في فمنا ماء جميعا ً نحن المواطنون فما يحدث في شوارعنا يدعو الى الحرقة والضرب أخماساً بأسداس حسرة ولوعة على غياب الاخلاص . فأبجديات الرصف والتعبيد في طرقنا كلها دون إستثناء معدومة فلا ترقيع ينفع ولا لملمة حفنة اسفلت هناك تفيد .. في مدينة بريده والتي يرفض بعض منسوبي الجهات أن يكتمل الحلو فيها وهي من وجهة نظري المثال الحي لأسوأ الشوارع والمصيبة الأعظم أن تأتي شركة ما .. لحفر (طريق سليم) إن كان هناك طريق سليم وبعد ما تنتهي من إنجاز عملها إن كان هناك إنجاز يأتي إخواننا بالله عمال الرصف ، آسف أقصد عمال (التخريب) ومن ورائهم مقاول عربي عديم الضمير ومن خلفهم مواطن مسئول برتبة مراقب وليتنا من حجنا ومن رقابته سالمين وكأنه يحمل (غل ) وحقد على سيارات المواطنين فيجعل هذا الشارع عبرة لمن لم يعتبر ووسيلة لتفكيك الحديد الصلب فما بالك بهياكل سيارات ومن حيث ( يممت ) في مدينتنا التي نحبها ونعشقها ونريدها أن تصبح مثل استانبول وأفضل حتى لو كان حلما ً ستجد أسنانك وكأنها ترتجف وترتعد من البرد و(عقالك) يتقافز فوق رأسك وحال لسانك يتمتم ب (حسبي الله عليهم) وستقذفه (المطانيج )على الدركسون وأذرعة سيارتك ستكتب عليها السلام ثم بعد ذلك ستتلقى الضربة القاضية فجأة ب (مطب) للتو تم إنجازه وكأنه فخ يشابه في علوه (جبل طميه) دون وضع لافتات تحذير سيحمل ما تبقى من سيارتك الى أقرب تشليح ! الموضوع أشبع طرح لكنه لم ينته فقد شابت لحى المواطنون الاوفياء المخلصون وهم يطالبون وينددون وحال لسانهم يقول : أيها المقاول الخائن المخرّب لا يمكن أن ترصف طريق بشكل متقن وأنت تجلب رجيع عمالك من أرصفة شارع الخبيب صباحا ًبعد أن كانوا ليلة البارحة سباكين .!! لقد سافرت لأفقر دول العالم فوجدت أن موضوع تعبيد الطرق بإسفلت كأنه خد الغيداء الحسينه أو كما يقول العوام (مثل كفك ) مفروغ منه ولا مجال للنقاش فيه فالطرق عندهم مُحكمة سوداء ناصعة السواد إن سمح لي علماء اللغة بهذا التعبير مطبّق فيها أعلى مقاييس الجوده وليس فيها مجال للعربدة والنهب والسلب (ومشي حالك ) كما يحدث عندنا . وليس ببعيد عن موضوعنا هذا فقد لاحظنا جميعاً معشر المواطنين (المقهورين) من هؤلاء المقاولين في الآونة الاخيرة تهاونا ً وإهمالا ً في (أبجديات) وبديهيات العمل الحكومي والمؤسسي الذي لم يكن يظهر ربما منذ تأسيس المملكة فالطرق السريعة تهترئ بعد شهر من الافتتاح ورحلات طيران (أندية) تلغى ومن ثم تؤجل المباريات وكأننا في الدوري الجيبوتي وأكاديمي يروج مخدرات في رواق الجامعة وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر لساعات طويلة ونحن أغنى دول العالم وضابط برتبة نقيب يجوب الشوارع تفحيطا ً وبروفسور يعلم أبناءنا بشهادة مزوره . عند هذا الحد المؤرق سأقف بكم وسأنقل لكم الجرأة وعدم المراعاة وكيفية إيقاع العقوبة على أكبر رأس أفرزت نهضة حضارية نندهش منها عند سفرنا لهم ، فلنا عبره في ايقاف السائق الخاص لرئيس وزراء بريطانيا جيمس كامرون وحبسه بسبب ملكية سيارة وكذلك سجن وزير الطاقة البريطاني كريس هون ثمانية أشهر بسبب مخالفة سير وإيقاف النجم الارجنتيني الشهير (تافيز) والذي تقدر ثروته بخمسين مليون دولار وإجباره على تنظيف شارع لمدة شهر بسبب رخصة سير منتهية الصلاحية !! .. إنه العقاب يا ساده ، والعقاب الصارم فقط هو الطريق الصحيح لردع المستهترين بمقدرات وطننا الحبيب . عبداللطيف التويجري / الطرفية [email protected]