نص المشروع إلى الرئيس الموقت عدلي منصور، تهميداً للدعوة إلى استفتاء عليه توقع مصدر رئاسي أن يجري في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري أو الأسبوع الأول من الشهر المقبل. ويسعى الحكم الموقت إلى تمرير الدستور بنسبة تفوق تلك التي مررت بها جماعة «الإخوان المسلمين» دستورها في الاستفتاء الذي جرى نهاية العام الماضي (63 في المئة)، لترسيخ شرعيته عبر صناديق الاقتراع، فيما علمت «الحياة» أن «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» يتجه إلى اعتماد خيار مقاطعة الاستفتاء كي لا تعطي «شرعية للانقلاب» أو اعترافاً بخريطة الطريق، بحسب ما قاله ل «الحياة» قياديان في التحالف. ودعا موسى، في مؤتمر صحافي بعد تسليمه مشروع الدستور للرئيس، المصريين إلى المشاركة بكثافة في الاستفتاء والتصويت بالموافقة «حتى نضع حداً للفتنة التي تمر بها مصر ونخرج من هذا الوضع الخطير». واعتبر أن «الانتهاء من الدستور في موعده دليل على أننا نستطيع حتى في هذه الظروف أن ننفذ أي تكليف في موعده وكما هو مطلوب في إطار المصلحة المصرية والأطر القانونية». وحض رئيس الوزراء حازم الببلاوي «كل من شارك في ثورة 30 حزيران (يونيو) أو تعاطف معها» على «أن يشارك في التصويت على دستور بلاده»، معتبراً أن «مصر انتهت من مرحلة مهمة جداً في تاريخها بالسير على خريطة الطريق كما تم رسمها بعد ثورة 30 يونيو». وكشف مسؤول أن الحكم الموقت يدرس إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن. في المقابل، تحدث قياديان في «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» عن أن «خيار المقاطعة هو الأقرب». وقال ل «الحياة» الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان: «لا توجد ضمانات بعدم تزوير الاقتراع. يريدون مشاركتنا حتى يقال إننا انخرطنا في العملية السياسية». وأكد نائب رئيس حزب «الوطن» السلفي يسري حماد أن «الاتجاه الأقرب هو المقاطعة». وقال: «لدينا ملاحظات في شأن مواد الدستور الذي لا يعبر عن الشعب المصري، ولا توجد ضمانات لنزاهة الاقتراع، فالقضاء كان جزءاً من الانقلاب العسكري والإشراف الدولي شكلي». وفي تطور ينذر بحصول مواجهات عنيفة في يوم الاقتراع، كشف حسان أن التحالف يتجه إلى «دعوة أنصاره إلى الاحتشاد في تظاهرات تعم البلاد، حتى يرى العالم الفارق بين طوابير المقترعين وأعداد المتظاهرين الرافضين لخريطة الطريق والدستور». وتظاهر مئات الطلاب من مؤيدي «الإخوان» في جامعات عدة تلبية لدعوة من «تحالف دعم الشرعية». ووقعت مواجهات محدودة مع طلاب معارضين خلال التظاهرات التي اعتبرها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم «مؤامرة لإعادة الإخوان إلى الحكم»، داعياً الطلاب إلى «عدم الانسياق وراءها». إلى ذلك، أعلن الأزهر أمس أنه يدرس «طرد» الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي من هيئة كبار العلماء، بعد يوم من إعلان الأخير «استقالة» عبر موقع «فايسبوك» تضمنت انتقادات حادة للأزهر على خلفية موقفه من إنهاء حكم «الإخوان». وانتقد الأمين العام لهيئة كبار العلماء في الأزهر عباس شومان «إساءة» القرضاوي إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب في رسالته. وقال إن «الهيئة حاولت كظم غيظها قدر المستطاع رغم تعالي أصوات بعض أعضائها بضرورة إقالة الشيخ القرضاوي منها». وأوضح أنه سيتم اتخاذ الإجراءات الرسمية للرد على القرضاوي في الجلسة المقبلة للهيئة.